46 عــامـــاً علــى حــرب 1967

بقلم: ايتان هابر

اليوم (أمس)، بالضبط، قبل 46 سنة، اندلعت حرب "الأيام الستة". ليس عقداً، ليس نصف يوبيل، ليس يوبيل. 46 سنة. الأغلية الساحقة من سكان دولة اسرائيل اليوم لم يكونوا ولدوا بعد أو لم يكونوا هنا بعد عندما اندلعت الحرب. بالنسبة لهم يشبه معناها معنى حروب الحشمونائيين، أوحرب القرم. مع أنها تؤثر اليوم ايضا في الحياة اليومية لكل واحد منا.

عن نواقص وفضائل الحرب سبق أن كتبت مئات الكتب والاف المقالات. ولكن يخيل أنه لا خلاف على حقيقة واحدة: في الاسابيع التي سبقت الحرب كان يسود السكان الاسرائيليين جو عشية كارثة جديدة. النهاية. من لم يكن في حينه هنا ومعنا لن يفهم هذا أبدا. في دقيقة واحدة من نهاية الحرب وإعلان النصر، غيّر شعب إسرائيل جلدته ووجهه تماما: حطّم غروره أرقاماً قياسية، وهبط سلوكه العام الى هوات من العار. الجنازة اصبحت دفعة واحدة كرنفالا!

اثنان معاً. على خلفية ما يجري هذه الايام في العلاقات بين الحكومة وبين الجمهور الاصولي بودي أن اذكر اثنين من حرب "الأيام الستة": إسرائيل شندلر من المظليين، الذي اظهر بطولة (ونال وسام الجسارة) في معركة تحرير البلدة القديمة في القدس. كان رجلا متدينا يلبس كمتدين، يتصرف كمتدين، او ما يسمى اليوم "حريدي" (اصولي). مقاتل شجاع قتل بعد سنوات، في حرب "يوم الغفران"، في جبهة سيناء.

الثاني، دافيد غلمبوبيتش، رجل المدرعات، متدين من جماعة حباد، وبتعبير اليوم كان حريديا تماما، وقد قتل بعد بضعة أيام من الحرب في جبهة راس العيش، على ضفة قناة السويس.

لم اعرف شندلر ولا غلمبوبيتش، ولكن بالنسبة لي هما رمزان للجمال في هذه الدولة. وبكلمات حنا سنش: "صوت دعاني – وسأذهب".

انهيار. من ناحيتي الشخصية، سأكون مستعداً، هنا والآن لأن أحسم الجدال الذي يرافق عصبة ما منذ تلك الحرب: هل رئيس الاركان في حينه، اسحق رابين، انهار، جسديا ونفسيا، في أحد ايام الانتظار للحرب؟ جوابي هو: نعم. فبعد أسبوعين بدون نوم، مع ضغط مصير دولة كاملة على كتفيه، حكومة مرتبكة ولا تؤدي مهامها، معارضة داخل الحزب، الولايات المتحدة ترفع يديها، روسيا تضغط، وشخصية اسطورية كدافيد بن غوريون تشكو – مسموح ويمكن الانهيار.

وبضع كلمات اخرى من تجربة السنين ومن مرافقة دائمة لاصحاب القرار في القيادة السياسية والعسكرية: بشكل شخصي، الموقع اعلاه يفضل رؤساء وزراء، وزراء دفاع، رؤساء اركان وقادة كبار ينهارون، يتعذبون، يتلبثون وبالأساس يترددون قبل أن يأمروا بالخروج الى القتال. المقابر العسكرية مليئة بالنتائج المحزنة لقادة ابطال لم ينهاروا. بدلاً منهم انهارت العائلات الثكلى.

مفاجأة المفاجآت. كانت الجيوش العربية بكامل قوتها، على حدود دولة اسرائيل. العالم بأسره انشغل نحو ثلاثة اسابيع في الازمة. كان واضحاً للجميع أن الحرب هي قضية وقت. ومع ذلك، اليوم قبل 46 سنة، كانت المفاجأة كاملة. أغار سلاح الجو الإسرائيلي فجأة في ساعات الصباح، وفي غضون ثلاث ساعات انتصر في الحرب. في لحظات بداية الحرب كنت مع عظماء السياسيين في تلك الايام. وقد فوجئوا، بل وفوجئوا جداً. فهم لم يعرفوا شيئاً أو نصف شيء.

كيف ولماذا؟ في تلك الأيام لم تكن الثرثرة جزءاً من مبنى شخصية الزعيم الاسرائيلي العادي، وكما يخيل لي لم يلعب وأحد لعبة الكبرياء والاهانة لانه لم يعرف موعد بدء الحرب، كانت أزمنة.

ولنتذكر: 803 شهداء في حرب "الأيام السنة"، قيل لهم في تلك الايام قبل الحرب إن النصر ليس الأمر الأهم في الحرب. هو الامر الوحيد المهم.