أوباما يقدّم أكبر مساعدة لنتنياهو

<p>بقلم: أمنون لورد</p>
<p><br />
يبدو أن المكالمة الهاتفية التي هنّأ خلالها الرئيس اوباما رئيس الوزراء نتنياهو على انجازه في الانتخابات، بتأخير أسبوع، كانت احدى المكالمات الهاتفية المكثفة. فالتهنئات كانت مجرد مدخل قصير. وحسب التوقيت فقد اتفق خلالها على موضوع الهجمات في سورية، وربما جرى الحديث عن ايران، واتفق على الزيارة الرئاسية لاسرائيل. في المرحلة الاولى يعطي النبأ الدراماتيكي عن زيارة اوباما حقنة طاقة للمفاوضات الائتلافية. فقد اتهم اوباما بأنه تدخل في الانتخابات، من خلال تسريب عدة تصريحات ضد نتنياهو؛ أما الان فانه يتدخل في المسيرة الحزبية في إسرائيل، ولكن هذه المرة لصالح نتنياهو.</p>
<p><br />
الزيارة التي ستجري فور تشكيل الحكومة تساهم في تصميمها. فالوزراء سيتعلمون بصعوبة الاسماء الموجودة حول الطاولة، ولكنهم سيكونون ملزمين منذ الان بالاستعداد لجدول أعمال سياسي يمليه الرئيس الأميركي. رسالة نبأ الزيارة المسبقة للشراكات المحتملة: ابدأوا في أن تكون جديين. الرسالة ليئير لبيد هي: اذا كنت تريد دعوة الى &quot;الحفلة السياسية&quot;، فابدأ بالمرونة في مطالبك في موضوع &quot;المساواة في تحمل العبء&quot;. توجد عدة امور مهمة اخرى، ترفع الان الى رأس جدول الاعمال. الأميركيون، وعلى ما يبدو بنيامين نتنياهو، لا يريدون أن يعلقوا مع حكومة يمين &ndash; أصوليين. وتخلق الزيارة دفعة واحدة جدول أعمال سياسيا للمسيرة الحزبية الداخلية، وتصريح تسيبي لفني، أول من أمس، يذكر بان للبيد منافسة جدية على خانة الجناح اليساري لحكومة نتنياهو.</p>
<p><br />
نفتالي بينيت هو الاخر يفترض أن يشعر بالضغط. وهو سيحس بذلك في قذالته، من جمهور ناخبيه. بالنسبة للبيد، فان جدول الاعمال السياسي هو احتفال؛ بالنسبة لبينيت هذه بداية معركة. رجال &quot;البيت اليهودي&quot; سيلمحون له، بأن تجنيد الاصوليين أمر جد لطيف ومرغوب فيه بالقدر السليم. ولكن اذا كان اوباما يحرك المسار السياسي وينتقل فوراً الى الغيار الرابع، إذاً ليس لك خيار الذهاب الى المعارضة ومشاهدة الاحداث من منصة الجمهور.</p>
<p><br />
وبشكل مفاجئ يعد بيان البيت الابيض دعوة الى تقليص المسافات بين الخطى. في &quot;شاس&quot; أيضا يفهمون بانهم سيكونون ذوي صلة، رغم جدول اعمالهم المتعلق بالمخصصات. يخيل أن اوباما لم يسبق له أن منح نتنياهو مساعدة كهذه. فهل هذه هي بداية صداقة رائعة؟</p>
<p><br />
ليس مؤكداً. كما ليس واضحا ما هو حقا جدول اعمال الزيارة الرئاسية. للبيان حول الزيارة، مثلما أيضا للزيارة نفسها، يوجد أثر ردعي تجاه المحيط العنيف لاسرائيل. ومن جهة ثانية، يأتي البيان لكبح جماح اسرائيل. لقد كان التقدير بأن الهجوم، الاسبوع الماضي، في سورية مجرد الوجبة الاولى في قائمة الطعام العسكرية الكثيفة لاسرائيل. أما الان، حين سيكون الشهر والنصف القريبان مدة لاعداد زيارة اوباما، لا يمكن لاسرائيل أن تنفذ فيها اي خطوة دراماتيكية.</p>
<p><br />
كانت التقديرات أن الرئيس اوباما لن يرغب في هذه الولاية في الاقتراب من الموضوع الاسرائيلي &ndash; الفلسطيني، بعد أن تبيّن له أنه لا يمكن الوصول فيها الى انجاز حقيقي. ولكن يوجد أيضا جدول أعمال اسرائيلي بالنسبة للنووي الايراني. فقد تحدث الجدول الزمني لنتنياهو في الجمعية العمومية للامم المتحدة في الخريف الماضي تحديدا عن الربيع كموعد ثانٍ وأخير مع انتهائه سيحل زمن الحسم. اما أول من أمس فقد تحدث رئيس الوزراء في الكنيست عن الحاجة لان نكون متحدين في لحظات الاختبار. وتنخرط زيارة اوباما في هذا الجدول الزمني. وسيحصل اوباما نفسه على الفرصة لأسر قلوب الجمهور الاسرائيلي، الذي ينتظر منذ أربع سنوات كي يقع في حُبه.</p>