أردوغان يصدر تحذيرا نهائيا لمحتجي "تقسيم"

اسطنبول: أصدر رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، تحذيرا نهائيا للمتظاهرين في إسطنبول بضرورة إنهاء تظاهراتهم مشددا على أن صبر حكومته قد نفد.
وقال أردوغان إن السلطات ستخلي ميدان تقسيم في إسطنبول من "مثيري الشغب" في غضون 24 ساعة.
ويأتي تحذير أردوغان،الخميس، بعد أقل من يوم من عرض حزبه، حزب العدالة والتنمية، إجراء استفتاء شعبي على خطة تنمية ميدان تقسيم المختلف بشأنها والتي أذكت الاحتجاجات على مدار أسبوعين.
ولقى خمسة أشخاص حتفهم وأصيب ما يزيد عن خمسة آلاف آخرين خلال أعمال العنف التي واكبت الاحتجاجات على مدار الأسبوعين الماضيين.
وفي الجانب الآخر، أكد ممثل للمتظاهرين،الخميس، أن اقتراح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إجراء استفتاء حول مستقبل حديقة جيزي في اسطنبول ليس قانونيا ولا مرغوبا فيه.
وقال تيفون كهرمان من حركة "تضامن تقسيم" أكبر تنسيقية للمتظاهرين في الموقع "هناك أصلا قرار قضائي أوقف الأشغال في الحديقة. في هذه الظروف أن اجراء مشاورة شعبية للبت في مصير الحديقة ليس قانونيا".
وأكد أن "الشروط لم تتحقق" لتنظيم مثل هذا الاستفتاء إذ أن القانون التركي ينص على أن اللجوء إلى الاستفتاء لا يتم الا في اطار اصلاحات دستورية.
كما أكد كهرمان رئيس غرفة التخطيط المدني لإسطنبول أنه ضد مبدأ الاستفتاء بحد ذاته.
وقال "هل نقرر تنظيم اقتراع لنعرف ما اذا كان علينا معالجة مريض بالسرطان؟"، موضحا أن حركة "تضامن تقسيم" التي تضم 116 جمعية ستجتمع صباح،الخميس، للاعلان عن موقف رسمي مشترك من اقتراح اردوغان.
وفيما يسعى أردوغان تهدئة الاجتجاجات ضد حكومته، بإجراء استفتاء حول ميدان تقسيم، يواصل مئات المتظاهرين الأتراك المناهضين للحكومة اعتصامهم في الميدان.
ومرت الليلة الماضية في سلام وأخذ الشبان يلعبون كرة القدم في الميدان فجر الخميس بعد عدة أيام شهدت اشتباكات عنيفة بين الشرطة ومعارضين لاردوغان.
وكتبت صحيفة "ستار" الموالية للحكومة في صفحتها الأولى عنوانا يقول "الاستفتاء هو المخرج."
بينما كتبت صحفية "جمهوريت" المنتقدة لأردوغان بشدة تقول "لعبة الاستفتاء." وهي تصوره على أنه شخصية استبدادية بشكل متزايد في السياسة التركية.
واتهم أردوغان قوى أجنبية ووسائل إعلام عالمية ومضاربين في الأسواق بإذكاء الصراع ومحاولة تقويض اقتصاد البلاد وهي الدولة الوحيدة العضو في حلف شمال الاطلسي التي تقطنها غالبية مسلمة.
من جانبه، دعا الرئيس التركي عبد الله غول،الأربعاء،إلى الحوار مع المتظاهرين، وقال غول الذي تبنى أثناء الاضطرابات نهجا أكثر اعتدالا من أردوغان إن من واجب الحكومة الحوار مع منتقديها.
وقال غول للصحفيين خلال زيارة لمدينة ريز المطلة على البحر الأسود "إذا كان لدى الناس اعتراضات... يتعين أن نبدأ حوارا معهم.لا شك أن سماع ما يقولونه واجبنا."
وأضاف "من يلجأون للعنف مسألة مختلفة ويجب أن نحددهم .. يجب ألا نعطي العنف فرصة.. لن يسمح بهذا في نيويورك ولن يسمح بهذا في برلين."
وكانت الولايات المتحدة التي أيدت تركيا بزعامة أردوغان باعتبارها نموذجا للديمقراطية الإسلامية يمكن ان يحتذى في دول أخرى بالشرق الأوسط عبرت عن قلقها من محاولات معاقبة مواطنين على ممارستهم حرية التعبير في تركيا ودعت إلى إجراء حوار لحل الخلافات بين الحكومة والمحتجين.
وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله إن الحكومة التركية تبعث بإشارات خاطئة في الداخل والخارج من خلال رد فعلها على الاحتجاجات ووصف الصور الواردة من ميدان تقسيم بأنها "مقلقة".
وقال فسترفيله في بيان "نتوقع من رئيس الوزراء اردوغان تهدئة الموقف بروح القيم الأوروبية والسعي إلى حوار سلمي." حسب ما نقله موقع سكاي نيوز.