فيروسات الكترونية استهدفت "المعارضة السورية" وكشفت أنشطتها للنظام

زمن برس، فلسطين: منيت المعارضة السورية بخسائر كبيرة بعد أن استطاع النظام ارسال فيروسات لعدد من قادتها عبر برنامج المحادثة الشهير «سكايب» مكنت النظام من معـــرفــة الكثير عن أنشطتها وخططها، فيما كشفت شركة أمن معلوماتي أمريكية أن برامج خبيثة وفيروسات هي التي أتاحت للنظام القرصنة الكترونياً على المعارضة.

وقالت شركة «فاير آي» الأمريكية المتخصصة بأمن المعلومات إن أكثر من غيغا بايت من المحادثات السرية والاتصالات بين قادة المعارضة السورية تسربت إلى النظام بفعل أعمال قرصنة الكترونية استهدفتهم حسب ما نقلته صحيفة "القدس العربي".

وفي الخريف الماضي عثرت شركة «فاير آي» على «خادم يحوي على الوثائق والملفات المفقودة أثناء بحثه عن برامج ضارة قائمة على مستندات (PDF). وقالت لورا غالانت، مديرة تحليل التهديدات لدى الشركة الأمريكية إن ذاكرة التخزين المؤقت لهذه الوثائق تضمنت صور أقمار صناعية مشروحة، وسجلات أسلحة، وأحاديث سكايب، ومعلومات شخصية تخص قادة المعارضة السورية.

وقامت شركة «فاير آي» المتخصصة في مجال أمن المعلومات بتمحيص هذه الوثائق وكتبت تقريراً من 37 صفحة يصف كيف نفذ القراصنة هجماتهم وآثارها، حيث يبدو أن الاعتماد الكبير على «سكايب» أدى إلى سقوط المعارضين في هذه المصيدة، بينما لا يعتمد العسكريون المحترفون على خدمة مخصصة بالأصل للمستهلكين، في اتصالاتهم الحساسة.

وأوضح تقرير «فاير آي» أن القراصنة استخدموا سكايب للاتصال بأعضاء المعارضة، واعتمدوا على تقنيات الهندسة الاجتماعية، مثل إنشاء ملفات تعريف مزورة تبدو وكأنها تخص نساء حسناوات متعاطفات مع الثورة السورية، وكان القراصنة يطلبون من الضحية تحديد نوع الجهاز الذي يستخدمه من أجل استعمال الملف الخبيث الأنسب.

وبحسب تقرير الشركة الأمريكية فان الضحية كان يطلب في نهاية المحادثة صوراً للشخص المقابل الذي يدعي بأنه فتاة حسناء، حيث تقوم الفتاة المفترضة بارسال ملف مضغوط (RAR) على أنه يتضمن صورها الشخصية، إلا أن الملف يضم عادة ملفاً خبيثاً، وعند فتح الملف المضغوط يتم تثبيت برنامج خبيث من نوع (Trojan)، ويعرف باسم (DarkComet) ويمنح القراصنة سيطرة كاملة على جهاز الضحية.

وقالت غالانت إن القراصنة، الذين يمكنهم أيضا اختراق الأجهزة الذكية العاملة بنظام التشغيل أندرويد، طوروا نسخة مخصصة من البرنامج الخبيث تجعل اكتشافه أمرا أكثر صعوبة.

وذكر تقرير «فاير آي» أنه تم نهب أربع قواعد بيانات سكايب من قادة المعارضة السورية، و أكثر من 31 ألف سجل محادثة، وأكثر من 12 ألف جهة اتصال، ونحو ربع مليون رسالة.

وقالت غالانت إن عدد الأجهزة التي أُصيب كان قليلا، لكن بما أن العديد من أعضاء المعارضة يتقاسمون نفس الأجهزة، جرى اختراق العديد من الحسابات، وأضافت أن المصابين كانوا «بالتأكيد من بين المنظمين والخبراء الاستراتيجيين وراء معارك مختلفة».

حرره: 
م . ع