العرب منقسمون حوله .. صفحات على الفيسبوك تحارب الفلنتاين

دبي: لم تتشح كل صفحات فيس بوك بالقلوب والورود لتبادل التهاني بعيد الحب، إذ أنشئت صفحات مضادة تقول: "أنا ما بحب عيد الحب" بصور وتعليقات ومقاطع فيديو تحارب الفالنتاين، لأسباب عقائدية أو سياسية أو شخصية أو اجتماعية.
وككل عام يتجدد الجدل حول شرعية الاحتفال بمثل هذه الأعياد، فتحولت صفحات فيس بوك إلى ساحة سجال إلكتروني بين رافض ومؤيد للاحتفال بالمناسبة، من خلال تعليقات وصور وروابط لمقاطع فيديو للتعبير عن مواقفهم المتعارضة حسب ما نقله موقع 24 الإماراتي.
عيد وثني
واعتبر البعض أنها ظاهرة دخيلة على المجتمعات العربية هدفها الأساسي تجاري لخلق أسباب ودوافع لشراء الهدايا، أكثر مما هو مناسبة للتعبير عن الحب.

وقال أحد مستخدمي فيس بوك: "الحب مشاعر طاهرة دنسها الفالنتاين، فهو عيد وثني وتقليد لطقوس وافدة وممارسات دخيلة على مجتمعاتنا العربية". كما علق مستخدم آخر يدعى أبو أحمد بالقول:"الحب يجب أن يكون حاضراً بين الجميع على مدار السنة، لا أن يخصص له يوم واحد من العام، فالتعبير عن الحب ليس بحاجة إلى هدية أو مناسبة".
ولم تخل بعض التعليقات من الطرافة وروح الدعابة بين الفتيات اللواتي وصفن الرجال الرافضين لعيد الحب بـ "البخلاء"، إذ علقت فتاة بالقول: "كم من شب اتهاوش مع صديقتو قبل الفالنتاين، مشان ما يجيبلها هدية".

في حين استنكر آخرون الاحتفال بهذا العيد في الوقت الذي تمر فيها الأمة بالعديد من الأزمات والحروب التي تخلف العديد من الضحايا بشكل يومي، وفي هذا السياق قال أحد المعلقين على الموضوع: "ما أسخف من يبحث عن القلوب والدمى و الهدايا الحمراء في يوم عيد الحـب والأمة كلهــا غارقـة في لونه".

وحضرت الأحداث الدامية في سوريا بقوة في التعليقات، إذ قال أحد المعلقين في حسابه على فيس بوك: "هل نسيت الشعوب العربية الموت والجوع والدمار في سوريا، وانشغلت بالتحضير لعيد ابتدعه أعداؤنا لإلهاء شبابنا وتسخيف أحلامهم".
وعلق آخر بالقول: " خذوا دماءنا ولونوا بها أعيادكم، السوريون حولوا أيام السنة إلى أعياد حب يتشاطرون فيها القهر والجوع والموت كل دقيقة"، في حين طلب أحدهم تذكرة سفر تخرجه من بلاد الحرب إلى مكان آمن، لتكون حسب ما وصفها "أعظم هدية في عيد الحب".
الفالنتاين السوري
في المقابل، أنشأ عدد من الشباب السوريين صفحة أطلقوا عليها اسم "هدايا الفالنتاين"، متمنين أن تكون هدية الحب هي أن يعم الأمن والسلام في سوريا وأن يعود الحب بين سكان البلاد التي أدمتها الحرب الطائفية.
كتب الشاعر لقمان ديركي بنظرة سوداوية عن الحب" بمناسبة عيد الحب أهديكِ الفراق"، بينما عبر الصحافي محمود مكاوي عن أمله بقوله: "أملأ قلبك بالحب لتنجو، فالحقد والكراهية يؤديان إلى الهلاك الحتمي".

سخرية المصريين
أما في مصر، فتحول الفالنتاين على فيس بوك إلى ساحة للسخرية، ما بين عازب لا يجد حبيب وما بين زوجة منهمكة في تربية الأبناء، وما بين زوج أنفق كل مرتبه في نصف الشهر، فجاءت التعليقات التي تسخر من عيد الحب والعشاق بلغة طريفة كما هو معروف عن الروح الفكاهية التي يتميز بها الشعب المصري.

ومن أبرز التعليقات التي تناقلها العزاب المصريون على فيس بوك: "أنا بحالة جفاف عاطفي، لو أي بت في الشارع تقول لي (ازيك) حقولها (بحبك)"، إضافة إلى المئات من الرسوم الكاريكاتورية التي تعبر عن رفض عيد الحب لضيق الحال أو الانهماك بضغوطات الحياة.
وأنهكت التفجيرات المتلاحقة في لبنان عواطف اللبنانيين، فكان التعليق الأكثر تداولاً عبر فيس بوك: "بمناسبة عيد الحب، نتقدم بأحر التهاني من الشعب اللبناني الكريم الودود المحب لبعضه البعض لدرجة العشق، والتنتيف والتهبيش حتى تمكن من أن يكون الشعب الأتعس على وجه الأرض".
