اللوفر يعيد فتح أبوابه بعد سرقة تاريخية تقدر خسائرها بـ88 مليون يورو

زمن برس، فلسطين: أعاد متحف اللوفر في باريس، صباح الأربعاء، فتح أبوابه أمام الزوّار للمرة الأولى منذ عملية السرقة الجريئة التي نُفّذت صباح الأحد الماضي، حين أقدم أربعة لصوص محترفين على سرقة ثماني قطع من الحُليّ النادرة، قُدّرت قيمتها الإجمالية بنحو 88 مليون يورو، وفقًا لما أفادت به صحافية في وكالة "فرانس برس".
وبدأ الزوّار بالتوافد إلى المتحف الذي يُعدّ الأكثر استقطابًا للزوّار في العالم عند الساعة التاسعة صباحًا، وهو الموعد المعتاد لافتتاح أبوابه يوميًا، فيما بقيت "قاعة أبولّون" مغلقة أمام الجمهور، وهي القاعة التي استُهدفت فيها القطع الثمينة خلال عملية السطو، بحسب ما أفادت إدارة المتحف لوكالة الأنباء الفرنسية.
وتواصل الشرطة الفرنسية، بمشاركة مئات المحققين، جهودها المكثّفة لتعقّب الفاعلين، وسط مؤشرات على ضلوع عصابة جريمة منظمة ذات مهارات احترافية عالية.
وتشير المعطيات الأولية إلى أن اللصوص تسلّقوا سلّمًا مثبّتًا على شاحنة صغيرة لاقتحام إحدى نوافذ المتحف عند الفجر، قبل أن يفرّوا من المكان خلال دقائق معدودة، تاركين وراءهم تاجًا مرصّعًا بالألماس سقط أثناء الفرار، في ما يُرجّح أنه نتيجة الارتباك أو التسرّع.
ومن بين القطع المسروقة، قلادة نادرة مرصّعة بالزمرد والألماس، كانت قد قُدّمت هدية من نابليون بونابرت إلى زوجته الإمبراطورة ماري لويز، ما يضفي عليها قيمة تاريخية كبيرة تتجاوز قيمتها المادية.
كما شملت المسروقات إكليلًا ملكيًا يعود للإمبراطورة أوجيني، زوجة نابليون الثالث، يحتوي على قرابة ألفي ماسة طبيعية، ويُعدّ من أبرز القطع المعروضة في مجموعة "الكنوز الملكية" التي يضمها اللوفر.
ويُعد هذا الحادث من أكبر عمليات السطو الفني التي يشهدها المتحف منذ عقود، ويعيد إلى الأذهان قضايا مشابهة استهدفت متاحف أوروبية بارزة خلال السنوات الماضية، في ظل الطلب المتزايد في السوق السوداء على المجوهرات التاريخية والتحف الفريدة.
وقالت مصادر في الشرطة إن التحقيق يشمل مراجعة دقيقة لجميع تسجيلات كاميرات المراقبة، وتحليل البصمات البيومترية، فضلًا عن تعاون استخباراتي مع أجهزة أوروبية متخصصة في تتبّع شبكات تهريب التحف. كما لم يُستبعد أن تكون هناك مساعدة من داخل المتحف، نظرًا لحجم التنسيق المحكم وسرعة التنفيذ.
وأثار الحادث حالة من الذهول والاستياء في الأوساط الثقافية والفنية، إذ اعتُبرت السرقة "طعنة في قلب التراث الفرنسي"، بحسب ما عبّر عنه رئيس بلدية باريس، فيما وجّهت أصابع النقد إلى ضعف الإجراءات الأمنية في أحد أكثر المتاحف أهمية في العالم، والذي يضم روائع فنية مثل لوحة "الموناليزا" و"فينوس دو ميلو".
وتُطرح الآن تساؤلات ملحّة حول التحديات الأمنية التي تواجه المؤسسات الثقافية الكبرى، خصوصًا في ظل تصاعد أنشطة العصابات المتخصصة في سرقة الأعمال الفنية والمجوهرات التاريخية، والتي غالبًا ما تنتهي ببيعها في أسواق سرية خارج نطاق التتبع الرسمي.
وفي الوقت الذي يسود فيه الترقّب حول مصير القطع المسروقة، أكّد المتحف في بيان له أنه يعمل بتعاون وثيق مع السلطات المختصة لتكثيف الإجراءات الأمنية وتفادي تكرار مثل هذه الحوادث، كما عبّر عن أمله في استعادة المسروقات قريبًا، لما تمثله من قيمة تراثية تتجاوز الحدود الوطنية.