بن غفير يطالب بسجن نشطاء أسطول الصمود أشهراً بدلاً من إعادتهم لبلادهم

بن غفير يطالب بسجن نشطاء أسطول الصمود أشهراً بدلاً من إعادتهم لبلادهم

زمن برس، فلسطين:  اعتبر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير أن قرار رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو،  بالسماح لنشطاء أسطول الصمود العالمي بالعودة إلى بلدانهم "هو قرار خاطئ في أساسه". وأضاف بن غفير في منشور على حسابه على منصة إكس: "أعتقد أنه يجب إبقاؤهم هنا في السجن الإسرائيلي لبضعة أشهر، لكي يشمّوا رائحة جناح الإرهابيين. فلا يُعقل أن يستمر رئيس الحكومة في إرسالهم مرة بعد مرة إلى بلدانهم، فهذا يؤدي إلى عودتهم مراراً وتكراراً".

وكان بن غفير تهجم على مئات الناشطين المشاركين بأسطول الصمود العالمي في مكان اعتقالهم بمدينة أسدود الساحلية ووصفهم بأنهم "إرهابيون". ووصل بن غفير، مساء أمس الخميس، إلى مكان احتجاز الناشطين في أسدود، حيث أجبرتهم السلطات الإسرائيلية على الجلوس أرضاً بانتظار نقلهم إلى مراكز الاحتجاز قبل ترحيلهم. ونشر حساب الأسطول على منصة إكس، اليوم الجمعة، فيديو قصير لبن غفير وهو يشير بيده إلى الناشطين وهم جالسين في صورة صعبة بمكان اعتقالهم، ويقول بن غفير في المقطع: "هؤلاء هم إرهابيو الأسطول، انظروا إلى الإرهابيين ومؤيدي الإرهاب، هؤلاء يدعمون القتلة، ولم يأتوا للمساعدة وإنما جاؤوا دعما لغزة، دعما للإرهابيين"، وفق تعبيره.

من جهتها، قالت الشرطة الإسرائيلية في بيان، الجمعة، إن القوات البحرية اعتقلت 470 مشاركاً في الأسطول. وأوضحت أن المعتقلين "خضعوا لفحص دقيق، ثم نُقلوا إلى هيئة السكان والهجرة ومصلحة السجون لإجراءات إضافية". وذكرت أن المئات من أفراد الشرطة انتشروا في ميناء أسدود من أجل التعامل مع الناشطين، الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي بعد مهاجمة سفن الأسطول في المياه الدولية بالبحر المتوسط أثناء توجهه إلى غزة. وذكرت مصلحة السجون الإسرائيلية في بيان، فجر الجمعة، أنه جرى التحقيق مع نحو 200 ناشط من المشاركين في الأسطول، قبل تحويلهم إلى الاحتجاز في سجن النقب "كتسيعوت" جنوب إسرائيل.

في السياق، أكدت مؤسسات فلسطينية تتابع شؤون الأسرى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تحتجز متضامني "أسطول الصمود" في سجن النقب الصحراوي الإسرائيلي، بينما يتجهز الاحتلال لترحيلهم خلال الساعات المقبلة. وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، في بيان لها، أن جميع المعتقلين من قافلة "أسطول الصمود"، سيتم عرضهم على المحكمة خلال 96 ساعة لإتمام إجراءات ترحيلهم.

الاحتلال يحتجز نشطاء أسطول الصمود في سجن النقب ويتجهز لترحيلهم

من جانبه، قال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان له، "إنّ سجن النقب الذي تحتجز فيه سلطات الاحتلال متضامني أسطول الصمود، يُعدّ واحدًا من أبرز السجون التي وُثّقت فيها مئات الجرائم والانتهاكات بحقّ الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين". وأوضح نادي الأسير أنّ سجن "النقب" يضم آلاف الأسرى الفلسطينيين، وبينهم معتقلون من غزة، مشيرًا إلى أنّ عددًا من الأسرى ارتقوا فيه منذ بدء حرب الإبادة، ومن بينهم الأسير ثائر أبو عصب الذي استُشهد جرّاء الضرب المبرح والتعذيب على أيدي وحدات القمع.

وأكد نادي الأسير أنّ "المقاطع التي نشرها مجددًا الوزير الفاشي بن غفير ليست الأولى من نوعها، سواء من داخل سجن "النقب" أو غيره من السجون، إذ سبق أن ظهر في مشاهد مشابهة وهو يصف الأسرى الفلسطينيين بأبشع الأوصاف، ويهدّدهم بالقتل، ويستعرض عمليات التنكيل والإذلال بحقّهم. وما جرى اليوم بحقّ المتضامنين الأحرار يُشكّل امتدادًا لهذه السياسة".

وأدان نادي الأسير "العدوان الذي شنّته سلطات الاحتلال على متضامني "أسطول الصمود" واستمرار احتجازهم في أحد أسوأ السجون الإسرائيلية، إلى جانب الهجوم الذي شنّه الوزير الفاشي بن غفير بوصفهم "إرهابيين". وأكّد نادي الأسير أنّ الجرائم والفظائع التي ترتكبها منظومة السجون الإسرائيلية تجاوزت كل القوانين والأعراف الحقوقية الدولية، إذ تحوّلت السجون والمعسكرات الإسرائيلية إلى ساحات للإبادة بأشكال مختلفة، نتيجة الجرائم الممنهجة التي ارتُكبت على مدار العامين الماضيين.

ويُذكر أنّ سجن "النقب"، أو ما يُعرف تاريخيًّا بـ"معتقل أنصار 3"، أنشأه الاحتلال عام 1988 عقب اندلاع الانتفاضة الأولى، واحتُجز فيه آلاف الأسرى مع تصاعد المواجهة في تلك الفترة، واستُشهد فيه العديد منهم. ووجّه نادي الأسير مجدداً التحية إلى متضامني "أسطول الصمود" الذين حملوا رسالتهم الإنسانية في وقت يواصل فيه المجتمع الدولي عجزه الممنهج أمام حرب الإبادة المستمرة ضدّ الشعب الفلسطيني.

وكانت هيئة البث العبرية الرسمية أعلنت، أمس الخميس، أن جيش الاحتلال "سيطر" على 41 سفينة تقل نحو 400 مشارك في أسطول الصمود العالمي المتجه إلى قطاع غزة لكسر الحصار. وقالت الهيئة، إنّ مئات المقاتلين من وحدات مختلفة في سلاح البحرية شاركوا في العملية، التي أدت إلى السيطرة على 41 سفينة (من إجمالي 45) واعتقال 400 مشارك بداخلها. وأعلن الأسطول أول أمس الأربعاء عبر منصة إكس عن تعرضه لهجوم من نحو 10 سفن إسرائيلية، وأطلق الأسطول نداء استغاثة بعد اعتراض الجيش الإسرائيلي سفنه في المياه الدولية، معتبراً هذا التصعيد "جريمة حرب".

وأثار الهجوم الإسرائيلي احتجاجات شعبية وتنديدات رسمية رُصدت في عدة دول، وسط مطالبات بإطلاق سراح الناشطين المحتجزين ومحاسبة تل أبيب على جرائمها وانتهاك القانون الدولي. ودعت منظمات دولية، بينها "العفو الدولية"، إلى توفير الحماية لـ"أسطول الصمود"، فيما أكدت الأمم المتحدة أن الاعتداء عليه "أمر لا يمكن قبوله". وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها عشرات السفن مجتمعة نحو غزة، التي يقطنها نحو 2.4 مليون فلسطيني، في محاولة جماعية لكسر الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ 18 سنة.