محمد مرار

(خاص) زمن برس، فلسطين: اعترف داني دانون نائب وزير جيش الاحتلال السابق، أن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، خير دليل على مستوى التسنيق وتماثل المصالح الذي وصلت إليه العلاقات المصرية الإسرائيلية، مؤخراً، فبعد أن كان نظام حسني مبارك يلعب دور الوسيط بين حماس وإسرائيل، أصبحت القاهرة تعلب دور الوسيط المنحاز، وهذا ما أظهرته المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار لأنها تتضمن فقط الشروط الإسرائيلية لوقف إطلاق النار على حد قول دانون.

دانون أثنى على المبادرة المصرية مضيفاً" أن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو كان يعتقد منذ البداية أنها لن تؤدي لوقف إطلاق النار، وإنما الغرض الأساسي منها هو تأدية دور دعائي يظهر حماس والجهاد في دور الطرف الرافض لوقف إطلاق النار أمام الرأي العام العالمي لمنح إسرائيل المزيد من الشرعية لمواصلة توجيه ضراباتهم لحماس والجهاد".

واعتبر تساهحي هنيغي عضو لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست" أن مصر قدمت مبادرة وقف إطلاق النار وهي تعلم أنها تقوم على الشروط الإسرائيلية وتهمل مطالب حماس والجهاد، لتحقيق هدفيين، أولهما منح اسرائيل الشرعية الدولية لكي توجه ضربات قاصمة لحماس والثاني هو التنصل من المسؤولية أمام الرأي العام المصري والعربي وكأن مصر بذلت ما بوسعها ولكن حماس رفضت تفويت الفرصة على إسرائيل.

أما صحيفة هآرتس العبرية فقد كشفت أن ممثلين عن إسرائيل شاركوا بصياغة المبادرة المصرية، زاعمةً أن المبادرة استندت الى مقترح طرحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وفسرت الصحيفة السرعة التي تمت فيها صياغة المبادرة المصرية برغبة إسرائيل ومصر بحرمان الولايات المتحدة الأميركية من أي دور في التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وأكد الصحيفة أن مصر تعمدت عدم إبلاغ حماس والجهاد الاسلامي بالمبادرة قبل موافقة اسرائيل عليها من أجل وضع حماس أمام خيارين، إما القبول بالمبادرة وبالتالي تظهر حماس بصورة المهزوم أو رفض المبادرة وبذلك تكون مصر تخلي مسوؤليتها وتعطي إسرائيل غطاء دولي لتوجيه ضربات قاسمة لحماس والجهاد.

وبحسب الصحيفة فإن مصر واسرائيل لم ترغبان بدور لواشنطن في إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار حتى لا تتعرض إسرائيل لضغوط أمريكية، الأمر الذي قد يسمح لحماس بتحقيق مكاسب.

وكشفت الصحيفة أن الذين صاغوا المبادرة المصرية ضباط كبار بالمخابرات المصرية ويتسحاك مولخو المبعوث الشخصي لرئيس الحكومة الإ سرائيلية ومستشار الأمن القومي الاسرائيلي يوسي كوهين بالإضافة الى رئيس جهاز المخابرات الاسرائيلية "الشاباك" يورام كوهين.