الاحتلال يغلق 400 دونم في مسافر يطا وسط هجمات للمستوطنين

الاحتلال يغلق 400 دونم في مسافر يطا وسط هجمات للمستوطنين

زمن برس، فلسطين:  أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة "صارورة" في مسافر يطا جنوب الخليل، جنوبي الضفة الغربية، منطقة عسكرية مغلقة، عقب استيلاء مستوطنين فجر اليوم الثلاثاء، على كهفٍ يعود للمواطن جميل العمور ومنعهم الأهالي من الوصول إلى المكان. ونفّذت جماعات المستوطنين الإرهابية هجمات في مختلف مناطق المسافر تنوّعت بين تكسير أشجار زيتون، وتخريب خطوط مياه، واعتداءات على الفلسطينيين.

وقال الناشط ضد الاستيطان، أسامة مخامرة، لـ"العربي الجديد"، "إن جيش الاحتلال حضر إلى (صارورة) بعد اتصالات من قبل مجلس قروي التوانة مع الجهات القانونية والحقوقية والارتباط الفلسطيني؛ بهدف إخراج المستوطنين من كهف عائلة العمور، لكن الاحتلال بدلاً من إخلاء الكهف من المستوطنين، أعلن إغلاق المنطقة بمساحة لا تقلّ عن 400 دونم وأبعد أصحاب الكهف والمتضامنين الفلسطينيين، بينما أبقى المستوطنين في داخله".

وأشار مخامرة إلى أن منطقة "صارورة" تقع في موقع متوسط بين عدد من القرى والخِرَب في مسافر يطا، إذ تحدها من الغرب خربة المفقرة، ومن الجنوب الشرقي خلة الضبع، ومن الشمال قرية التوانة، فيما تقع مستوطنة "حفات معون" إلى الشرق والشمال الشرقي منها، موضحاً أن المنطقة أصبحت منذ ما قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، شبه محظورة على الفلسطينيين بسبب اعتداءات المستوطنين المتكررة وقربها من المستوطنة المذكورة، ولا يقيم فيها السكّان الفلسطينيون، لكنهم يذهبون إليها يوميًا.

وأكد مخامرة أن المستوطنين أقاموا منذ عدّة أيام خيمة على تلة "صارورة" قرب الكهف، يتمركزون فيها على مدار الساعة، في خطوة تهدف لترسيخ وجودهم في المكان؛ تمهيدًا للاستيلاء على مزيد من الأراضي التي تعود بمعظمها لعائلة العمور. وأشار مخامرة إلى أن مساحة المنطقة تُقدّر بمئات الدونمات، وتُعدّ خربة المفقرة أقرب منطقة مأهولة إليها من الجهة الغربية ويعيش فيها نحو 150 فلسطينيًا داخل حوالي 20 كهفاً.

ولفت مخامرة إلى أن أطماع المستوطنين في صارورة تندرج ضمن خطة أوسع للزحف الاستيطاني الجاري في مسافر يطا، حيث يسعى المستوطنون إلى ربط مستوطنة "ماعون" بمستوطنة "أفيجال" من خلال التوسع في الأراضي الواقعة بينهما، والتي تشمل مناطق الركيز وخلة الضبع و"صارورة".

وأكد مخامرة أن اعتداءات المستوطنين تتصاعد في محيط المنطقة، إذ أقدموا مساء اليوم الثلاثاء، على تقطيع نحو 60 شجرة زيتون تعود لعائلة "عبيد"، وخرّبوا سياج الأرض وردموا بئر مياه قيد الإنشاء، كما أطلقوا أبقارهم وأغنامهم داخل الأراضي المزروعة بالعنب والأشجار المثمرة في منطقة خلة الحمص جنوب شرق يطا.

وأشار مخامرة إلى أن المستوطنين نفذوا قبل أيام اعتداءات مماثلة في المنطقة ذاتها، شملت تكسير أشتال عنب وزيتون، وهدم وسرقة خيمة تعود للمواطن محمود إبراهيم أبو تحفة، إلى جانب تخريب كروم العنب وممتلكات أخرى تعود للمواطن محمد اعبيد، في مشهد يعكس تصاعد الهجمات المنظمة التي تهدف لفرض السيطرة على الأراضي الفلسطينية في مسافر يطا.

بدوره، قال منسق لجان الحماية والصمود في مسافر يطا، فؤاد العمور، لـ"العربي الجديد"، إن انتهاكات الاحتلال والمستوطنين تتواصل على مدار الساعة في مختلف تجمعات المسافر، حيث طاولت عددًا من القرى، بدءًا من قرية الزويدين التي تعرضت لاقتحام وأعمال عربدة واستفزاز بحق الأهالي.

وأشار العمور إلى أن منطقة "أصفي"، وهي إحدى تجمعات مسافر يطا، شهدت أمس الاثنين، تسليم 6 إخطارات تستهدف منازل ومباني وآبار مياه تعود للفلسطينيين، في حين تلقى سكان منطقة الفخيت أيضًا إخطارات مماثلة بالهدم أو الإخلاء. كما أقدم المستوطنون في منطقة وادي الجوايا على إحراق ثلاث خيام لعائلة الشواهين صباح اليوم الثلاثاء، بعد أن طُرد أفراد العائلة أكثر من مرة من داخل خيامهم، في اعتداء متكرر يستهدف وجودهم في المنطقة.

ولفت إلى أن ما يجري في مسافر يطا هو سلسلة من الخطوات المتسارعة ضمن مخطط استيطاني واضح يهدف إلى تهجير السكان الفلسطينيين قسرًا، من خلال ممارسات متعددة تشمل الإخطارات، والاستيطان الرعوي، والعربدة اليومية المدعومة من شرطة الاحتلال وجيشه. وأكد العمور أن ما جرى في "صارورة" يعدّ سابقة، حيث استولى مستوطن على الكهف ومنع النشطاء في المكان من تصوير عملية الاستيلاء وذلك بحماية قوات الاحتلال؛ بحجّة رفضه "تصوير النشطاء لزوجته" مدّعيًا أن ذلك يشكّل له "إزعاجًا"، غير أن هذه الذريعة تندرج ضمن سياسة إسرائيلية جديدة تهدف إلى خلق ذرائع قانونية وادعاءات في وجه الأهالي والنشطاء، بهدف إخفاء الطابع الاستيطاني غير الشرعي لهذه الممارسات.