القاهرة وموسكو.. آفاق تعاون جديدة

بقلم: أساف جبور

تفقد الولايات المتحدة السيطرة في الشرق الاوسط، وروسيا تقفز على اللقية. فقد أفادت مصادر في مصر بمكالمة هاتفية جرت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبين الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور. وبحث الرئيسان في التطورات الاقليمية. وفي نية روسيا عقد تعاون اقتصادي وأمني مع مصر. ‘

دعا منصور الرئيس الروسي لزيارة القاهرة. واشار الى أن ‘مصر مستعدة لان تعقد تعاونا في جملة من المواضيع مع روسيا، ولكن الامر لا يمنعها من التعاون مع دول اخرى’. والمح منصور الى علاقات القاهرة المتصدعة مع واشنطن، فيما ابقى على كل الخيارات مفتوحة.

وجاءت المكالمة بين بوتين ومنصور في الاسبوع الذي زار فيه وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف ووزير الدفاع سيرجيه شويبو الى مصر. واتفق الطرفان على صفقة سلاح قريبة بين القاهرة وموسكو. وحسب تقارير في روسيا، فان قيمة الصفقة 2 مليار دولار. وفصلت مصادر في وزارة الدفاع الروسية بانها ستتضمن طائرات قتالية من طراز ميغ 29، منظومات دفاع جوية وصواريخ مضادة للدبابات.

وفي الاسبوع الماضي قرر الكونغرس تعليق قسم من المساعدات الامريكية لمصر، التي تبلغ 1.5 مليار دولار. وضمن امور اخرى تقرر وقف توريد طائرات اف 16، مروحيات اباتشي، منظومات دفاع جوي وصواريخ مضادة للدبابات.

وفي اطار صفقة السلاح المخطط لها، تصل طواقم من وزارة الدفاع ووزارة الخارجية الروسيتين الى القاهرة هذا الاسبوع للبحث في تفاصيلها. وقد أكد نبيل فهمي وزير الخارجية المصري في مقابلة مع التلفزيون الروسي الذي يبث باللغة العربية بان صفقة عسكرية تتبلور بين القاهرة وموسكو.

وكان وزير الخارجية لافروف وصل يوم الاربعاء في زيارة تاريخية الى القاهرة. ورمزت الزيارة الى استئناف العلاقات بين الدولتين والتي كانت توقفت في العام 1979، مع التوقيع على اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر والتحالف الامني للقاهرة مع واشنطن.

وقبل وصول الوفد الروسي المحترم، حاول وزير الخارجية الامريكي جون كيري، في أول زيارة له منذ الانقلاب السلطوي، رأب الصدع بين الدولتين. على أن كيري واصل ‘خطاب الاسياد’ الامريكي، حين طالب بوقف العنف في مصر واجراء انتخابات ديمقراطية.

اما لافروف بالمقابل فقد حرص على قول الكلمات الصحيحة التي ارادوا في القاهرة سماعها: ‘نحن نؤيد خريطة الطريق المصرية ونحترم الحكم الحالي. نحن لا نعتزم التدخل في الشؤون الداخلية لدولة اخرى’.

وخلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره المصري، واصل وزير الخارجية الروسي خط المصالحة والعناق، الذي يتعارض والمحاولات الامريكية تقرير مستقبل مصر في ظل الامساك باموال المساعدة كضمانة ‘روسيا مستعدة لمساعدة مصر في كل المجالات من أجل استعادتها لقوتها. مصر بالنسبة لنا هي شريك مركزي في الشرق الاوسط. لدينا علاقات عميقة معها ونحن نعتزم تعميقها’.

وفي الطريق لتعزيز مصر، التي تعاني من مشاكل اقتصادية جسيمة، تمر عبر السياحة، التي في سنوات الثورة صفيت تماما تقريبا بسبب عدم الاستقرار السلطوي والامني أكد لافروف ‘اتفقنا على تسريع وتيرة السياحة الروسية الى مصر. نحن نريد لمصر ان تجدد سياحتها وتطورها. سنقنع دولا اخرى على مساعدة مصر لاعادة بناء السياحة’.

 

ارتفاع في التصنيف الائتماني

وكان فهمي قد أعلن بان في اعقاب الازمة في الولايات المتحدة أن ثمة حاجة الى تنويع مصادر التوريد. وزار مؤخرا ممثلون مصريون كبار اوروبا والخليج لاثارة اهتمام مستثمرين في سوقهم المتجددة. فقد سافر الرئيس المؤقت منصور مثلا الى الكويت، الامارات العربية المتحدة والسعودية لاستئناف العلاقات التجارية. ‘

ولاول مرة منذ سقوط نظام حسني مبارك، رفعت وكالة التصنيف الائتماني ‘ستاندرد آند فورس′ التصنيف الائتماني لمصر. وفي البورصة المصرية ايضا حالة نمو ملحوظة. ففي معظم المؤشرات الاقتصادية توجد ارتفاعات. ويقدر المحللون بان الصعود سيرتفع، وذلك ايضا بسبب رزمة المساعدة من اتحاد الامارات.

قرار الولايات المتحدة تجميد قسم من اموال المساعدة، واشتراطها باصلاحات ديمقراطية لم يغضب مصر وحدها. فالسعودية أيضاً تعيش ازمة ثقة مع واشنطن بسبب اليد الرقيقة تجاه المشروع النووي الايراني الذي يشكل تهديدا عليها. وقد أعلنت عن نيتها اسناد كل دولار ينقص من اموال المساعدة الامريكية لمصر. ووعدت دول الخليج بمبالغ مالية كمساعدات بحيث تكون الجزرة الامريكية لحث الديمقراطية في مصر ليست لذيذة ولامغرية.’