روايتان عن التفاوض السري

بقلم: دان مرغليت

‘إن الحكومة السابقة ما كانت تحافظ على تكتلها الداخلي، منعت تسرب الأسرار عن سلوكها في القضية الذرية الايرانية، حدث شيء من التسريب أو تقطير التوجيهات والمعلومات، لكن شيئا لم يبلغ الى درجة تركيب صورة كاملة للجمهور، الى أن كانت تصريحات مئير دغان ويوفال ديسكن وغابي اشكنازي، وكان ذلك مريحا للجميع.

وتتكرر الصورة على نحو جزئي ايضا في الشهر الرابع للتفاوض بين اسرائيل والفلسطينيين، فبنيامين نتنياهو وتسيبي ليفني وموشيه يعلون والمحامي اسحق مولخو يعرفون صورة الوضع كاملة، ويبحث آخرون عن طريقهم في الظلام مع معلومات جزئية لا صلة بينها ومتعثرة. وعلى ذلك لا يعلم أحد هل يملك تفصيلات معلومات جوهرية، أم هو ضحية دعاية وبالونات تجربة لأحد الطرفين؟

إن هذا الرأي غير مقطوع عن الحيرة التي تصيب الحكومة في هذه الايام، لأن جزءا من البواعث على السلوك غير المناسب للوزراء ونوابهم واعضاء كنيست من البيت اليهودي ومن الليكود، تعبير عن عدم اليقين الذي يميز نظرتهم الى التفاوض مع أبو مازن؛ فهم يعلمون فقط ما يعنى نتنياهو ويعلون بالقول لهم، وبالنزوات التي هي دعاية من الجانب الفلسطيني عن جانبي المتراس.

‘اجتمعت كتلة الليكود بيتنا أول أمس كعادتها، وفي ما يبدو مثل حوار ثنائي مع وزير الدفاع أثار كلاهما انطباع أن التفاوض مع أبو مازن لن يؤتي ثمارا. فالفلسطينيون لن يقبلوا الشروط الأساسية جدا التي تعرضها اسرائيل.

‘لو أن جهات الائتلاف الحكومي تلقت الوصف من نتنياهو ويعلون في بساطته لعادت السكينة الى الأسباط، التي تؤلف الائتلاف الحكومي وربما كانت قضية الافراج عن السجناء تبلغ نهايتها، من دون ضجيج عال جدا، الى حد أن وزيرا ذهب ليتظاهر على حكومته أمام سجن عوفر. لكن اليمين يخشى أن يكون نتنياهو ويعلون يُنومانه، وهو يسمع من مصادر رسمية بطريقة غير مشروعة، أن التفاوض أكثر حقيقية وذو احتمالات أفضل مما يعرضه الجانب الاسرائيلي.

إعتاد أبو مازن في الاوضاع العادية أن ينشر تنبؤات متشائمة تقول إن الجهود قد استُنفدت عبثا، لكنه هب في الاسبوع الاخير خاصة ليقول بصوته، إنه يوجد تقدم وليس كل شيء ضائعا. وكان اللقاء بين نتنياهو وجون كيري سيولد صداما كلاميا وسياسيا، لولا أن الامريكيين اعتقدوا أنه يوجد معهم حبل اسرائيلي للاستمرار في عقد جسر فوق التفاوض. وهناك تسريب بأن أبو مازن سيزن أن يقبل في شروط ما اقتراح التسوية المرحلية الذي يقوم على انشاء فلسطين من دون حدود ثابتة لكن مع تحديد أجل لاتفاق نهائي هذا التسريب يُحدث انطباعا بأن ليس كل شيء كلاما أو أنه يوجد ما يُتحدث فيه.

إن السير على غير هدى مع معطيات عدم اليقين يؤثر في الدم الذي يغلي في قضية الافراج عن السجناء الامنيين. لكن هذه هي النتيجة لا السبب.

 

حرره: 
ا.ش