لماذا تسليح السعودية الآن؟

بقلم: 

كشف تقرير أعدته "ساسة بوست" مؤخراً عن أبرز الصفقات العسكرية التي أبرمتها دول خليجية خلال عام 2015، وكان للسعودية النصيب الأكبر من هذه الصفقات، حيث بلغت قيمة العقود التي أبرمتها السعودية مع الشركات الأمريكية منذ أبريل وحتى نوفمبر من العام 2015 حوالي 22 مليار دولار تقريباً.

من المعروف أن السعودية تدعم الميليشيات التي تحارب نظام الأسد في سوريا، حيث تمدهم مالياً وعسكرياً وتستخدم أمريكا السعودية كأداة لها لمواجهة سوريا وروسيا معاً. فهي لا تستطيع أن تخوض حرباً مباشرة الآن خصوصاً في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية وبسبب حربي العراق وأفغانستان اللتان استنزفتها وما زالت تؤثر في اقتصادها حتى يومنا هذا.

الولايات المتحدة الأمريكية تسلح السعودية لتحارب غريمتها روسيا عن طريق التضييق على النظام السوري من جهة ولتخلق قوة سنية تواجه القوة الشيعية المتمثلة بإيران من جهة أخرى، وبالتالي تبقي على الصراع الطائفي وتؤججه من أجل بسط سيطرتها بشكل أسلس على المنطقة. بمعنى أنها تضرب عصفورين بحجر.

ما يُدعِم هذه النظرية إعلان السعودية عن تشكيل تحالف عسكري إسلامي من 34 دولة معظمها ذات غالبية سنية، أبرزها تركيا ومصر وباكستان، يهدف إلى "محاربة الإرهاب"، حيث أن مصطلح "محاربة الإرهاب" هو أمريكي الصنع، وهذا التحالف هو أمريكي الصنع أيضاً. وإلا فأين هذا التحالف"العربي الإسلامي" من المسجد الأقصى و الإرهاب والإجرام الإسرائيلي الذي يُمارس يومياً بحق أبناء الشعب الفلسطيني؟.

السعودية تمارس غباءً سياسياً يصب في مصلحة أمريكا أولاً وأخيراً، فالعنجهية السعودية و استعداء قوى إقليمية مؤثرة في المنطقة لن يفيدها بشيء وأمريكا ستترك السعودية بمجرد انتهاء دورها في المنطقة.

تفتقر السعودية للدبلوماسية الدولية والانتماء القومي العربي، ولهذا فهي لا تستحق أن يقال عنها "المملكة العربية السعودية"، السعودية مجرد أداة أمريكية أخرى لتقسيم وشرذمة الدول العربية. فهي تعيث فساداً في اليمن، سوريا، ومصر ولا ندري بعد هذا التحالف أي دولة عربية سيتم استهدافها والعبث بخارطتها.