رسائل إسرائيل للمقاومة حروفها اغتيالات للمدنيين !

شهيد في قصف على غزة

زاهر فهيم

(خاص) زمن برس، فلسطين: تقوم إسرائيل بتسخين الأجواء في قطاع غزة، بالعودة إلى سياسة الاغتيالات واستهداف المواطنين العزل بمن تصفهم انهم مطلقي الصواريخ. هذا حال جيش الاحتلال عندما يقع في المأزق ويفتقر بنك معلوماته يلجأ كعادته لهذه السياسة لإيصال بعض الرسائل للفلسطينيين.

وجاء هذا التسخين في حمى البحث الإسرائيلي عن مشاهد تغطي العجز الكبير الذي تعيشه عسكرياً واستخبارياً، جراء عدم قدرتها على العثور على طرف خيط يقود إلى حل لغز من هم خلف خطف المستوطنين الثلاثة الشهر. الماضي.

ولجأت إسرائيل في محاولة مكشوفة للدس بين السلطة الفلسطينية وحركة «حماس» بإعلانها أن المسؤولين عن اختطاف المستوطنين الثلاثة، هما ناشطان بارزان في الذراع العسكري لـ«حماس» في منطقة الخليل.

فكان تصعيدها العسكري واسع النطاق ضد قطاع غزة، كي تتمكن من تحقيق هدفها باستعادة ثقة مستوطنيها بقدراتها على حصد أكبر عدد من الأرواح، ولكن لا يمكن أن يتم ذلك دون اغتيال شخصيات لها مكانتها الوطنية والعسكرية في القطاع.

فأغارت طائرات حربية على سيارة مدنية بالقرب من مفترق "الشعبية" وسط مدينة غزة مستهدفة "قائد وحدة الكوماندوز البحري" محمد شعبان، وهو أحد عناصر القسام، وإرتقى معه شهيدين وهما  أمجد شعبان وخضر أبو جبل، وهما أيضا من حماس.

ولم تكن هذه عملية الاغتيال الوحيدة فقد حاولت بعد أقل من ساعة تنفيذ اغتيال آخر بحق مقاومين في سيارتهم التي كانت تسير في شارع الرشيد على شاطئ بحر غزة، ولكن يد الله تدخلت واستطاع الشابان أن يقفزا من السيارة الى الشارع دون إصابتهما، لكنها حققت غايتها باغتيال

عمليات الاغتيال تطال عناصر وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفصيلين الأقوى عسكريا في فلسطين، وهي رسالة واضحة من قبل "العدو" لتوجيه ضربة موجعة لهما من خلال عمليات الاغتيال، لكن يبقى التساؤل هل سيتمكنون من تحقيق أهدافهم في ظل عدم قدرتهم على تهديد أماكن قادة هاتين الحركتين.

خاصة وأن المشهد يروي لنا غير ذلك والواضح ان بنك المعلومات الإستخباراتي العسكري الإسرائيلي يفتقر لما هو معتمد عليه كل مرة من تحركات لقيادات المقاومة ومخازن للذخيرة والأسلحة، وتجمعات للمقاومين وماشابه فجيش الاحتلال كما يقولون يسبق بالضربة الأولى كي يكسب الموقف مما قد يصنع له الهيبة امام شعبه في ضل الصراع السياسي الداخلي الإسرائيلي مابين مؤيد ومعارض في فتح باب الحرب مع غزة.

الكاتب حسام الدجني يقول لزمن برس :" إسرائيل تعيش حالة من التخبط بسبب فراغ بنك أهدافها، فلم تجد أمامها وسيلة سوى أن تضغط على حركتي حماس والجهاد الإسلامي باستهداف منازل نشطائهما، والقيام بعمليات اغتيال بمن تستطيع رصدهم، إضافة إلى الضغط على المواطنين للخروج بمطالبات للحركتين بإيقاف إطلاق الصواريخ".

"لكن ذلك لم ولن يحدث" يتابع الدجني "فالمزاج العام، للمواطنين يأتي بعكس ما تريده دولة الاحتلال فهم يدعمون المقاومة ويعززون صمودها، بتشكيلهم ضغطا شعبيا بضرورة عدم القبول بتهدئة دون تحقيق مطالبهم، ولعل من أهم تلك المطالب فك الحصار الإسرائيلي ولكن بضمانات دولية هذه المرة".

من جانبه يؤكد الحقوقي مصطفى ابراهيم أن عمليات الاغتيال وقصف منازل المدنيين مخالف للقانون الدولي الانساني، ويوضح قائلا:" لعل المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل بحق مدنيين كانوا يستقلون سيارة مدنية ما هو إلا تأكيد على أن هدفها قتل الإنسان فقط، غير آبهة باالقانون الدولي الإنساني وعلى المجتمع الدولي أن يعمل بكل جهده لمحاكمة هذه الدولة المجرمة".

ينوه إلى أن الهدف الأكبر من هذه الجريمة هو الحرب النفسية ضد "العزل" بأنها تستطيع أن تحقق أكبر عدد من ممكن من القتلى كي تشفي غليل مستوطنيها.

وقد تكون هذه بداية مرحلة جديدة من الحرب على غزة في تلك العملية التي اطلق عليها جيش الاحتلال (الجرف الصامد) ولكن هل ستستمر طويلا وإن استمرت فلا حلاوة بدون نار، فالمقاومة الفلسطينية تخرج دائما بالمفاجات والتي لايطيق إحتمالها الجيش.

وأكد أحد عناصر القسام لزمن برس أنه المواجهة مع إسرائيل ما زالت في بدايتها ولا تخيفهم، لأنهم يملكون من الأهداف التي يستطيعون قصفها أكثر مما تملكه إسرائيل.

وتوعدت القسام في بيان لها إسرائيل بالرد المزلزل على كافة جرائمها، وراح ينوه المصدر لزمن  برس أن السيناريو المتوقع هو هرولة إسرائيل لتثبيت تهدئة كعادته ولكنه لن يحصل عليها ما لم تتحقق أهداف المقاومة، مشيرا إلى أنها لا تنكسر وتستمد صمودها من شعبها المناضل.

وتجدر الإشارة إلى أن الأيام القليلة الماضية شهدت محاولات جس نبض من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لاختبار احتمالات التصعيد. وقد أغارت طائرات إسرائيلية واستهدفت المدفعية مواقع للمقاومة في القطاع، في حين ردت المقاومة بإطلاق صواريخ على المستوطنات القريبة، وخصوصاً عسقلان. ومن المؤكد ان الوضع في غزة سيستدعي تصعيداً، ولو محدوداً، في ظل ما يبدو كرغبة من إسرائيل و«حماس» خصوصاً لعدم السماح بتدهور الوضع إلى مواجهة شاملة في الظروف الراهنة.

ولكن على مايبدو ان إسرائل لديها عدة رسائل تود ايصالها للفلسطينيين عن طريق سياسة الإغتيالات كما لو انه استعراض لقوتها العسكريه إلى جانب معرفتها بما يجري ويدور داخل غزة دلالة على إستخباراتها العسكرية وقوة المعلومات التي تمتلكها عن فصائل المقاومة وعلى رأسها حماس والجهاد الإسلامي ومطلقي الصواريخ.

حرره: 
م . ع