فلسطينيون يقتحمون الأسواق العالمية بألعاب من ابتكاراتهم

بقلم:  بديعة زيدان

أبهر شبان وفتيات فلسطينيون بألعاب الكترونية من ابتكارهم، لجنة فنية أجنبية من بينها خبراء في التكنولوجيا من الولايات المتحدة، ما دفعها للتعهد بتسويق منتجاتهم على مستوى العالم عبر شركات عالمية رائدة، لا سيما أن هذه الألعاب والبرامج تتوافق وتقنيات الهواتف الذكية.

وتحت عنوان «لقاء الرياديين» وشعار «تواصل. أبدع. انطلق»، تنافست في مدينة رام الله سبعة مشاريع، على الفوز بالجائزة الأولى والتي هي عبارة عن قرض مالي مقدم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) لتطوير المشروع التقني ودعم تطويرها وتسويقها عالمياً. وقدم المشاركون ألعاباً وبرامج لترويج السياحة في فلسطين والوطن العربي، من بينها «مدينة مكة»، وهي لعبة استراتيجية تقوم على الترويج لمدينة مكة والسياحة الدينية، عبر بناء المدينة الأكثر قدسية لدى المسلمين، وزيادة عدد الزوار، وهي من تصميم الشاب رشيد أبو عيدة، وتنفيذ شركة «آرت تكنولوجي».

أما «بينش بوينت» فقدمت لعبة «بطلها» علي، الذي يعمل على تجاوز الحفر في البلدة القديمة من مدينة القدس، في لعبة مستوحاة بشكل أو بآخر مع الاختلاف الزماني والمكاني، من لعبة «سبواي» العالمية.

وقدم حمزة عمري ورفاقه طاهر كامل وبدر وعمران عسالوة، لعبة مختلفة «صديقة للبيئة» بعنوان «أخضر أكثر»، وهي لعبة استراتيجية ثلاثية الأبعاد تدمج ما بين المتعة والترفيه من جهة، والتوعية بضرورة إعادة تدوير النفايات من جهة أخرى. ومعلوم إن نسبة تدوير النفايات في فلسطين لا تتجاوز 1 في المئة، وفي الوطن العربي 5 في المئة، بينما تتجاوز الـ 30 في المئة في الولايات المتحدة، وترتفع إلى 100 في المئة في كل من ألمانيا والسويد التي تسعى لاستيراد نفايات من الخارج لإعادة تدويرها والاستفادة منها في توليد الكهرباء وغيرها. وتقوم فكرة اللعبة على تكوين مصانع لإعادة تدوير النفايات، وسيارات لجمعها، تدمج بين الألعاب الاستراتيجية وألعاب السيارات.

وفي مجال الألعاب، استطاع فريق شبابي من غزة الحصول على المركز الأول بلعبة «راي رو»، وتقوم على شخصيات كرتونية تخوض 25 مرحلة، وفق تصميم و«أنيمايشن» يرتقي إلى العالمية، عبر شخصيات متعددة لكل منها مواهبها، تخوض مسابقة أشبه بمعركة في عالم القطط.

وأبهر فريق «321 بووم»، والمكون من عمر فعي، وسامر السميري، ومحمد الشاعر، الحضور، بعرضهم بعض مراحل من اللعبة، على رغم رداءة التواصل عبر الهاتف النقال ما بين غزة والضفة الغربية، ما دفع رئيس الوكالة الأميركية للتنمية في العالم، راجيف شاه، إلى إبداء إعجابه بالمشاركات، وبخاصة اللعبة الفائزة، التي قال إنها ستروق لأطفاله الصغار، حال انتشارها في العالم، بخاصة أن الشباب الغزي القائم على المشروع يحلم بتحويلها (اللعبة) إلى فيلم رسوم متحركة، وقد يكون فوزه بالمسابقة هو نقطة الانطلاق.

وعلى صعيد الترويج الإلكتروني للسياحة، وهو الشق الأخر من المنافسات الإلكترونية الفلسطينية نحو العالمية، عبر سلسلة من الشركات الأميركية، قدمت كل من يافا عطا الله وبدر عساولة، برنامج «سواح»، الذي يقوم على الترويج للأماكن السياحية في فلسطين، بما فيها المتاجر الكبيرة والمتنزهات العامة وغيرها، عبر رحلة ثلاثية الأبعاد تكاد تكون الأولى من نوعها في المنطقة، بالاعتماد على الأجواء الفلسطينية في اللباس وغيره من الأمور.

وفي حين حال حادث سير دون قدوم فريق مشروع «ترافيلون» من الخليل، للحديث بالتفاصيل عنه، قدم فريق مشروع «زورونا» طرحاً ممتعاً للترويج الإلكتروني للمواقع السياحية، ما جعلهم ينتزعون المرتبة الأولى بامتياز في هذا القطاع، عبر رحلة إلكترونية اعتمدت على المكتشفين الأوائل للجغرافيات العالمية الجديدة، لتنطلق نحو القرن الحادي والعشرين بكل ما يحمله من تطور تقني.

وقال غسان الجمل، مدير تطوير مشاريع القطاع الخاص في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) في الأراضي الفلسطينية: «يهدف هذا المشروع إلى دعم الشباب والفتيات المبدعين والمبدعات في فلسطين بخاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات لإنشاء شركات خاصة بهم، بناء على أفكارهم الخلاقة والمستجدة في هذه العوالم المتغيرة بسرعة عالمياً»، لافتاً إلى أنهم في العام الثالث من «لقاء الرياديين» يراهنون على الشراكات التي تحققت بين شركات فلسطينية ناشئة وشركات أميركية وعالمية رائدة، حيث سيتم دعم المشاريع الفائزة ليس فقط مادياً، بل عبر تحويل أفكارهم، وهم في الغالب من الطلاب الجامعيين، إلى حقائق يتم تداولها تقنياً على مستوى العالم، وبالتالي تدر عليهم أرباحاً جيدة، وربما كبيرة.

وأضاف الجمل: «الهدف الأول من المشروع هو خلق شبكات تجارية ما بين شركات فلسطينية ناشئة تختص بالبرمجة، وبرمجة التطبيقات باستخدام اللغات الإلكترونية المختلفة، وشركات أميركية وعالمية كـ «إنتل» و «مايكروسوفت»، و «سيسكو»، و «أتش بي». وفي العامين الماضيين ساهمنا في خلق 12 شراكة نجم عنها ما لا يقل عن 450 فرصة عمل في قطاع تكنولوجيا المعلومات في فلسطين، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة والاختصاص في الحكومة الفلسطينية، وكذلك مؤسسات القطاع الخاص، والمؤسسات الأهلية ذات العلاقة».

 

 

حرره: 
ا.ش