حله الجذري يبتدئ من الاسرة

بقلم: 
نسمع هنا وهناك عن الارهاب ومدى تأثيره على الدول والمجتمعات . فالإرهاب مسلك مرفوض انبثق من الفكر الخاطئ والخوف الذي انتشئ عليه الفرد منذ الصغر. فهو فكر اجرامي ينتهك الانسانية والآدمية والروح الأخلاقية.
هدفه قتل الابرياء المدنيين ووسيلة لتخويف الشعوب والحكومات ، ولتغيير سياساتها نحو الفساد، ولإقصاء مفهوم التعايش السلمي والعرقي والديني بين فئات الشعوب.
فالإرهاب هو فعل جماعات وأحزاب لا تمثل الاديان السماوية الثلاث بل هدفها السلطة والهيمنة الظالمة تحت غطاء الدين والوطنية . بعكس الاديان السماوية والتي انبثقت من كلام الله رب العالمين والتي تهدف الى التسامح والمحبة وخلق روح التكافؤ والتراحم والعدالة والمساواة بين الناس لا فرق بين هذا وذاك إلا بالتقوى .رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام وعيسى عليه السلام وموسى عليه السلام جاؤوا لترسيخ مفهوم التسامح الديني بين الشعوب لا لقتل وسفك الدماء، جاءت الديانات لتتماشى مع اجندات الشعوب ورفعتها، بعكس الفكر الاجرامي الذي يتماشى مع اجندات خارجية.
فهزيمة الارهاب يبتدئ من الاسرة وحله الجذري يبتدئ من اصغر نواة للمجتمع، فروح البناء والتحرر والتطور يبتدئ من الاسرة ، فإذا ابتدأت روح التواصل والمحبة والاحترام بين افراد الاسرة، وتقليل فكرة التميز بين الذكر والأنثى من ناحية التعامل بينهما، والتقليل من التميز بين الاديان السماوية هنا تتحرر العائلة من براثن الجهل والفكر التعصبي والحزبي والديني والذي هو منبت العنف والإرهاب والفكر الظلامي.
هذه التربية تحتاج الى الرقي في تربية الاطفال على اساس تقبل الآخر واحترام الآخر بغض النظر عن دينه ولونه وجنسه وفكره ورؤيته. هذا الفكر التعايشي يحتاج الى تدريب من قبل المدارس عن طريق وضع ملحق خاص ضمن المناهج المدرسية يتعلق بالأديان السماوية واحترام متدينيها بغض النظر ما صفة دينه .
ايضا دور الجامعات مهم في ترسيخ هذا المفهوم من خلال تعريف الطلاب الفرق بين الاسلام الحقيقي والإسلام السياسي المستورد والذي يهدف لقمع الشعوب وإبادتها. وبين الدين المسيحي الحقيقي ودين الكنائس الظالمة ما قبل الثورة الصناعية، وبين الدين الاسرائيلي والفكر الايدولوجي الصهيوني.
فالفكر الارهابي جاء لخلق سياسات وأنظمة رجعية  تليق بسياسات وأجندات الغرب لخلق الفوضى الخلاقة  والبلبلة حتى تبقى الشعوب تقتل بعضها ويبقى الغرب هو المسيطر على الثروات بغباء البعض وجهل البعض وتسلط القيادات على شعوبهم حتى يبقى على عروشهم الهاوية الى جرف الانهيار ونهايتهم ستكون مثل سابقهم من الرؤساء القتل او الإقصاء عن حكمهم حال انتهاء خدمتهم للغرب .  
وهذا الفكر الارهابي يدعمه الاعلام المضلل والروايات الكاذبة التي تبثها قنوات الاعلام والتي دعمت الارهاب ان كان الارهاب اللفظي والفكري والجسدي والجنسي، وانتشار الفساد بين اواسط الحكومات . كل الديانات جاءت بفكر وسطي وفكر وحدوي شامل لكل الفئات وجاءت لدعم المساواة بين البشر والإحسان اليهم وعدم الاساءة فيما بينهم .
 
فهزيمة التفكير الاجرامي وترسيخ التسامح الديني هو مسؤولية الحكومات والشعوب لان الارهاب لا هوية له ولا دين له ولا وطن له ومرفوض اخلاقيا وقانونيا .