الـعـصـر الـذهـبـي لأبــو مـــازن..

بقلم: أساف جبور
مهما تكن نتائج المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، فان كاسبا واحدا موجود منذ الان هو أبو مازن. فالاحتفال بتحرير السجناء الفلسطينيين في رام الله وهتافات التشجيع والشكر التي أطلقتها العائلات الى رئيس السلطة أحدثت ارتياحا شديدا لدى ابو مازن، ورفعت مكانته كزعيم قوي قادر على أن يحقق انجازات لشعبه.
لقد جاء تحرير السجناء لابو مازن في توقيت ناجح: بعد سقوط نظام "الاخوان المسلمين" في مصر، الذي كان ظهراً لـ "حماس".
والحرب التي أعلنها الجيش المصري على "الاخوان المسلمين" وعلى "حماس" تؤدي الى تردٍ حاد في قوة المنظمة وتعزيز عظيم لقوة "فتح" وابو مازن في نظر الفلسطينيين.
بوساطة تحرير "المخربين"، الذي يتم بأربع نبضات وعمليا يخلق أربعة احتفالات، نجح رئيس السلطة في اسكات الانتقاد الموجه ضده داخل السلطة ايضا على موافقته على الشروع بالمفاوضات.
ومن المتوقع لمكانة ابو مازن ان تتعزز أكثر مع النبضات التالية، التي يتحرر فيها سجناء "ثقيلون" اكثر.
أول من أمس خرج الى الحرية 26 "مخربا"، 23 منهم محكومون بالمؤبدات. وفي احتفال التحرير أعلن ابو مازن: "لن يوقع اتفاق الى أن يتحرر كل السجناء من السجون في اسرائيل". ويدل هذا القول كم هي مهمة بالنسبة له كل نبضة كهذه.
كما يعمل ابو مازن ايضا على المستوى الدولي، ولم يتخل عن نيته التوجه الى مؤسسات الامم المتحدة كي يحصل على الاعتراف بدولة فلسطينية بالتوازي مع استمرار المحادثات مع اسرائيل.
وفي اثناء زيارته الى اوروبا، الاسبوع الماضي، حرص على أن يشير الى أن اسرائيل هي التي ترفض المفاوضات واثنى على الموقف الاوروبي في موضوع المستوطنات.
وبعد بضعة ايام فقط من عودته اتضح انجازه ذو المغزى: بريطانيا أعلنت عن منح السلطة 7.5 مليون جنيه استرليني "لضمان استقرار سلطوي ومنع هزات قد تمس بالمفاوضات"، كما اشار وزير التنمية الدولية في بريطانيا، ألن دنكن.
في الساحة السياسية تبدو مكانة ابو مازن مستقرة اكثر من أي وقت مضى. فبعد عدد لا يحصى من التهديدات التي اطلقها باعادة المفاتيح والاستقالة، فان مسألة بديله الان لا توجد على جدول الاعمال، وباستثناء عدد قليل من كبار المسؤولين في السلطة ممن يعتزمون اشغال المنصب في المستقبل، لا يتحدثون عن ذلك.
ومع ذلك، لا يمكن لابو مازن أن يشعر بأنه واثق تماما لانه بعد أن تصمت أصوات الفرح سيعود الجمهور الفلسطيني الى حياته اليومية التي يعاني فيها من الوضع الاقتصادي الصعب وهو يطالب زعيمه بأجوبة ليس قادرا في الواقع الحالي على توفيرها.