الفلسطينيون يرفضون الإعتراف بإسرائيل

رؤوبين باركو
جئت في نهاية الاسبوع لغير مصلحتي الى مرآب في واد الجوز في القدس وفي اثناء عمل المصلحين هناك غرقت في حديث مع المحليين وانتقل أحد المتحدثين وهو نشيط في فتح سريعا الى شعب سياسية حينما تناول الحديث سريعا جدا عن تسويغ معارضة الفلسطينيين للاعتراف بأن اسرائيل دولة يهودية.

زعم النشيط أنه بسبب أن اليهود انفسهم لا يعرفون كيف يُعرفون ‘من هو اليهودي’، فلماذا يعترف الفلسطينيون بهم. وقال إن الاعتراف بأن اسرائيل دولة يهودية هو في الحقيقة تخلي عن فلسطين كلها وإضرار بعدد من مواطني اسرائيل ‘الفلسطينيين’. ورفض دعوى أن الجدل اليهودي الداخلي ليس من شأنهم ورفض مطلب التبادل، أي أن يعترف بنا الفلسطينيون كما نعترف بالشعب الفلسطيني. وأصيب هذا الرجل بالخرس حينما ذكرت له أن أبو مازن ‘القلق’ رفض اقتراح ليبرمان استيعاب عرب المثلث مع اراضيهم، وأن هؤلاء الآخِرين يرفضون الحكم الفلسطيني. وكان متحدث آخر وهو اسلامي متجهم أقل تهذيبا فقال: ‘ليس اليهود شعبا بل هم مجموعة محتالين اغتصبوا فلسطين. وقد أحسن النبي محمد ‘علاجهم’ فقتلهم في خيبر وهكذا سيكون مصيركم فيفلسطين ايضا’. وزعم وعيناه تبرقان غضبا أنه ‘ليس لليهود في واقع الامر أي حق في فلسطين، وأنه اذا كانت لكم دولة ذات مرة فقد كانت في سيناء. واسرائيل دولة عنصرية مصيرها الخراب’.

وأجاب عن سؤالي لماذا يعادي اسرائيل بهذا القدر لأنه حتى ضحايا اعمال القتل في الدول العربية يشيرون الينا بأننا مثال للاخلاق أجاب: لولا أن الفلسطينيين يوحدونكم لذبح بعضكم بعضا، بيقين. فقاطعه ‘الفتحاوي’ وقال بصورة قاطعة: ‘كان اليهود يذبح بعضهم بعضا بالكلمات لا بالسكاكين’، وأنهى حديثة باللاءات الثلاث وهي: لا للاعتراف باسرائيل يهودية، ولن يكون سلام دون القدس عاصمة لفلسطين، ولن يكون سلام دون عودة اللاجئين.

وفي جدل مشابه شاركت فيه في شبكة التلفاز الفرنسية في الاسبوع الماضي، نجح دمتري دلياني، الذي حاول أن يبرهن على سبق الفلسطينيين لليهود في هذه البلاد، نجح في أن يصبح في غضون أقل من ثلاث دقائق إبنا لليبوسيين والكنعانيين والفلسطينيين معا. وحينما بُين لدمتري وهو عضو مسيحي في اللجنة المركزية من فتح أن الشعب اليهودي القديم يطلب الاعتراف من الشعب الفلسطيني لانهاء الصراع فقط، استشاط غضبا وعرف اسرائيل بأنها غوغاء وخليط كثير تجمع في فلسطين بلا حق.

ورفض مسؤول فتح الكبير المتحمس حقيقة أن القرار 181 الذي صدر عن الامم المتحدة قضى بانشاء دولة يهودية وعربية (لا فلسطينية) في البلاد لكن العرب رفضوا ذلك. وتجاهل دعوى أن مجرد الغضب الفلسطيني من ‘تهويد’ القدس يتضمن اعترافا بيهودية اسرائيل. وأظهر دمتري عدم مبالاة بآيات القرآن التي أورثت اليهود القدس وهذه البلاد، في حين لا يُذكر الفلسطينيون فيه ألبتة، ورفض في عدم اكتراث حقيقة أن عرفات صُور وهو يعترف باسرائيل دولة يهودية. وحينما قذفته بقولي إن يسوع كان يعمل في هيكل اليهود في جبل الهيكل سكت ولم يُجب.

ولخص مثقف فلسطيني في الجوار في تحليل الاصوات التي علت في الميدان بقوله إن الفلسطينيين يعترفون بأن اسرائيل ‘حقيقة قائمة’ لانهم لا يستطيعون القضاء عليها لكنهم لن يعترفوا أبدا بحقها في الوجود. وقد شعر الشعب الفلسطيني بمس بكرامته وبخيبة رجاء عظيمة جعلا الفلسطينيين يخرجون عن طورهم. فالفلسطينيون يريدون تدمير اسرائيل اكثر مما يريدون دولة لانفسهم.

اسرائيل اليوم

حرره: 
ز.م