ما الثمن الذي سيدفعه الفلسطينيون لقاء المساعدة الامريكية !

بقلم: عميره هاس

تلم أتوقع أن يتجاهل الدكتور رجيب شاه، الجواب لكنهUSAIDب (خطة المساعدة الامريكية الحكومية)، سؤالي تماما. فقد كنت أُقدر أن يكتفي بقول عام، أو ربما يقول إن الوقت قصير . لكنه اختار أن يتصرف وكأنه لم يُسأل السؤال وكأنني لم أكن موجودة هناك. وبحسب رأيي ذ غير الموضوعي بالطبع ذ كان ذلك سؤالا مطلوبا لمجرد حقيقة أن اللافتة التي وضعت خلفه في الغرفة الدراسية في جامعة تل ابيب كانت تقول: انُحدث تحولا في الاقتصاد الفلسطيني. هذا في العنوان. أما في النص فورد أن الـ ا USAID ا ذ بواسطة مشروع كومبتي في الضفة الغربية ذ تقوي المنافسةت وطاقة تصدير قطاعات مفتاحية ضرورية لنمو الاقتصاد الفلسطيني في المستقبل.

وذكرت مقدمة لسؤالي أن تقريرا للبنك الدولي قد حسب في المدة الاخيرة ووجد أن الاقتصاد الفلسطيني يخسر نحوا من 3.4 مليار دولار كل سنة ذ أي نحوا من 35 بالمئة من الانتاج الوطني الخام الفلسطيني في 2011 ذ بسبب السيطرة الاسرائيلية على 61 بالمئة من الضفة الغربية (المنطقة ج). وسألت هل يوجد عند الـ اUSAID ا وصفة تُبين كيف يُحدث تحول في الاقتصاد الفلسطيني دون الـ 61 بالمئة من الضفة.

كان الدكتور شاه الذي صاحب وزير الخارجية الامريكي جون كيري في زيارته القصيرة للبلاد في الاسبوع الماضي، قد التقى في الضفة رجال اعمال فلسطينيين. صادفت في جامعة تل ابيب أن يلتقى صف مبادرين ومديرين فلسطينيين أكثرهم شباب من مجالات تقنية المعلومات والزراعة، يدرسون دورة تعليمية قصيرة ومكثفة للادارة في خطة مشتركة بين معهد الادارة في الجامعة ومدرسة ادارة الاعمال من جامعة نورث ويسترن في شيكاغو. و اUSAID ا هي التي تنفق على ذلك.

ودعا مكتب العلاقات العامة الى لقاء عددا من الصحفيين يبدو أنهم من نوعي ممن لا يُدعون الى أحاديث تمهيدية كثيرة المعلومات مع اشخاص مهمين (أو من النوع الشاب ممن ما زال مستقبلهم المهني أمامهم). وترددت في البدء في المجيء ولا سيما أنني كنت في ذلك اليوم في المنطقة ج في بيت لحم: كنت مع مجموعة فلسطينية دون كهرباء ودون انترنت وحواسيب لذلك ومع تاريخ هدم بيوت وحظر بناء، وكنت مع مجموعة فلسطينية اخرى دون كهرباء وماء ومع بيوت مهدومة، وكنت مع مجموعة ثالثة مع ماء وكهرباء وكثير من أوامر الهدم. واستقر رأيي آخر الامر على أن التجربة الانثروبولوجية تستحق قطع المسافة النفسية في الأساس الى الحرم الجامعي الاخضر لجامعة تل ابيب. وكان عدد من الرجال يلبسون ربطات عنق يسيرون هنا وهناك في الغرفة الدراسية وخارجها في انتظار للضيف المهم وحاشيته. واستوضحوا احيانا شيئا ما مع الطلاب الذين كانوا يجلسون وراء طاولات طويلة محددة، وكانوا ينظرون فيما يجري حولهم فيما بدا لي أنه ابتعاد وقلة اهتمام. وأرسل عدد منهم رسائل نصية من اجهزة الآيفون من الجيل الثاني.

ومرت دقائق الحفل وخطبه في كلام عن المشروعات والابداع والقطاع الخاص والسلام والمستقبل والشباب والتحديات واللقاءات في الولايات المتحدة. وقال رئيس جامعة تل ابيب البروفيسور رعنان ريان إن الجامعة لا ندع مسيرة السلام للساسة فقط. وقد كانت لها ذات مرة صلات ثنائية بجامعات فلسطينية وأصبحت الآن صلات ثلاثية بجامعات في الخارج. وذكر الدكتور شاه حلم التطوير الاقتصادي الذي يصاحب رحلات كيري الدبلوماسية. وحينها حانت نوبة الطلاب. وكانت اسئلتهم قد صيغت بدقة مسبقا في تنسيق مع المسؤولين عن المشروع. ففي سؤال عما تفعله الوكالة الامريكية في شأن وصول المزارعين الفلسطينيين الى الماء أجاب ممثلها في قطاع غزة والضفة الغربية ديفيد هاردن بقوله: نحن نعمل في زيادة جدوى قطاع الماء الفلسطيني. هناك نقص من الماء. وللاسرائيليين تقنية متقدمة أي تحلية ماء البحر أو بعبارة اخرى: لا يهمنا أن اسرائيل تتحكم بمصادر الماء وتسرق ماء الفلسطينيين. (إن 80 بالمئة من المياه الجوفية في الضفة يُخصص لاسرائيل والاسرائيليين والباقي للهنود الحمر).

لا وقت لاسئلة الصحفيين’، أعلن شخص ما في الدقيقة الـ 39. ونبهت صحفية أجرأ مني هي تال شنايدر الى أن الصحفيين دُعوا وينبغي احترام الوعد بأنهم يستطيعون أن يسألوا. وهكذا تجرأت على أن أُعلن بأن عندي سؤال ايضا. وسألت شنايدر سؤالين. وسألت سؤالين أنا ايضا على أثرها للدكتور شاه والبروفيسور ريان بعده، فقد سألت: ما الذي تفعله الجامعة لأجل حق طلاب من غزة في الدراسة في الضفة الغربية (وهو حق تسلبهم اسرائيل إياه كما هو معلوم).

وأجاب الدكتور شاه عن سؤالي شنايدر وآنذاك نهض المتحدثون وخرجوا.

إن الجواب موجود في الصمت، لكنه موجود ايضا في تفصيل طموح مشروع كومبت لـ اUSAIDب: ااذا بقي الجو السياسي مستقرا فستتاح للاقتصاد الفلسطيني فرصة ممتازة لادماج قدرته التجارية في الاسواق العالمية وسيفضي ذلك الى نمو اقتصادي أكبر بواسطة التجارةب.

وكيف يتم الحفاظ على جو سياسي مستقر؟ إنهم لا يلمسون السبب الرئيس لضعف الاقتصاد الفلسطيني وعدم قدرته على المنافسة أعني الاستغلال الاسرائيلي للموارد، والقيود الاسرائيلية والمحظورات وغير ذلك. ويوجد هنا تهديد وقطعة حلوى وكأنما يُقال اذا لم تشاغبوا (لم تتجهوا الى الامم المتحدة ولم تنتفضوا) فسنعتني بزيادة الجدوى ونرى أناسا من الطبقة الوسطى كي يُكيفوا أنفسهم مع الاستقرار الحالي: وهذا هو عدم الفعل السياسي الفلسطيني والتعاون الدولي مع شدة نشاط الحكم الاسرائيلي المدمرة.

حرره: 
م . ع