الـخـازوق الـذي يـعـدّونـه لـيـعـلـون ..

بقلم: اسرائيل هرئيل

في الأسبوع الذي أغرقت فيه فيضانات ضخمة من الكذب والتملق والنفاق، العقول، قام شخص واحد تجرأ على أن يسبح بعكس التيار ويقول الحقيقة. أغضب ذلك الاسرائيليين الذين يصابون بالذعر في كل مرة يتجرأ فيها شخص ما على انتقاد الولايات المتحدة علناً أكثر مما أغضب الأميركيين.

لو كان الحفاظ على علاقات اسرائيل بالولايات المتحدة في مقدمة اهتمامات زملاء موشيه يعلون في الحكومة وأحزاب المعارضة البهلوانية لبادروا كما يقتضي الامر في ساعة حريق الى اطفاء النار. بدل ذلك انضم افيغدور ليبرمان وتسيبي لفني الى اعلان محرض منافق والى معارضة ليست لديها مسؤولية، وزاد هؤلاء في صب الزيت على الموقد مع سائر المرعوبين المتظاهرين.

من المؤسف أن يعلون هفا بكلام شخصي فظ. لكن كل اسرائيلي يستطيع أن يُفرق بين الغث والسمين يتبين له أن الجزء الموضوعي من انتقاد وزير الدفاع يقوم على أسس صلبة.
ليس يعلون من المؤمنين بـ "ارض اسرائيل الكاملة"، فهو بعيد عن ذلك. وقد كتب في كتابه "طريق طويل قصير" بصورة صريحة يقول إنه أيد عندما كان يلبس البزة العسكرية ايضا، مسيرة اوسلو، الى أن عرف حينما كان رئيس "أمان" من هو ياسر عرفات وما هي نيته الحقيقية ومبلغ الكلفة الدموية التي ندفعها عوض رفض القادة الاعتراف بالحقيقة.
وقد نشر أكثر من مرة بصورة لم تكن مقصودة في الحقيقة أن يعلون يؤيد التنازل عن هضبة الجولان عوض سلام مع سورية. وهو الآن برغم أنه لا يؤمن بأن الفلسطينيين يريدون السلام حقا، ويؤيد مخطط الدولتين والحفاظ على الكتل الاستيطانية. فهذا أمر مُجمع عليه في اسرائيل.
اذا كان الامر كذلك فلماذا قامت الدنيا ولم تقعد؟ هل بسبب قوله إن الالكترونيات لا يمكنها أن تحل محل قوات حقيقية في غور الاردن؟ أولا يعلم اسحق هرتسوغ وعميرام متسناع، الذي كان في الماضي قائد منطقة الوسطى وهو اليوم في الائتلاف الحكومي، ألا يعلمان أنه في اليوم الذي ينسحب فيه الجيش الاسرائيلي من الغور سيسير آلاف "المخربين" ونشطاء القوات الاسلامية المتطرفة الى نابلس ورام الله (ماذا سيوقفهم، المجسات أم الطائرات الصغيرة بلا طيارين) ويسيطرون من هناك على مراكز الحياة في اسرائيل؟ أولا يدركان أن عزيزهما (يعلون: "أبو مازن يحيا ويوجد على سيوفنا. وهو مقضي عليه في اللحظة التي نترك فيها يهودا والسامرة") سيضطر الى أن يجد ملاذا لنفسه؟.
لا شيء من كل ذلك جديد عند من يهاجمون يعلون، لكنه أصبح قذى في عيونهم بسبب ذلك خصوصا. فهم بخلافه لا يتجرأون على النظر الى الواقع في صدق وشجاعة. وخطيئته أنه يمكن التمسك بآراء سياسية معتدلة لكن لا يجوز التورط في أوهام وأن الواجب في الأساس قول الحقيقة والعمل بحسبها – إن هذه الخطيئة خطيئة لا تغتفر. ولن يغفروا له أنه بخلافهم، وهو جزء أصيل منهم، "لن يركع ولن يسجد".
سيحاول الاميركيون، وقد بدأت قطرات المحاولة، أن يبعدوا عن طريقهم هذه الجوزة القاسية كما طلبوا قبل عشر سنوات رأس عاموس يارون وحصلوا عليه. وستستعمل فرقة الانشاد التي تترنم دائما بلحن المصالح الاميركية، كامل تأثيرها (الكبير جدا) كي تلبي مطالب الغريب القاهر.
وقد يرفع بنيامين نتنياهو، المشهور بثباته أمام الضغوط ولا سيما الضغوط الاميركية، يعلون (وهذا أمر قد يحل له شيئا من مشكلاته الحزبية) فوق مذبح المالك الاميركي ولا يجوز التمكين من ذلك على أي حال من الاحوال.

 

حرره: 
م.م