السلطة الفلسطينية تتبرّأ من الاتفاقات المترتبة على أوسلو

الشيخ: السلطة الفلسطينية في حل من الاتفاقات المترتبة على أوسلو

زمن برس، فلسطين:  قال وزير الشؤون المدنية الفلسطيني، حسين الشيخ، في تصريحات لبرنامج "سيناريوهات"، على قناة الجزيرة، مساء اليوم الخميس، إن السلطة الفلسطينية في حلٍّ من الاتفاقيات مع الجانب الإسرائيلي المترتبة على اتفاق أوسلو، مُشيرا إلى أنه تم إبلاغ إسرائيل أن السلطة الفلسطينية لم تعد ملتزمة بالاتفاقيات الثنائية بينهما.

وأوضح الشيخ أن الاختبار الجدي للموقف العربي سيكون في اجتماع وزراء الخارجية في القاهرة السبت المقبل، متمنيا "على الأمتين العربية والإسلامية أن تكونا قوة إسناد للموقف الفلسطيني".

وذكر الشيخ أن وفدًا من حركة "فتح" ومنظمة التحرير، سيتوجه لغزة الأسبوع المقبل للتباحث مع حركتي حماس والجهاد.

وقال إن خيارين أمام الفلسطينيين في هذه المرحلة، "إما المواجهة مع أميركا وإما الخيانة، ولن نكون خونة". وأضاف: "إننا لا نطالب الدول العربية بالقتال بدلا عنا، وإنما إسناد موقفنا، وأن يقولوا إنهم يقبلون بما يقبله الفلسطينيون، كما في السابق، وألا يقدموا هدايا لأميركا على حساب الفلسطينيين ووطنهم".

وفي عبارةٍ قد يُنظَر إليها على أنها شديدة اللهجة، استدرك: "ومن يريد أن يقدم الهدايا فليقدمها من حصته، وليس على حساب القضية الوطنية الفلسطينية".

وردًا على سؤال إن تعرض الرئيس محمود عباس لتهديدات شخصية بسبب رفضه للصفقة، كشف الشيخ أن عباس هُدّد شخصيا "عندما قرر التوجه إلى محكمة الجنائيات الدولية، وكان رده على التهديد بالقول أمامكم ثلاثة خيارات، إما قتلي أو سجني أو طردي".

حماس: الموقف الفلسطينيّ الموحد

وفي سياقٍ ذي صلة، قالت قالت حماس، في بيان صادر عن الناطق باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع، اليوم الخميس، إن "كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية وسلب حقوق شعبنا المشروعة ستفشل".

وأكد القانوع في البيان أن "محاولات تصفية قضية فلسطين ستفشل أمام صمود وإرادة شعبنا الصلبة، ولن يكتب لها النجاح"، مضيفا أن "خروج الجماهير الفلسطينية في كل مكان، يأتي تأكيدا على رفضها لصفقة القرن التصفوية، والتحاما مع الموقف الفلسطيني الموحد الرافض لها".

وأشار القانوع إلى أن "التظاهرات الشعبية والمسيرات الحاشدة، الجمعة، تبرهن على وحدة شعبنا في الدفاع عن مقدساته، والمحافظة على ثوابته، واستعداده الكامل لإفشال صفقة القرن، ومواجهة الاحتلال الصهيوني".

هل ترد السلطة على الصفقة بإعلان الدولة؟

من جانب آخر، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، مساء الخميس، أن تنفيذ قرارات المجلسين المركزي والوطني الفلسطينيين، بشأن انتهاء المرحلة الانتقالية للسلطة الفلسطينية، يحتاج إلى تنسيق مع الإقليم، مُشيرا إلى أنّ عباس أكد أن الدور الوظيفي للسلطة سينتهي، "وقد بدأت بالفعل بتجسيد الدولة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) لعام 1967".

وذكر عريقات، خلال مؤتمر صحافي عقده في رام الله، مساء الخميس أن "المرحلة الانتقالية للسلطة انتهت، وكما قال الرئيس محمود عباس سننفذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي دون أي انتقاص، لكن لا يمكن أن يأتي التنفيذ بعد 48 ساعة ويتم سؤالنا أين التنفيذ؟ نحن جزء من منظومة دولية وجزء من إقليم، وأي قرار سيؤثر على الآخرين وهو بحاجة لتنسيق مسبق"، مشددا على أنّ "قرارنا المواجهة والصمود، ونعرف أن الشعب الفلسطيني أينما كان في كل أماكن وجوده سيقف معنا لأنه هو المشروع الوطني".

وفي إجابة عن سؤال لـ"العربي الجديد" حول طبيعة تغيير الدور الوظيفي للسلطة الذي أعلنه الرئيس محمود عباس قبل أيام، قال عريقات: "إن الاتفاق التعاقدي للسلطة الفلسطينية انتهى؛ لأنها ولدت لنقل الشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال، وما يريده نتنياهو بالمعازل دور وظيفي خدماتي"، مشيراً إلى أنّ عباس أكد أن الدور الوظيفي للسلطة سينتهي، وقد بدأت بالفعل بتجسيد الدولة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) لعام 1967".

وكان عباس قد قال، في أول رد على إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، عن مضمون "خطة السلام" المعروفة إعلاميًّا باسم "صفقة القرن"، والتي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، إنّ "القدس ليست للبيع وصفقة المؤامرة لن تمر"، معلناً عن البدء باتخاذ إجراءات لتغيير الدور الوظيفي للسلطة الفلسطينية.

وقال عباس، في كلمته خلال اجتماع القيادة الطارئ في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، ردا على إعلان "صفقة القرن": "سنبدأ فورا باتخاذ كل الإجراءات التي تتطلب تغيير الدور الوظيفي للسلطة الوطنية، تنفيذاً لقرارات المجلسين المركزي والوطني".

وتساءل عريقات حول العلاقة التعاقدية بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في ظل ما تعنيه الخطة الأخيرة من الانسحاب من الاتفاقات، وقال: "إذا تم الانسحاب الإسرائيلي من الالتزامات ولجأت إلى أسلوب المستوطنات والضم، فما الذي سيبقى علينا من التزامات؟".

وحول مواجهة الخطة الأميركية، قال عريقات: "هناك عمل بمسارات متوازية داخلية، كإنهاء الانقسام، وعلى المستوى العربي، حيث سيعقد اجتماع قريب لوزراء الخارجية العرب والعالم الإسلامي، ومجلس الأمن".

وقال عريقات: "إن المحاور التي يمكن استغلالها أميركيا وإسرائيليا كثغرة لتمرير الصفقة هي الفصل بين الضفة وغزة"، مشيرا إلى الاتصال بين الرئيس عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وإلى الاجتماع الذي سيعقد خلال أيام في قطاع غزة من أجل إنهاء الانقسام.

أما عن زيارة عباس إلى غزة، وفقا لخطابه الأخير، وعما إذا كان هناك سقف زمني لها، فقال عريقات مجيبا عن سؤال آخر لـ"العربي الجديد": "سيتوجه وفد إلى غزة خلال أيام؛ وعندما تتوج جهوده بالنجاح، فأبو مازن بيته غزة، ولا فرق بين جنين وغزة ورام الله والخليل، إذا طويت الصفحة سنسكن في غزة".

ورأى عريقات أنه "لا إمكانية لأي مفاوضات إلى الأبد، إذا كانت هذه الخطة مرجعية للمفاوضات كما أعلن جاريد كوشنر"، لكنه استدرك: "لكن هناك بديلا هو الشرعية الدولية"، معلنا عن توجه عباس خلال أيام لمجلس الأمن "ليقول لهم البديل منكم وإليكم، والبديل قراراتكم لإنهاء الاحتلال، والهدف ضمان إقامة دولة فلسطين ضمن سقف زمني"، وتوقع أن مشروع القرار الذي سيقدم إلى مجلس الأمن سيحصل على 14 صوتا مقابل صوت واحد، في إشارة إلى إمكانية استخدام "الفيتو" الأميركي، لكنه أكد أنه سيتم التوجه بعد ذلك إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإعداد الملفات للمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية.

وقال عريقات: "إن ما تبقى مما طرح من (صفقة القرن) لإقامة كيان فلسطيني بعد ضم القدس والأغوار والمستوطنات وغيرها، وضع ضمن شروط يجب على الفلسطينيين تنفيذها، منها أن نعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأن نعترف بيهودية إسرائيل، وأن نعترف بسيادة إسرائيل على المستوطنات، وأن نعترف بالأمن الإسرائيلي على كل ما سوف يُضم"، مشيرا إلى أن "ما قدمه ترامب كخطة أميركية، هي خطة نتنياهو ومجلس المستوطنات الإسرائيلي التي تبناها ما يسمى الفريق الأميركي للسلام".

من جانب آخر، قال عريقات: "إنّ أميركا طلبت من دول العالم بيانات للترحيب وتثمين الجهد الذي بذلته من أجل السلام، والبعض فعل، لكن العالم أجمع قال كلمته بأن نعم للمفاوضات على أساس القانون الدولي والشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، ولغاية الآن لم يوافق على الاقتراح سوى نتنياهو لأنه يتبنى حرفيا رؤيته"، مشدداً على أن ما حدث ينقص إمكانية تحقيق السلام.

وأضاف عريقات أن "استناد ترامب لتحويل العلاقات الدولية لدول ولدت لتكون قوية، أو دول تحميها بالشكل المناسب، يشكل خروجا عن كل ما أسست له العلاقات الإنسانية، وانسحابا من ميثاق الشرعية الدولية ومن أوسلو ومن الاتفاقات الموقعة".

وشدد عريقات على أنّ "الموقف الفلسطيني كما حدده الرئيس عباس بأننا نريد السلام ونسعى إليه، ولكن سلامنا لن يكون بأي ثمن، بل بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد استقلال دولة فلسطين على حدود العام 1967، وحل قضية اللاجئين، أما أفكار تشريع المستوطنات والضم، وإخضاع الشعوب ضد إرادتها بقوة السلاح، فاسمهما بالقانون الدولي جرائم حرب".

ومن المقرر أن تخرج ظهرَ الجمعة، مسيرات في الضفة وغزة والقدس، رفضا لـ"صفقة القرن" المزعومة.

وكان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قد هدد أمس الأربعاء، بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في رسالة خطية نقلها الشيخ، إلى وزير المالية الإسرائيلي، موشيه كاحلون، الذي نقلها بدوره إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.

وأشارت التقارير الصحافية إلى أن عباس اتهم نتنياهو في رسالته بـ"التنكر لاتفاقية أوسلو"، كما أكد عباس أن "الجانب الفلسطيني لم يعد لديه أي صلة باتفاقية أوسلو"، فيما لفتت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن الرسالة نقلها الشيخ، الذي التقى برفقة وفد ضم مسؤولين فلسطينيين، وزير المالية الإسرائيلية، في وقت سابق، اليوم، الأربعاء.

وشددت القناة على أن الوفد الفلسطيني نقل رسالة إلى كاحلون مفادها أن "القيادة الفلسطينية تعتبر أن ‘صفقة القرن‘ تلغي اتفاقيات أوسلو"، وأنها ترى أنها "بحل من جميع التزاماتها بموجب اتفاقيات أوسلو، بما في ذلك وقف التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي".

وذكرت التقارير أن الرئيس الفلسطيني، لم يرفض استقبال مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، فقط، وإنما رفض كذلك رسالة نصية بعث بها الرئيس الأميركي، لعباس، بواسطة مستشاريه.

بدوره، أكد كاحلون أنه سيسلم الرسالة إلى نتنياهو فور عودته من العاصمة الروسية موسكو، والمتوقعة يوم غد، وحذّر الوفد الفلسطيني، من تدهور الوضع الأمني ​​واشتعال المنطقة، وطلب منهم التحلي بالصبر وضبط النفس حتى الانتخابات الإسرائيلية، المقررة في الثاني من آذار/ مارس المقبل، وقدّر أنه "يمكن أن يتغير الوضع حتى ذلك الحين".