‘ميكرونيزيا’ ليست وحدها مع شرعيتنا

بقلم: موشيه آرنس

‘إعتاد اولئك الذين أرادوا أن يؤكدوا عزلة اسرائيل في الساحة الدولية، مدة سنين كثيرة أن يذكروا في تهكم حقيقة أن الدولتين الوحيدتين اللتين تقفان الى جانب اسرائيل في ما لا يحصى من الاقتراعات المعادية لاسرائيل في الجمعية العمومية للامم المتحدة هما الولايات المتحدة وميكرونيزيا وهي دولة نائية في غرب المحيط الهاديء، تصوت على الدوام مع الولايات المتحدة في الامم المتحدة. فقد كانت الولايات المتحدة وميكرونيزيا كما كان يبدو آنذاك صديقتي اسرائيل الوحيدتين في العالم. لكن في 2006 مع انتخاب ستيفن هاربر لرئاسة الحكومة الكندية انضمت كندا الى قائمة صديقات اسرائيل الحقيقيات.
لم تكن الحال كذلك دائما. فقد استعملت كندا سنوات كثيرة لغة باردة في علاقاتها باسبقلم: موشيه آرنسرائيل. في 1990 حينما عملت وزيرا للخارجية، ذكرت أن كندا التي تتقاسم مع اسرائيل والولايات المتحدة القيم والمباديء نفسها، تحافظ على بُعد ملحوظ في علاقاتها باسرائيل بخلاف الولايات المتحدة، وأثار ذلك الكلام عاصفة صغيرة في كندا لكنه لم يُحدث أي تغيير في العلاقات، لكن هاربر غير ذلك.
ليس من المفاجيء أن الولايات المتحدة، زعيمة العالم الحر، التي تقوم سياستها الخارجية على مثل الحرية والديمقراطية، قد أصبحت على مر السنين صديقة قريبة وحليفة لاسرائيل. لكن الشيء العجيب هو أن دولا ديمقراطية اخرى تقوم على القيم والمباديء نفسها لم تسر في آثارها. فقد امتنعت بريطانيا عن التصويت في الامم المتحدة على خطة التقسيم في تشرين الثاني 1947، وأيدت جيش الاردن الذي احتل يهودا والسامرة في حرب الاستقلال، واعترفت بضم الاردن لهما.
ويُتذكر ايضا الحظر الذي استخدمته فرنسا برئاسة ديغول على تصدير سلاح الى اسرائيل عشية حرب الايام الستة حينما كان سلاح الجو الاسرائيلي متعلقا تماما بالمعدات الفرنسية. وقد اعتادت دول غرب اوروبا الديمقراطية، بخلاف الولايات المتحدة، أن تتخلى احيانا عن مبادئها وعن قيمها حينما تتجه الى إقرار سياستها الخارجية. ولم يكن الدفاع عن اسرائيل دائما في رأس سلم اهتماماتها.
ربما كان يحسن أن تستمع بانصات الى كلام هاربر الذي قال إن: ‘اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي يخضع مجرد وجودها لهجوم، وهي مستهدفة دائما للتنديد المعلن بها، ولهذا علينا واجب اخلاقي أن نلتزم بموقف… سأدافع عن اسرائيل مهما يكن الثمن. يجب علينا جميعا واجبا اخلاقيا أن نندد بظواهر النسبة الى الشيطنة وسلب الشرعية والنفاق’ هكذا وصف رئيس حكومة كندا موجة الهجمات التي تتعرض لها اسرائيل. وقد نعتها ايضا بأنها ‘شعاع حرية وديمقراطية في منطقة غارقة في الظلام’.
‘إن زيارة هاربر لاسرائيل بشرى خير ولا سيما لاولئك الذين يرتجفون خوفا من أن ينجح عدد من البيروقراطيين في الاتحاد الاوروبي في بروكسل في جهودهم لسلب اسرائيل شرعيتها اذا لم تنسحب الى خطوط وقف اطلاق النار في 1949، وهم لا يدركون أن كثيرين منهم ولا سيما رافعي علم حملة ‘المقاطعة والامتناع عن الاستثمارات’ يسعون الى القضاء على دولة اسرائيل لا الى انسحابها فقط من يهودا والسامرة. وإن دعوة اولئك الاسرائيليين الى الانسحاب الى هذه الخطوط أو الى قبول اتفاق الاطار الذي يعرضه وزير الخارجية الامريكي كيري والذي يقوم على حدود 1967، تنبع في واقع الامر من اهتمام بشرعية الدولة.
‘يجب ألا يقلقوا. فدولة اسرائيل ذات شرعية خالصة أكثر من أكثر دول المنطقة ودول كثيرة في العالم. ولا توجد أية حاجة الى أن تعرض اسرائيل أمنها للخطر بموافقتها على حدود لا يمكن حمايتها وبأن تعرض مراكزها السكنية لهجمات صواريخ من الشرق آملة أملا باطلا أن تحظى بختم ‘الشرعية’ من تلك التي ليست صديقاتها. لكن صديقات اسرائيل الحقيقيات سيقفن معها في كل حال.