الشاب العربي في إسرائيل صورته الرجولية محطمة مقارنة بالشاب الإسرائيلي

داعش

المحبطون يذهبون إلى داعش
بقلم ران أدلست

داعش في داخلنا! في وسائل الاعلام قيل عن بضع عشرات من العرب الاسرائيليين الذين يقاتلون في صفوف التنظيم. وعثر على اعلام داعش قرب الناصرة. وشاب عربي اسرائيلي ملثم يشرح لماذا دولة الخلافة الاسلامية هي فكرة هامة. النجدة!

إذن قبل كل شيء – اهدأوا. ليس كل شاب عربي هو يغئال عمير او باروخ غولدشتاين. وداعش ليس هنا بعد. بل وليس قريبا حتى. وحتى لو اطلقت غدا الى الجولان بضع قذائف من عصابات داعش قرب الحدود، فليس هذا حتى ولا طرف احتكاك عنيف مع داعش كقوة عسكرية. بضع عشرات من العرب الاسرائيليين ممن وصلوا وسيصلون الى داعش لا يهددون دولة اسرائيل. بالحد الاقصى يهددون أنفسهم وعائلاتهم. وربما حتى ينجحون في ان يزرعوا هناك بضع عملاء ناجعين يجلبون اخيرا بعض المعلومات النوعية. وكما يذكر، فان اسرائيل الرسمية لا تتدخل عندما يقتل العرب عربا. يسافرون دون اذون الى دولة عدو؟ عندما يعودوا (اذا بقوا على قيد الحياة)، سيقدمون الى المحاكمة، حسب القانون.

السؤال المثير للفضول هو لماذا يتجندون، والجواب هو لان داعش هو صمام تنفيس لاحباطاتهم. كما أنه موضع مغامرة يمكن الانطلاق عليه وكذا مجال مجد مليء بالانفعالات. والشرف، بالطبع. فشاب عربي متوسط يعيش في دولة منعت افقه للعمل، حطمت له ولذويه الهوية الوطنية والاجتماعية، وحتى المخرج الهرموني لديه مسدود بالتقاليد. هذا شاب صورته الرجولية محطمة مقارنة بالشاب الاسرائيلي في عمره الذي يخدم في الجيش، وتقاليد الاسلام والعروبة لديه مقموعة في كل العالم ولا سيما في وطنه، في اسرائيل. عندما يصل الى داعش، تكون لديه بندقية خاصة به.

من الصعب على اليهود أن يفهموا، ولكن هذا العقاب – البندقية هذه (99.99 في المئة من البنادق والمسدسات في الجيش الاسرائيلي لا تطلق النار الى غاية) وعشرات سنوات الخدمة الدائمة والاحتياط – هي موضع الامل المحظور والمنشود للعديد من الشباب في الوسط العربي. ليس بالذات من اجل القتل، ولكن بقدر اكبر من أجل النزعة الرجولية والمعنى الامني الذي تمنحه.

السكان العرب في اسرائيل هم اكثر بقليل من 20 في المئة من سكان الدولة. اكثر من 60 في المئة من السكان العرب في اسرائيل هم ابناء 15 حتى 35. ويطلع هؤلاء الشباب على العالم الذي يعيشون فيه. هوية وحرية الفرد لرفاقهم في العمر في معظم البلدان هما موضوع عادي، اما هنا، في وطنهم، فهو امتياز للشباب اليهودي. هذا لا يعني انهم سيتجندون لداعش. العكس تماما. حركات الشباب المحبطين اليوم، مثل «ارفض شعبك بحميك» أو «خيرك» تدير صراعها داخل المجتمع الاسرائيلي. هذا هو ميدان قتالهم. العنف؟ هذا منوط فقط بالحكومة التي ستتصرف حيالهم، ضدهم أو معهم.

ان الانباء عن المتجندين لداعش تغذي مخاوف الجمهور الذي تنقل من ايفات ليبرمان الى باروخ مارزيل، ومن «الظل» الى ميري ريغف. من القلق الى الشك والى الضياع الطريق قصير مثل الطريق من «تفوح» الى القرية المجاورة. من اجل الاستخفاف حيال المسجد الذي احرق لا حاجة حتى للنهوض من الكرسي. اذا لم نعرف كيف نعالج السمكة الفاسدة هذه من الرأس وحتى الذيل، سيصبح تهديد داعش حلما لذيذا في مواجهة المشادة التي ستقع داخل الوطن.

معاريف/ الاسبوع 

حرره: 
س.ع