لينتخب الاسرائيليون رئيس حكومة جديدا منفذا وأهلا

بقلم: باروخ لشيم

يعرف طلاب جامعات يدرسون الصحافة، الكليشيه المعروف لتعريف ‘ما هو الخبر الصحافي؟’ ان الكلب اذا عض انسانا فليس هذا خبرا، أما اذا عض الانسان كلبا فهذا عنوان صحافي، وهذا ما يمكن ان نقوله في عدم وفاء نتنياهو بوعده لموشيه كحلون. ألا يفي نتنياهو بالوعود؟ ليس هذا أمرا جديدا. وهل يفي نتنياهو بالوعود؟ هذا سبق صحافي.

يمكن ان يكون الاستنتاج بالنسبة لنتنياهو في ظاهر الامر انه يجب الا يتأثر بالنقد العام لهذا الاجراء، لأن عدم صدقه هو فنه. وقد يكون في صفاته سحر خاص في نظر ناخبي الليكود، لأن شخصا يستطيع ان يحتال على اليهود على هذا النحو يستطيع ان يخدع العرب ايضا بنفس القدر من النجاعة. وها هو ذا التاريخ السياسي ايضا يعمل في مصلحته، كان شعار ‘كديما’ في انتخابات 2009: ‘يا بيبي أنا لا أصدقك!’ وكانت النتيجة النهائية ان انتُخب بيبي رئيسا للوزراء.

ورغم ذلك تصدع تعيين نتنياهو التافه. فلا توجد فقط حقيقة انه نفذ اغتيالا مُركزا في أحد أنجح الاشخاص في السياسة الاسرائيلية وأكثرهم استقامة، بل الطريقة الفظة ايضا التي نُفذ الاجراء بها. يعرف نتنياهو جيدا قواعد اللعبة الاعلامية. اذا كنت توشك ان تنفذ عملا ذا معنى سلبي في الرأي العام فان عرض الامور من وجهة نظرك سيبدو دائما أفضل من عرضها من وجهة نظر خصومك السياسيين.

إن المحتال القديم فقد حواسه الحادة، ولم يحاول ان يُفسر الاجراء بصوته هو أو بوساطة ساسة مقربين اعتاد ان يرسلهم في الماضي الى وسائل الاعلام في أحوال مشابهة. قد يكون الحديث عن تعب المادة أو الحقيقة المؤسفة، وهي أنه لم يبق له اصدقاء، ومهما يكن الامر فان نتنياهو بدا مثل ملاكم عجوز فقد القدرة على رد الصاع صاعين وهو ينتظر الضربة القاضية المخلصة التي تنقذه من استمرار الضربات.

يبدو نتنياهو في الولاية الثالثة مثل سياسي أصبح يُعد نهايته بصورة نازلة. وكل ما كان يُرى في الماضي مثل سحر ساحر كبير يبدو اليوم مثل اعمال سخيفة مثل تعيين يئير لبيد مثلا وزيرا للمالية. كم أثنوا على هذه الحيلة اللامعة. وسيضطر منافسه السياسي على التاج الى ان يواجه انتقادا عاما دائما لن يُمكّنه من اعادة بناء صورته. وقد جعل لبيد بالفعل أحد أقوى الاشخاص في الحكومة، لا يستطيع أي قرار اقتصادي ان يتم بغير موافقته. فاذا تحسن الاقتصاد فسيُنسب ذلك الى فضله لا الى فضل نتنياهو واذا سقط الاقتصاد فسيُعد نتنياهو مذنبا ايضا.

حصل البيت اليهودي ايضا على حقائب اقتصادية مهمة، لاسيما وزارة الاسكان المشتهاة التي فُوض اليها موضوع السكن، وهو أحد الموضوعات المركزية للاحتجاج الاجتماعي. إن حلولا مناسبة في هذا المجال سيجعل البيت اليهودي يظهر بمظهر المهتم بالطبقات الضعيفة والطبقة الوسطى، أي أن نتنياهو نجح في التخلي عن كل وزارة يمكن ان تقوي مكانة الليكود، باعتباره حزبا اجتماعيا.

قد يكون نتنياهو ضعف وفقد الاهتمام، وإن اشاعة أنه يخطط لاطالة مدة ولاية شمعون بيرس بسنتين وان ينافس بعد ذلك في منصب الرئيس ـ صحيحة. وسيكون هذا انتقالا سهلا بالنسبة اليه لأنه لا ينفذ اليوم ايضا سوى أدوار رئاسية والمشاركة في المراسم والقاء الخطب. وهناك سؤال جيد هو لماذا لا يُفضل تنفيذ هذا الاجراء في تموز/يوليو من السنة القادمة حينما تنتهي ولاية بيرس بحسب القانون. سيكون لنا آنذاك رئيس تمثيلي مناسب ويمكن ان ننتخب رئيس حكومة منفذا وأهلاً لذلك.

حرره: 
م.م