الجيش الإسرائيلي يعترف بأن الوضع في القطاع متفجر والمنظمة على خط الحسم

الجيش الإسرائيلي

حماس في مأزق
بقلم يوسي ميلمان

خمسون يوما ـ وهناك من يحصون واحدا وخمسين ـ امتدت الحرب في غزة، التي تسمى الجرف الصامد. مئة وأربعة عشر يوما استمر الهدوء، باستثناء بضع حوادث متفرقة مرت اسرائيل عنها مرور الكرام. وذلك، اضافة الى نار شبه يوميه من سلاح البحرية نحو قوارب الصيادين التي تخرج عن نطاق المياه الذي سمح لها بالصيد فيها حسب اتفاق وقف النار.

يوم الجمعة كان خرق فظ له: صاروخ 107ملم اطلق من غزة نحو اسرائيل. وردا على ذلك، هاجم سلاح الجو معسكر تدريب لحماس في جنوب القطاع. وكان هذا هو أول هجوم لسلاح الجو منذ الحرب في الصيف. وهددت حماس بانها لن تحتمل هجمات اخرى وستضطر الى الرد.

في الاجواء يوجد احساس بالصورة المتكررة، صورة عودة في نفق الزمن للايام ما قبل الحرب. ومثلما في حينه اليوم ايضا، الطرفان غير معنيين بالتصعيد، ولكن من شأنهما مرة اخرى أن يجدا نفسيهما في دوامة تسحبهما نحو دائرة مغلقة من نار الصواريخ – هجمات سلاح الجو – نار الصواريخ وهلمجرا. وحسب كل التقديرات في الجيش الاسرائيلي، ليس لحماس مصلحة في استئناف العنف. كما أن ليس لحكومة نتنياهو – يعلون رغبة في الانجرار الى جولة اخرى، وفي ظل معركة انتخابية قاسية ايضا، تهدد بتنحيتهما عن الحكم.

وضع حماس في اسوأ حال وقد ساء أكثر مقارنة بالفترة ما قبل الحرب. فعزلتها الدولية تعاظمت، رغم قرار المحكمة العامة للعدالة في الاتحاد الاوروبي شطبها مؤقتا من قائمة منظمات الإرهاب. وهذا قرار دوافعه قانونية – فنية ودول الاتحاد أعلنت منذ الان بانها ستعمل على اعادة حماس الى القائمة. وتقف العزلة الدولية في خلاف مع توقع حماس بان تنقذها الحرب منها.

فضلا عن ذلك، تواصل مصر رؤية حماس عدو وحشي وتتهمها بالمساعدة المباشرة وغير المباشرة للإرهاب المحتدم في سيناء لـ «انصار بيت المقدس»، الفرع المحلي للقاعدة، والذي أقسم مؤخرا الولاء لداعش. ان التعاون الأمني – الاستخباري – العملياتي بين اسرائيل ومصر في الصراع ضد حماس وضد الإرهاب في سيناء غير مسبوق.

اما إعادة اعمار القطاع، الذي هو ايضا يفترض ان يكون احد انجازات حماس في الحرب، فلا يتقدم. من 5.4 مليار دولار وعدت بها الدول المانحة بعد الحرب، تم حتى الان تحويل 2 في المئة فقط – نحو مئة مليون دولار. عشرات الاف اللاجئين الذين دمرت منازلهم في القصف، بما في ذلك مئات القادة في المنظمة، يسكنون في الشتاء في الخيام وفي مؤسسات وكالة الغوث. وينقل جهاز الأمن أقل مما ينبغي وببطء اكثر مما ينبغي مواد البناء كالاسمنت والحدود الى القطاع.

عمليا، توجد حماس في خانق اقتصادي، في قدرة عسكرية أقل جدا وفي ازمة اكبر مما كانت عشية الحرب. وفي الجيش الاسرائيلي يعترفون بان الوضع في القطاع متفجر للغاية وان حماس توجد على خط الحسم. فهي من شأنها مرة اخرى أن تصل الى الاستنتاج بان فقط تبادل الضربات مع اسرائيل، حتى لو خرجت عن السيطرة، مثلما في الصيف، هي المخرج الوحيد بالنسبة لها من الشرك الذي تعيش فيه.

من الجهة الاخرى، يوجد أيضا تقدير بانه اذا ما تسارع تحويل الاموال لاعمار القطاع، فلن ترغب حماس في تصعيد الوضع لانه سيكون لها وللسكان، الذين تحتاج الى تأييدهم، ما يخسروه.

معاريف 

حرره: 
س.ع