ما الذي تخشاه إسرائيل في الحرب البرية؟

المقاومة
محمد مرار
 
(خاص) زمن برس، فلسطين: حققت المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار التي تمت صياغتها في اجتماع مشترك، شارك فيه كبار الضابط الاسرائيليين وضباط كبار في المخابرات المصرية، هدفها المركزي بحسب ما أكده عضو لجنة الخارجية والأمن بالكنيست، والمتمثل بإظهار حماس والجهاد الإسلامي في صورة الطرف الرافض لجهود التهدئة والمصر على مواصلة إطلاق النار أمام الرأي العام العالمي والعربي حتى تحصل إسرائيل على الشرعية لمواصلة العدوان وحتى يظهر النظام المصري وبقية الدول العربية أمام الرأي العام وكأنها فعلت ما بوسعاها.
 
إذن نجحت اسرائيل والدول العربية في الخطوة الأولى الضروية في حشد الرأي العام الدولي للبداية في تصعيد العدوان وتنفيذ اجتياح بري، ولكن النجاح في هذه الخطوة تمكنت منه إسرائيل لأن قدرة حماس على إفشال  هذه الخطوة محدود، ولكن الخطوة التالية وهي تنفيذ اجيتاح بري ليست مضمونة النتائج، فحماس والجهاد وبقية الفصائل الصغيرة في جعبتها الكثير من المفاجآت  التي أعدتها لجيش الاحتلال بحسب ما اعترف به كبار المحلليين العسكريين الاسرائيليين.
وتشير تقديرات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أن الجناح العسكري لحركة حماس كتائب القسام والجناح العسكري لحركة الجهاد سرايا القدس نفذت دارسات تحليلية لكل الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة بدءاً من "الرصاص المصبوب" و"عمود الغيم" وما تخللها من عمليات عسكرية اسرائيلية صغيرة، وبفضل هذه الدرسات تم استخلاص العبر، وتم بناءً عليها صياغية عقيدة قتالية بناء على الواقع في قطاع غزة وإمكانيات المقاومة بهدف استخدام نقاط القوة لتوجيها إلى نقطة ضعف جيش الاحتلال وإسرائيل والعمل على تحييد نقاط القوة لدى جيش الاحتلال.
كما أن جيش الاحتلال والمستوى السياسي الاسرائيلي يرى في القبة الحديدية الذخر الاستراتيجي لحماية التجمعات السكنية الاسرائيلية من الصواريخ، و في المدرعات وتحديداً دبابة المريكافا ذارعه لتنفيذ العدوان،  فإن المقاومة ترى في الأنفاق سواء تلك المعدة لأغراض التسلل داخل الخط الأخضر أو الأنفاق الداخلية المخففة، وسيلةً فتاكة لإنزال أكبر قدر ممكن من الخسائر بجيش الاحتلال بحال قرر التوغل برياً في القطاع، وهذا الأمر يدركه جيش الاحتلال وهذا مامنعة من اللجوء لهذا الخيار بعد حرب "الرصاص المصيوب".
 وتدرك المقاومة أهمية إلحاق خسائر بشرية بجيش الاحتلال لضرب معنويات الاسرائيليين، لهذا فإنها عملت على مدار الساعة منذ حرب الرصاص المصبوب بحسب التقديرات الاسرائيلية على تطوير قدراتها في مجال التصدي للمدرعات بالتزود بأسلحة فتاكة قادرة على تدمير المدرعات الإسرائيلية، وتدريب وحدات متخصصة مدربة على استخدام صواريخ كورنيت المتطورة القادرة على تدمير دبابات ميركافا.
والمقاومة بحسب ما أظهرت هجماتها منذ بداية العدوان أعدت بنية تحتية من الانفاق المخصصة وأنفاق الهجمات، وأنفاق إطلاق الصواريخ لتحييد سلاح الجو الاسرائيلي ولضمان انهمار الصواريخ على التجمعات السكنية والعسكرية الاسرائيلية.
 
وتشير التقديرات الإسرائيلية  إلى أن ثلاثة أصناف أعدتها المقاومة داخل غزة أولها الأنفاق المعدة لاطلاق الصورايخ التي تتم  عبر جهاز توقيت دون الحاجة إلى وجود عنصر بشري.
النوع الثاني من الأنفاق هي الأفاق المفخخة وهي أنفاق طولية وعرضية تم حفرها في المناطق التي تتوقع المقاومة أن يتوغل جيش الاحتلال منها،  وهذه الأنفاق تم زرع كميات كبيرة من المتفجرات فيها على طول النفق بحيث يكون الانفجار بشكل طولي أو عرضي لإعاقة القوات المهاجمة ولإنزال أكبر كم من الخسائر البشرية.
 
والنوع الثالث من الأنفاق هو الأنفاق المعدة للتوغل داخل الخط الاخضر لضرب أماكن تجمع القوات المهاجمة والجبهة الداخلية للاحتلال. 
وفي المعركة البرية كان جيش الاحتلال يستعين بالطائرات المروحية، ولكن امتلاك المقاومة صواريخ مضادة لهذه الطائرات جعل من هذا الخيار مخاطرة كبرى، ومنح المقاومة أفضلية.
وخلال عدوان الرصاص المصبوب لم تكن المقاومة تمتلك منظومة اتصالات خاصة بها غير مخترقة،  اما الآن فإن غرفة القيادة والضبط والسيطرة التابعة لكتائب القسام تتواصل مع قادة الكتائب في أرجاء القطاع وهذا ما يسهل عمل كافة الواحدات التي تتصدى للجيش ويجعل أمر استغلال أي ثغرة بسرعة أمراً ممكن، فعندما ترصد مجموعات المقاومة أي توغل لقوة خاصة فإن القيادة المركزية توجه كل المجموعات القريبة من المكان لفتح النار على القوة الخاصة.
ونجحت المقاومة سواء كانت حركة حماس أو حركة الجهاد بإعداد وحدات متخصصة باستخدام صواريخ الهاون بدقة وهذه الوحدات بإمكانها إعاقة أي تقدم للدبابات المدرعة أو القوات الراجلة عن بعد بالترافق مع التصدي المباشر لهذه القوات.
حرره: 
م.م