ماذا وراء ارتفاع مستوى العنف الفلسطيني؟

بقلم: عمير ربابورت
عملية الطعن في مفترق آدم، أول من أمس، بعد يوم فقط من محاولة تنفيذ العملية في الباص في "بات يام"، وفي ختام شهرين من عشرات القتلى والجرحى، ليس فيها ما يشهد على اندلاع انتفاضة ثالثة.
ما يزال ثمة فارق مهم بين أحداث الاسابيع الاخيرة وبين ايلول 2000، الذي اندلعت فيه الانتفاضة الثانية: قبل أكثر من 13 سنة، تحكم في السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، الذي أشعل الانتفاضة انطلاقا من الايمان بطريق الكفاح الفلسطيني. وكلّفت الانتفاضة الثانية الطرف الفلسطيني غالياً (والطرف الاسرائيلي أيضا)، وانتهت بفشل ذريع من ناحية الجمهور في "المناطق" وفي غزة، والألم ما يزال لاذعا. فحسب تقديرات الجيش الاسرائيلي والمخابرات اليوم فان الجمهور الفلسطيني وكذا قيادة السلطة غير معنيين بانتفاضة ثالثة. وفضلا عن ذلك، فان التنسيق الاستخباري بين قوات الأمن الاسرائيلية والفلسطينية يتواصل في الآونة الاخيرة ايضا وكأنه لا يوجد "ارهاب".
ولكن إذا لم يكن أحد معنيا حقاً بانتفاضة ثالثة، فلماذا يرتفع مستوى العنف؟ السبب الاول هو الرسالة المزدوجة من جانب السلطة الفلسطينية، والتي بموجبها، وإن كانت العمليات الارهابية القاسية لا تتطابق والمصلحة الفلسطينية، إلا أن "الاحتجاج الشعبي"، الذي يترافق ورشق الحجارة والقاء الزجاجات الحارقة بين الحين والآخر – يتطابق بالتأكيد. فالعمليات وأحداث اطلاق النار في المناطق تخلق مسيرة تصعيد ستواصل الاحتدام. ويسود في "المناطق" منذ زمن بعيد جو يشجع المزيد فالمزيد من الأفراد والمجموعات المحلية والعفوية لأخذ المبادرة والتخطيط للعمليات.
فضلا عن ذلك، فان المفاوضات السياسية، التي حسب كل التقديرات لا تؤدي الى أي اتفاق، تُهيج الجو وتشجع عناصر في الميدان على تنفيذ العمليات – سواء انطلاقا من الاحباط من عدم جدوى المحادثات أم في محاولة لإحباط الاحتمال المتدني أصلا لتسوية ما.
لشدة المفارقة، فانه رغم موجة "الارهاب"، ستنفذ اسرائيل الاسبوع القادم النبضة الثالثة (من أصل اربع) لتحرير سجناء فلسطينيين في اطار الاتفاق الذي أدى الى استئناف المفاوضات السياسية. وأول من أمس ايضا لم يتم النظر في امكانيماذا وراء ارتفاع مستوى العنف الفلسطيني؟