كيف سيدفع روحاني المشروع الذري للامام

بقلم: اليكس فيشمان
يجب الا نُخمن ما الذي يعتقده رئيس ايران الجديد حسن روحاني في سياسة بلده الذرية. فقد كتب في ذلك عشرات المقالات وما لا يقل عن سبعة كتب كان آخرها: ‘الأمن القومي والدبلوماسية الذرية’ وصدر في 2011. وروحاني يبسط هناك في ألف صفحة على نحو واضح حازم تصوره العام للقضية الذرية، على أساس التجربة التي جمعها في سني خدمته الـ 24 بصفة رجل مفتاحي في صوغ سياسة ايران الذرية.
نشر باتريك كلاوسون، مدير البحث في معهد واشنطن في الآونة الاخيرة بحثا يلخص مواقف روحاني، كما تظهر في كتابه الأخير. ويتناول أحد فصول الكتاب تكتيك التفاوض مع الغرب.
في 2004 كان روحاني يرأس فريق التفاوض الايراني مع الدول الغربية الثلاث القوية، وهو الذي أحرز اتفاق باريس. يقول ان ايران وافقت آنذاك على تأجيل ما لتخصيب اليورانيوم مقابل طائفة من التنازلات الاقتصادية.
وقد قُبلت ايران آنذاك في الحقيقة في منظمة التجارة العالمية وكانت قريبة من اتفاق تعاون تجاري مع الاتحاد الاوروبي. والى ذلك قبلت الدول الكبرى بريطانيا وفرنسا والمانيا علنا الرواية الايرانية التي تقول إن وقف تخصيب اليورانيوم قد قامت به ايران ‘متطوعة’، باعتباره جزءا من بناء خطوات الثقة بين الطرفين.
يكتب روحاني أن اتفاق باريس أسقط من برنامج عمل مجلس الأمن القضية الذرية الايرانية، رغم الضغط الامريكي للاستمرار في علاجها. وقد أحرزت ايران بذلك الاتفاق، كما قال انجازات في عدد من الجبهات، من دون أن تحتاج الى الاعتراف بأنها نقضت اتفاقات دولية في المجال الذري ومن دون ان يتضرر برنامجها الذري في واقع الامر.
بعد اتفاق باريس في تشرين الثاني/نوفمبر 2004 في الحال أعلن مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجود ‘تقدم صالح’ في الاتصالات بايران. ويكتب روحاني ان ايران شعرت في تلك الفترة بأنها سارت في الطريق الصحيح لأنه اذا استثنينا أمرين أقلقا الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهما عدد منشآت التخصيب وتوسيع خطة آلات الطرد المركزي، لم تُذكر كل الموضوعات الاخرى.
إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية محت في الحقيقة سلسلة دعاواها على ايران. وكتب ان الامريكيين وحلفاءهم وجدوا أنفسهم بلا تأييد دولي فيما يتعلق باستعمال ضغط على ايران.
ويعترف روحاني أنه في الوقت الذي نقلت فيه ايران الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أجوبة عن اسئلة عُرضت عليها، استمرت في تحسين منشآتها الذرية. ويقول ركبنا معدات في المنشآت في أصفهان بموازاة المحادثات في طهران. ‘انشأنا في واقع الامر جوا مطمئنا مكّننا من إتمام الاعمال في أصفهان’.
ويكشف روحاني عن النظرية كلها على قدم واحدة، وهي التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية واجراء تفاوض مع القوى الكبرى هما أفضل طريق لايران للتقدم في برنامجها الذري.
ويكتب روحاني ايضا عن الصعاب التي واجهته لاحراز اجماع في ايران على تنازلات للغرب، فقد كان يجب عليه ان يقنع الزعيم الروحي خامنئي وجهات مركزية، كما يبدو ايضا من الحرس الثوري. لم يُحب خامنئي المصالحة لكنه أعطى روحاني في نهاية الامر حبلا للاستمرار في تدبير أموره مع الغرب كما يشاء.
ويُقدر كلاوسون أنه سيكون أصعب على ايران اليوم أن تعود الى تلك الحيلة بسبب الشك فيها، والمعلومات التي اجتمعت على مر السنين عن نواياها والمنشآت التي انشأتها. وكلاوسون على حق. إن ‘المحتال من طهران’ سيضطر الى ان يجد حيلة اخرى.
إن ايران والولايات المتحدة اليوم ليستا ايران والولايات المتحدة في 2004. فقد كانت ايران آنذاك في بداية الطريق نحو بناء قدرة انتاج كامل لمشروع ذري عسكري، وقد أصبحت اليوم قريبة جدا من الهدف. وفي 2004 استعملت ادارة بوش قوة في العراق عززت الردع الامريكي في المنطقة. وفي 2013 أعلن قائد الاسطول الامريكي بأنه بقيت له حاملة طائرات واحدة فقط لمواجهة وضع ازمة في الخليج الفارسي بسبب الاقتطاع من الميزانية العامة.