تصفية خاطفي الفتيان الثلاثة كان أفضل من أسرهما ومحاكمتهما حتى لا يحدث بهما ابتزاز

القواسمي وأبو عيشة

"اطلاق النار السريع على قاتلين فلسطينيين يعد تحقيقاً لمبدأ يهودي وهو «من استيقظ لقتلك فبكر بقتله"

بقلم: دان مرغليت

لو خرج قاتلا الفتيان الثلاثة مروان القواسمي وعامر أبو عيشة مرفوعي الايدي من مخبئهما في مبنى المنجرة في الخليل ولو رفعا علما ابيض ورميا سلاحهما لاسرهما مقاتلو الجيش الاسرائيلي، ولهذا كان اطلاقهما النار واطلاق النار عليهما وقتلهما افضل.

وقد عبرت أم نفتالي فرنكل عن ذلك الامر تعبيرا مناسبا اذ قالت انها لم تكن تريد عقب الحزن الثقيل ان تشاهدهما يتمدحان في المحكمة أو ان تواجه بعد بضع سنين طلب اطلاق سراحهما الابتزازي مقابل اسرائيلي مخطوف.

من الواضح انهما لو استسلما لأسرا لانه بذلك يقضي العرف والقانون، لكن من كل وجهة نظر انسانية وضميرية لم يقف اطلاق النار حينما اطلق القاتلان النار على ثلاثة فتيان ابرياء من مسافة صفر، وقد سمع كل شعب اسرائيل الاصوات. ولو كان الجيش الاسرائيلي هو الذي اطلق النار فجر امس لرأيت ذلك متابعة مباشرة لاطلاق النار الذي لم يتوقف في تلك الليلة اللعينة في شهر حزيران بين غوش عصيون وحلحول.
قالوا أمس انه صفي الحساب وصفيت عدة حسابات بين شعب اسرائيل والقاتلين وبين العائلتين الثاكلتين اللتين لا شفاء لألمهما وبين القواسمي وأبو عيشة اللذين جرا اسرائيل وأبناء شعبهما في غزة الى خمسين يوم قتال. لكنه وجد في الاساس نقص من محاسبتنا لانفسنا وهو اننا لم نمنح اولئك الفتيان كامل الحماية التي كان يمكنها أن تنقذ فتوتهم.
وكانت المذبحة في الالعاب الاولمبية في ميونيخ في 1972 تبنت اسرائيل سياسة محاسبة القتلة. ولم تكن تحاسب فقط من حولهم ومن يؤيدونهم ويساعدونهم وقادتهم وزعماءهم بل تحاسبهم هم ايضا. وكان مايك هراري من قادة الموساد الذي توفي هذا الاسبوع من كبار منفذي هذه السياسة التي بدأت بتصور غولدا مئير الذي لا مغفرة فيه.
لا تقتل اسرائيل ابرياء إلا خطأ لكنها تطري التزامها ان تلقي هيبتها على القاتلين مرسلي الارهاب. في ذروة عملية الجرف الصامد صرحت النائبة تمار زنبرغ من ميرتس تصريحا يرفض الاحباط المركز الذي جرى في غزة على واحد من كبار القتلة، وسألت كيف نطلق النار عليه دون محاكمة؟ وكان ذلك سخيف جدا وغامض بحيث كان يمكن أن نسخر منها بسؤالنا اياها هل توصي ايضا بأن نأتي للقاتل ونسلمه اشعارا خطيا باستدعائه الى المحكمة، أم نخل بالقانون لا سمح الله ونختطفه الى اسرائيل؟.
إن اطلاق النار السريع على قاتلين فلسطينيين ليس تحقيقا لعبارة «يد خفيفة على الزناد». بل هو تحقيق لمبدأ يهودي وهو «من استيقظ لقتلك فبكر بقتله». وهذا بالضبط ما حدث قبل يوم في الخليل وكما ينبغي لكن كان متأخرا وبعد أن استيقظوا لقتلنا ونجحوا في ذلك.
ان اسرائيل المتألمة الحزينة كانت ترجو هذا الخبر منذ ثلاثة اشهر. ويمكن تحقيقه قبيل رأس السنة دولة اليهود من ان تستقبل السنة الجديدة باعتراف بأن العالم قاس لكنه ليس مشاعا. وهذا في الحاصل تذكير صغير لكنه اضافي بأنه مرت الايام التي كان اليهود مستضعفين فيها، وقد انقضى ذلك منذ زمن ويا لروعة ان الوضع الجديد العكسي اصبح هو الغالب. فلتبدأ السنة ونعمها.

اطلاق النار السريع على قاتلين فلسطينيين يعد تحقيقاً لمبدأ يهودي وهو «من استيقظ لقتلك فبكر بقتله»

حرره: 
م.م