"إسرائيل الرسمية" لن تبني في E1

بقلم: سيما كدمون
تم في "يوم الاستقلال" حدث احتفالي في الخليل، فقد رُفع علم اسرائيل الى أعلى الصارية، وزاد المُصلون في "مغارة الماكفيلا" على صلاتهم زيادة "هيلل" التي يزيدونها في ايام الأعياد الدينية فقط. فهم يرون عيد الدولة هناك بداية أجراس المسيح المخلص، وهم يُجلّون الرسمية ويرون الخدمة العسكرية فريضة دينية. وكان ضيف الشرف من الحكومة وزير النقل العام، اسرائيل كاتس، الذي عبّد الشارع الى مغارة الماكفيلا، وشارك فيه ايضا عضو الكنيست ساكنة هذا المكان أوريت ستروك من "البيت اليهودي". وكان من المتحدثين رئيس المجلس ملخي لفنغر إبن الحاخام موشيه لفنغر، وقائد اللواء يهودا آفي بلوك، وحاخام الخليل دوف ليئور.
وحدّثني بعض من حضر هناك أنه تقلص في كرسيه حينما سمع خطبة الحاخام ليئور. فالحديث عن منشور يميني متطرف يقول ان ارض اسرائيل هي لليهود فقط، في حين يوجد للعرب 22 دولة فليتفضلوا اذا وليمضوا الى دولهم. واذا كان يوجد عربي مستعد للخضوع لسلطتنا فانه يستطيع البقاء. وستضطر حكومة اسرائيل كما قال ليئور الى ان تقول هذا الكلام في كل مكان كي يفهم غير اليهود ويُقللوا الضغط علينا. وقال ليئور انه يأمل ان تسير الحكومة التي قامت في هذا الطريق.
إن الحاخام ليئور هو من كبار حاخامي "تكوماه" مقرب من أوري اريئيل، الذي هو في المكان الثاني في قائمة البيت اليهودي وهو وزير الاسكان. فما العجب اذا انه في ذلك اليوم في خيمة استقبال بني كشرئيل، رئيس بلدية معاليه أدوميم في المنطقة E1 قال اريئيل إن معاليه أدوميم يجب ان يبلغ عدد سكانها 100 ألف سريعا.
وأضاف اريئيل: "ستُبنى E1 كما قال رئيس الوزراء قبل نصف سنة، وهذا ما ننوي فعله: أن نحقق الحق وواجب ان يُبنى الحي هنا وفيه فنادق وتجارة. ونحن في المراحل الاخيرة من الموافقة على الخطة، وننوي ان ندخل سريعا الى العمل وان نبني حي "مفسيرت أدوميم" الذي يشتمل على آلاف الوحدات السكنية. وآمل ان نرى في الوقت القريب هنا جرافات تعمل وان نستطيع ـ ان شاء الله ـ بعد سنة أو سنة ونصف ان نرى البيوت تقوم هنا".
اذا كان يمكن ان نقول في الحاخام ليئور الذي أسقط في الاشهر الاخيرة تأييده للبيت اليهودي بتحفظه من بينيت وعبر عن تأييد لميخائيل بن آري وأرييه الداد، انه يمثل مواقف تتفق مع تصوره الشرعي، فانه يصعب ان نقول هذا في مواقف اريئيل لأن اريئيل وزير في الحكومة. وهو من جهة ثانية لم يقل أي شيء يجب ان نعجب له. ما الذي اعتقدناه: هل آمن أحد حقا ان البيت اليهودي وتكوماه قبلا برنامج يوجد مستقبل الحزبي؟ تم التفاوض الائتلافي في الحقيقة وكأنه لا يوجد أي فيل في وسط غرفة الضيافة وكأنه لا يوجد عرب ولا عالم ولا ضغط اميركي، لكننا عدنا الآن الى الحياة الحقيقية. وفي هذه الحياة حاخامون وآراء حقيقية ولا يستطيع رئيس البيت اليهودي ان يتجاهلها حتى لو أراد ذلك.
رفض نفتالي بينيت ان يرد على الكلام الذي قاله اريئيل. وأراد فقط ان يُذكر بأن البيت اليهودي لم يعد الحاخامون يُصرفون اموره.
"نحن نُجلّ الحاخامين ونتجه اليهم في الشؤون الشرعية"، قال بينيت، "لكن جميع القرارات تتخذ في الكتلة الحزبية فقط. ونحن في عالم يختلف تماما عما كان قبل نصف سنة".
يقول بينيت: انه عرف الى أي حكومة يدخل حزبه. ويقول انه يعلم منذ وقت ان رئيس الوزراء قد استقر رأيه على العودة الى مسيرة سياسية تفضي الى دولة فلسطينية. وكان السؤال كما يقول بينيت كيف نُمكّن لزواجنا العجيب هذا من حكومة تتحدث عن مسيرة كهذه.
يقول بينيت: انه حدد لنفسه معاييره في هذه الشراكة وهي: 1. انه لا يريد ان يعرقل على التفاوض. 2. وهو غير مستعد لأن يدفعوا ثمنا باهظا مقابل الموافقة على التفاوض أو بعبارة اخرى لا ثمن للتفاوض ولا لتجميد البناء ولا للافراج عن السجناء ولا لنقل الاراضي. 3. وهو لا يؤمن بأنه يوجد احتمال لاتفاق لكن اذا توصلوا الى اتفاق فيجب التوجه الى استفتاء الشعب. 4. ويرى بينيت وزارة الاقتصاد التي يرأسها وزارة الخارجية الاقتصادية لاسرائيل. ويقول انه الى الآن كان قولك اسرائيل يعني انتفاضة وعمليات تفجيرية، لكن اذا قلت اسرائيل من الآن فانك تعني التجديد والشركات الانشائية. ويجب وقف الموقف الغالب والرواية الرئيسة بحسبه هي الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
إن بينيت في ذروة حملة خاطفة دبلوماسية وحينما يلقى وزراء صينيين ونمساويين بل وزيري الخارجية النرويجي والكندي فانه يجعل الهند والصين غاية استراتيجية والباعث وراء ذلك انه لا يجوز ان تكون القدَم الوحيدة التي تعتمد اسرائيل عليها هي الولايات المتحدة.
ويجب ان يعني المعيار الخامس الذي حدده بينيت لنفسه ناسا كثيرين ولا سيما وزيرة القضاء والمسؤولة عن المسيرة السياسية، تسيبي لفني.
إن بينيت ينوي ان ينشيء خطة بديلة للشأن الفلسطيني. ويقول هناك احتمال ألا تنشأ دولة فلسطينية ولهذا حان الوقت لأن تُعد الدولة الخيار الثاني مثل حكم ذاتي في المنطقتين أ و ب مع سلطة كاملة للفلسطينيين ما عدا انشاء جيش وفتح أبواب دولة اسرائيل للاجئين.
ويقول بينيت انه يؤمن بأنه يجب ضم جميع المناطق في يهودا والسامرة التي يعيش فيها يهود. يوجد 400 ألف يهودي في هذه المناطق بازاء 50 ألف عربي. ويجب ان نعرض على العرب جنسية اسرائيلية وان نبلغ بذلك الى نوعين من المناطق: دولة اسرائيل، ومناطق تحت سلطة الفلسطينيين مع تواصل جغرافي.
ويقول بينيت لا يوجد حب في الجو لكن يوجد تعب شديد من النضال ويبدأ التسليم. وأخذ يتغلغل وعي انه يُحتاج الى توجه مختلف. وأنا أنوي أن أدفع قدما بما أوتيت من قوة بفكرة تقول انه حان الوقت للتفكير في خيارات اخرى.
وسألته هل ينوي ان يعرض على جون كيري فكرته.
إن كيري، يقول بينيت، هو استمرار لحرف ثلم بدل الاعتراف بأن ذلك لا ينجح وبأنه يجب التفكير بصورة مختلفة.
ما العجب اذا من ان يتكلم أوري اريئيل على هذا النحو في معاليه أدوميم. وحينما طلبت اليه ردا على الكلام رفض ان يرد لكن جاء عن مكتبه ان وزير الاسكان ينوي العمل على البناء في البلاد كلها.
وسألت لفني هذا الاسبوع عما تعتقده في تصريحه.
لم تتأثر لفني فقد أصبح تقليدا أن يستخلص بني كشرئيل من ضيوفه اعلانات بناء في E1. أرادت كل حكومات اسرائيل ان تبني هناك، تقول، وان تربط معاليه أدوميم بالقدس. وقالت إن شارون ايضا أحب جدا فكرة الربط لكنه اكتفى بمركز شرطة وبشارع يفضي اليها.
وتقول لفني انه توجد هنا مسألة سياسية عظيمة الأهمية ومعارضة اميركية قوية واستقرار رأي الحكومات جميعا على عدم البناء هناك ولهذا لن يحدث ذلك.
قلت: ومع كل ذلك أعلن نتنياهو نفسه ذلك عشية الانتخابات.
وتقول لفني: "لن يكون اعلان من نتنياهو بأن ذلك سيُبنى. فنحن مشتركان في ارادة تحريك التفاوض السياسي ولهذا فأنا على ثقة من ان ذلك لن يحدث. ولما كان كيري شديد النشاط والاجتهاد ويريد البدء في الاجراء فان كل أمر كذلك سيُرى محاولة لتعويق التفاوض، وليس هذا مطروحا الآن".
وتأمل لفني ألا يأخذ تصريح أوري اريئيل بروزا كبيرا جدا.
إن حقيقة انه يرفض الرد في وسائل الاعلام، تقول، تبرهن على ان اليمين في الحكومة يدرك ايضا انه توجد حدود وانه توجد اشياء لن نفعلها.