المتسللون الأفارقة واسرائيل

بقلم: ايلي حزان
في الاسبوع القادم ستكون قد مرت سنتان بالضبط على قرار المحكمة العليا على اجازة قانون الجنسية ودخول اسرائيل، وكان ذلك القانون يرمي الى ضمان طابع دولة اسرائيل اليهودي والديمقراطي، وكان النضال لسنّه واجازة المحكمة العليا له حدثا آخر واجهت في اطاره الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط اولئك الذين جاءوا ليزعزعوا الأسس الأساسية التي قامت عليها دولة لليهود بعد آلاف سنوات الاضطهاد.
إن مظاهرات عشرات آلاف المتسللين الذين انتقلوا من مركز تل ابيب الى مقابل مفوضيات اجنبية في المدينة هي حادثة اخرى كهذه. وليس من المفاجيء أن يحصل اولئك المتسللون على دعم من مفوضية الامم المتحدة للاجئين التي تنتقد اسرائيل انتقادا شديدا. وسيكون من الخير أن يعرض ممثلون اسرائيليون على تلك المفوضية أن تستوعب اولئك المتسللين.
يبدو أن انتقاد اسرائيل هنا ايضا مصبوغ بازدواج معايير صارخ الى السماء. فالمقارنة بما يجري في دول غربية اخرى لا يدع مكانا للشك في هذا الشأن: فلم يكن في أية دولة غربية اخرى تنظيم للمتسللين بهذا القدر العظيم الذي أفضى الى هذه المظاهرات وذلك لأنه في حين لا يوجد في هذه الدول يد موجهة توجههم الى كيفية سلوكهم، توجد في اسرائيل منظمات رفعت راية ضعضعة طابع اسرائيل التقليدي وهي تبذل جهدا ملحوظا في هذا الاتجاه ايضا، فمن المناسب الكشف عنها.
ليس من الصعب أن نتوقع كيف تسلك الدول الغربية في حالات من هذا النوع في مواجهة تنظيمات كهذه. إن تلك الدول التي يأتي منها انتقاد اسرائيل تشدد على المتسللين ويشمل ذلك التشديد تغيير سن القوانين بل يشمل طرد المتسللين الى اماكن اخرى.
فعلى سبيل المثال أعلن رئيس حكومة استراليا كواين راد، في تموز 2013 أنه لن يوافق بعد ذلك التاريخ على استيعاب متسللين يصلون بقوارب الى اليابسة، وأنهم سيُجلون الى الجزيرة المجاورة غينيا الجديدة. وفي اوروبا صورة الطرد أوضح كثيرا: فمنذ منتصف العقد الاول من الألفية الثالثة طُرد مئات آلاف المتسللين ولا تقف هذه السياسة لحظة واحدة. وما هي حال ما يجري في الولايات المتحدة؟ برغم أن الرئيس براك اوباما طلب منح 11 مليون متسلل الجنسية، طردت سلطات الهجرة الامريكية منذ كان انتخابه مليونا ونصف مليون مهاجر. والاعداد في اسرائيل بعيدة عن ذلك سنوات ضوئية لكنها تُعرض على أنها آثمة. كما تُعرض بالضبط بصورة آثمة في السياق الفلسطيني برغم أن الواقع مغاير تماما. فالنهج هو نفس النهج.
والى ذلك لا يعلم ممثلو مفوضية الامم المتحدة للاجئين ومنظمات اخرى ينتقدون اسرائيل لسياستها المتعلقة بالمتسللين، ولا يعرفون معاناة سكان جنوب تل ابيب، وهم لم يعبروا قط عن اهتمام بذلك ولهذا فان انتقادهم مرفوض. وفي مقابل ذلك سيضطر المتسللون الى أن يفهموا أن المظاهرات والاضرابات التي يستعملونها الآن بدعم من منظمات دولية تريد الاستمرار في إساءة سمعة اسرائيل بكل ثمن، لا أمل منها. فبخلاف حكومات الماضي التي التزمت بسياسة مستكينة في مواجهة هذا التحدي، أصبح انشاء الجدار في الجنوب في الماضي واقامة منشأة رمال في الحاضر ينشئان سياسة واضحة تمنح اولئك الذين يعانون من هذه الظاهرة، أملا.
هذه ساعة امتحان لدولة اسرائيل وحكومة اسرائيل، ومن الخير لمستقبلنا ألا نستسلم.
اسرائيل اليوم