في غزة..طلاب يبحثون عن مدارسهم وزملاء الأمس..شهداء اليوم

شهداء غزة
 
سناء كمال
(خاص) زمن برس، فلسطين: لم يرتدِ اليوم الأول من العام الدراسي الجديد في قطاع غزة زيه الرسمي، بعد أن تاه طلاب المدارس وهم يبحثون عن مدارسهم الجديدة التي تم نقلهم إليها، وفوجئوا بتغيير مواقعها ،وتغير موعد دوامهم أكثر من مرة  نظرا لظروف العدوان الذي حال دون وصول الطلاب إلى مقاعدهم الدراسية في الموعد المحدد.
 
الطفل محمد عفانة (9 سنوات) بحث طويلاً عن مدرسته الجديدة عوضاً عن مدرسة "الزيتون للذكور الابتدائية" التي كان يرتادها وأصبحت اليوم " مركز إيواء" لعشرات الأسر التي لم تجد مكانا آخر لتعيش فيه غيرها، ووصل إلى مدرسته الجديدة التي لا تبعد كثيراً عن سابقتها، فتاه مرة أخرى في البحث عن فصله الذي سيجمعه مع زملائه، فوصله بعد عناء ومشقة لم يتوقعها.
 
رحلة البحث عن مقعده الدراسي لم تكن الأصعب عليه، فما لبث أن جلس على مقعده حتى وقع بصره على يافطة، نصبت على أول مقعد في الفصل تحمل اسم "إبراهيم الحسني"، صديقه الحميم الذي استشهد في غارة إسرائيلية على منزل عائلته بحي الزيتون فغيبته عن المدرسة إلى الأبد، انهارت دموعه رغما عنه يبكي صديقه ويترحم عليه حاملا ذكريات جميلة لن يستطيع أن ينساها يوما.
 
ويقول عفانة بصوت مختنق ودموعه تغرق عينيه لزمن برس:" زي اليوم كنا نتقابل على باب المدرسة، نسلم على بعضنا ونلعب لبين ما يرن جرس المدرسة، اليوم دورت عليه وما لقيته ورحت أدور على مدرستي، وهيني ما لقيته"، مضيفا:" الله يرحمه كان يحب المدرسة، وكنا نحكي راح نطلع ضباط شرطة، هيه سابني لحالي، وراح عند ربنا".
 
أما على باب مدرسة عفانة  القديمة، فوقفت ابتسام محمد (35 عاما) تودع طفلها الآخر ليذهب إلى مدرسته التي حددتها لهم إدارة الأونروا، تكسو الحزن والألم ملامح وجهها، وتقول لزمن برس:" حسبنا الله ونعم الوكيل اللي حرم أطفالنا الفرحة، هو طول اليوم بالمدرسة، واليوم بروح على مدرسة تانية مشان يتعلم، فقدنا بيتنا، وبتنا مشردين بين المدارس والعيادات".
 
وتعيش ابتسام مع 20 من أفراد أسرتها بينهم أطفالها الـ4 في مدرسة الزيتون منذ بداية الحرب، بعد أن تم استهداف منزلهم في حي الشجاعية وبات أثرا بعد عين، وتضيف لزمن برس:" في مثل هذه الأيام كنت أشتري لطفلي الزي المدرسي، أما اليوم كما ترين يرتدي ملابسه العادية، وكأنه ذاهب للعمل وليس للمدرسة، إسرائيل حرمتنا الحياة بكل معنى الكلمة".
 
إما إبراهيم العيسوى (15 عاما)  فلم يتمكن من الذهاب إلى مدرسته نظرا لعدم امتلاكه مالا لشراء زيه المدرسي إضافة إلى استشهاد توأمه في الحرب الأخيرة على القطاع، ويقول لزمن برس:" كيف أذهب إلى المدرسة دون أخي، وكيف سأتمكن من تحمل نظرات الشفقة التي سينظرها زملائي لي، ومن أين سأتمكن من الحصول على مصاريف المدرسة، لن أذهب إليها أبدا دون أخي".
 
بينما لم يتمكن طلاب المدارس في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، من الوصول إلى مدارسهم بعدما رفض الأهالي مغادرة المدارس التي اتخذوها مراكز للإيواء، رافضين التجمع في ثلاث مدارس تابعة للأونروا.
 
وأكد المستشار الإعلامي للأونروا عدنان أبو حسنة أن محاولات عديدة جرت لإقناع الأهالي مغادرة المدارس لكنها باءت بالفشل، وهو ما دفع الأونروا إلى البدء بالعام الدراسي بكافة محافظات القطاع دون بلدة بيت حانون.
 
ويبلغ عدد الطلاب المحرومين من الذهاب للمدارس في بيت حانون ب9600 ، إلا أن الأونروا ستواصل بذل جهودها لاستئناف العملية التعليمية على حد تعبير أبو حسنة.
حرره: 
م.م