مطلوب زعيم مخيف لحزب العمل

بقلم: لابراهام تيروش
حزب العمل هو حزب يأكل رؤساءه، وهو يحرص على الابقاء على هذه التقاليد بتزمت اصولي حقيقي. فهل ستكون جولة اخرى من مثل هذا الاكل في انتخاباته الداخلية في 21 تشرين الثاني/نوفمبر؟ حسب الاستطلاعات، وضع يحيموفيتش جيد. في استطلاع ‘هآرتس′ ومعهد ‘ديالوغ’ الاخير في اوساط مصوتي حزب العمل (ليس اعضاء الحزب)، حصلت يحيموفيتش على 48 في المئة تأييد، ضعف ما حصل عليه اسحق (بوجي) هيرتسوغ الذي يأتي بعدها. في مؤتمر الحزب في نهاية الاسبوع الماضي تمكنت من الحصول على أغلبية، ومنع مطلب خصومها المركزيين، هيرتسوغ، ايتان كابل وارال مرغليت بتأجيل الانتخابات لرئاسة العمل الى كانون الثاني/يناير، وفتح سجل الناخبين امام منتسبين جدد، ولكن الاغلبية الطفيفة التي فازت بها في المؤتمر يمكنها أن تثير مخاوف معينة في معسكرها. احيانا تكون الاستطلاعات في جهة والواقع في جهة اخرى.
نجحت يحيموفيتش نجاحا كبيرا كنائبة عادية، وقد اشترت اسمها ومكانتها في التشريع في المجال الاجتماعي ـ الاقتصادي. خطأها كان في أنها حتى عندما انتخبت لرئاسة الحزب، الذي يرى نفسه متنافسا على الحكم، واصلت حصر نفسها في هذا المجال وتعففت عن الانشغال في المجال السياسي ـ الامني، الذي هي فيه غر، ولكنه هو الذي يقف في رأس جدول الاعمال الوطني في اسرائيل. في حملة الانتخابات بدت غير ناضجة وغير مناسبة لرئاسة الوزراء. وعندما استيقطت كان الاوان قد فات. نجم تلفزيوني، مناسب حتى اقل منها، تركها خلفه، مع مقعدين فقط أكثر مما كان لحزبها برئاسة ايهود باراك في الكنيست السابقة.
عدم انضمامها الى حكومة نتنياهو كان خطأ آخر. فدخول الحكومة في مفاوضات مع الفلسطينيين يجعلها اكثر حدة فقط، وتعهداتها المتكررة بدعم الحكومة في كل خطواتها السياسية يؤكد حدة السؤال، لماذا إذن في واقع الحال أنت لستِ في الداخل. ومن جهة اخرى فان ‘حلفها’ مع نتنياهو، الذي يستعد بسعادة لادخال العمل الى الائتلاف بدلا من البيت اليهودي، يغيظ بعضا من مصوتي العمل التقليديين.
السطر الاخير هو أن يحيموفيتش، مع كل اقدميتها في الكنيست وفي رئاسة حزبها ومع كل نشاطها في المجال الاقتصادي ـ الاجتماعي، لا تزال لا تعتبر مناسبة للحلول محل نتنياهو. ففي الاستطلاع آنف الذكر، في مسألة مدى ملاءمتها لرئاسة الوزراء كانت النتيجة نتنياهو 56 في المئة ويحيموفيتش 15 في المئة. ويمكنها فقط أن تواسي نفسها في نتيجة اخرى في الاستطلاع. لبيد حصل على 7 في المئة فقط، ولكن هذه فرحة فقراء. في كل الاحوال العمل هو حزب مع تقاليد سلطوية ومع زعماء تولوا رئاسة الوزراء على مدى اكثر من 30 سنة، بينما يوجد مستقبل هو حزب ملابسات طارئة.
ولكن مشكلة حزب العمل اصعب، اكثر من شيلي. كما أسلفنا العمل هو بطبيعته وحسب تقاليده هو حزب سلطة. وحتى عندما يتقلص في المقاعد فالى هناك يتطلع. في المعارضة يجد صعوبة في أن يجد نفسه. غير أنه ليس فقط يحيموفيتش، بل وايضا اي واحد ممن يتنافسون معها لا يتخذ صورة الملائم لرئاسة الوزراء، وبالتأكيد ليس في المنافسة مع بنيامين نتنياهو. الخلفاء المحتملون الذين يخيفون ويعرضون نتنياهو للخطر في نظره كما ينبغي التشديد ـ موجودون في احزاب اخرى: في الليكود، في اسرائيل بيتنا (اذا خرج ليبرمان نظيفا من محاكمته)، في يوجد مستقبل (اذا لم تصف لبيد ولايته كوزير للمالية سياسيا)، وحتى في البيت اليهودي (بينيت يتطلع عاليا، قيادة حزب قطاعي صغيرة عليه). مع القيادة الحالية، حزب العمل لا يخيف حتى خوافا وشكاكا كنتنياهو. لحزب العمل مطلوب زعيم مخيف.