الفلسطينيون لا يهتمون بانتخاباتنا

نتنياهو

رؤوبين باركو

رياح سيئة تهب على الشرق الاوسط. تسونامي ضخم من العنف والإرهاب الإسلامي يحمل بقايا دول عربية تحطمت، وأمام الحطام تسبح سفينة اسرائيل. لا رياح لساريتها ولا فحم لمحركاتها. ربابينها متخاصمون مع بعضهم البعض ويتجاهلون نداءات الاغاثة ويهتمون بالتدمير الذاتي. بالضبط مثلما كان في أيام الهيكل الثاني، حيث أحرق اليهود مخازن الطعام لبعضهم البعض وقت الحصار الروماني للقدس، يهتم الربابين بالاضرار التي تهدد باغراقها. وفي غياب النبي يونا الذي يلقي بنفسه مرة اخرى الى البحر كمسؤول عن الأداء الفاشل، فقد تم القاء الربابين المتمردين من احزاب الائتلاف الى البحر الهائج، وبعضهم بدون طوق النجاة.

على ضوء التسونامي فقد أدار اعضاء حكومة اسرائيل جدالات قاتلة مثل مصادر ضريبة قيمة مضافة صفر أمام ميزانية الدفاع. هذا الامر يشبه الملاحين الذين يضعون الفحم في المحرك، ولا يستمعون للربان الذي يوجه القوة ويوجه السفينة. هكذا هم اعضاء الائتلاف مثل نجاري السفينة المسؤولين عن صيانتها، قاموا بتخريبها وأحدثوا ثقوبا في ارضيتها. كيف سيعرف ركاب السفينة قيمة النجارين اذا لم يكن فيها ثقب؟ ما قيمة الاطفائي بدون وجود النار؟.

الملاحين الهواة أغرقوا السفينة في مسائل مدمرة تُذكر بالجدل بين مملكة الاقزام ومملكة بلفاسكو حول السؤال هل يجب كسر البيضة من الجانب الضيق أو الواسع… وفي الوقت الذي ما زال فيه التسونامي يضرب ضرباته على السفينة التي سارت حتى الآن بنجاح حسب وثيقة الاستقلال، فان الملاحين قد أحدثوا ثقبا في ارضيتها من خلال قانون القومية الذي يوجه صوبنا غضب الاقليات في اسرائيل وغضب كل العالم، وبأيديهم أحدثوا الثقب بواسطة ثاقبة تدعى المستوطنات حيث تسببوا باضطراب دولي. وشركاءهم قاموا باحداث ثقب عن طريق استفزاز الصلاة في الحرم، والنجارون وحدوا الإسلام العالمي المتقاتل.

الربان الذي حاول إرضاء طاقمه المتمرد الذي يسحب بجنون السارية باتجاه اليمين وباتجاه التحطم المحتم على صخرة دولة الدين العنصرية اليهودية والحصار الدولي (الامريكي) وحملة إسلامية، اضطر الى القاء جزء من طاقمه في البحر في الوقت الذي تشير فيه البوصلة المبلبلة الى أشرطة ضخمة تقترب وفيها خطر الدولة ثنائية القومية – من اليمين، أو خطر الدولة الفلسطينية الإرهابية بتأييد دولي في الضفة الغربية – من اليسار.

أعلنت حماس أن إقالة الوزراء تنبع من هزيمة اسرائيل. ومن أعماق الدمار فهي تتغذى من الحالة العامة في اسرائيل مثل الاسمنت لرفع معنويات جيشها. في الاجواء التي توحي باقتراب حرب يأجوج ومأجوج يستيقظ الفلسطينيون، ولا سيما حماس، من الجدل حول ميزانية الأمن، الاقتصاد الآخذ بالتدهور، الانتقادات الداخلية حول انجازات الحرب، الصراع بين اذرع الاستخبارات حول غياب الانذار المبكر واخفاقات الحرب. وحسب قناعتهم فان اليهود هم طائفة دينية خائفة ومتنازعة، ولا تستحق أن تكون دولة.

رجال أبو مازن الرافضون متحمسون من التأييد الفرنسي والبريطاني والاسباني والسويدي لاقامة دولة فلسطينية من خلال تجاوز المفاوضات المباشرة. وفي تعقيبه على تقديم الانتخابات قال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، إنه لن تكون لهذه الانتخابات تأثيرات على الامم المتحدة التي ستحدد موعد اقامة الدولة الفلسطينية. وحسب قوله فان الكنيست القادمة قد تكون أكثر تطرفا، لذلك فان امكانية التقدم في العملية السياسية ليست في الأفق الآن.

يرى عرب اسرائيل أنفسهم كلاعب مركزي في الانتخابات القادمة. الكثيرون يشعرون بالتهديد من قبل اليمين الذي بادر الى قانون القومية، والذي يزيد من التمييز ويضر بجهود المساواة. وهناك من تطرف بسبب تغيير الوضع الديني الراهن في الحرم، والبعض يفسر أحداث كفر كنا وأبو سنان كقوة سلطوية آخذة في الازدياد. على ضوء نداءات اليمين ضم المثلث للسلطة الفلسطينية فان التضأمن الوطني مع الفلسطينيين يزداد على حساب اسرائيليتهم.

يبدو أن تهديد نسبة الحسم سيؤدي بعرب اسرائيل الى انشاء قائمة موحدة تشمل إسلاميين، والسعي الى أن يكون العرب كفة الميزان من اجل تشكيل حكومة يسار. في وضع كهذا فمن الواضح أنهم لن يترددوا في طلب حقائب وزارية. ومن جهة اخرى اذا لم يكونوا في الداخل فان الطريق للخارج ستكون انفصالية، الحكم الذاتي والمطالبة بالحماية الدولية.

 

إسرائيل اليوم