بعد فوز مشعل بولاية جديدة

بقلم: يوسي بيلين
ترأس خالد مشعل في السنوات الأخيرة منظمة حماس (كان يترأس رسمياً المكتب السياسي للمنظمة)، ناظراً فيما يحدث في غزة من مستقره في دمشق إلى أن بدأت دمشق تحترق وتخلى هو عن مضيفه بشار الاسد، وأخرج مقر منظمته منها.
"لقيته" قبل سنة في قطر، حينما كنت أنزل في فندق "الفصول الأربعة". ولاحظت زمن نزولي هناك أن شخصا ما دخل الفندق يصاحبه حراس شخصيون. وعرفته وعرفني واتجهنا نحن الاثنين وجهتين مختلفتين كي لا يكون ثمة "لقاء". وكان ذلك بعد ان أعلن انه لا ينوي ان يرشح نفسه مرة اخرى لرئاسة الحركة. بيد انه اتصل خلال اجراء الانتخابات في المنظمة ولم يكن أحد من المرشحين الآخرين بمنزلة "مرشح مناسب"، وأيده عدد من الدول العربية وانتُخب مشعل، كما نشر هذا الاسبوع، ليقود الحركة لولاية اخرى.
لمشعل وجهان، فحينما يجري لقاءات صحافية مع الـ "سي.ان.ان" ومع "كريستيان أمنفور" يكون حذرا وبراغماتيا. وحينما يظهر في حشد في غزة يكون "متطرفا" ومُحرضا. وحينما يلاقي أبو مازن يكون ودودا ويتحدث باعتدال عن تسوية مع اسرائيل ستحترمها "حماس" اذا حظيت بتأييد الشعب الفلسطيني. وحينما يلاقي ملك الاردن، عبد الله الثاني، يتحدث عن دولة فلسطينية في حدود 1967، ويفهم الملك من ذلك أن مشعل يؤيد حل الدولتين.
"حماس" اليوم في موقع مختلف تماما عما كانت عليه قبل سبع سنوات، حينما كانت حركة مقاومة دينية تستعمل "الارهاب" وتريد الإضرار بإسرائيل وبالمؤسسة الفلسطينية الفاسدة من وجهة نظرها. فازت "حماس" في انتخابات 2006 وفاجأها هذا الفوز، وبدل ان تفي بالشروط التي عرضتها عليها "الرباعية" وهي التخلي عن العنف والاعتراف بالاتفاقات السابقة والاستعداد لمفاوضة اسرائيل، فضلت ان تسيطر عسكريا على قطاع غزة وتجبر "فتح" على الهروب من هناك. وفضلت المنظمة في الحرب الأهلية في سورية معارضة الاسد، ووجدت نفسها خارج الدولة. إن الحديث بين "حماس" و"فتح" يجري منذ بضع سنين، مثل عناق قنفذين، في حين لا يبدو انه يوجد لطرف من الطرفين اهتمام كبير جدا بالانضمام إلى رفيقه.