أبو مازن هو المشكلة لا الحل

يجب أن يخدم نتنياهو الحلم الصهيوني لا انشاء دولة فلسطينية في قلب البلاد
بقلم: رون برايمن
لم يتم التعبير عن أبرز انجاز لعملية «الجرف الصامد» تعبيرا كافيا في تحديد الاهداف، وهو اضعاف حماس دون اسقاطها. إن هذا الانجاز اذا صين الصيانة الملائمة يمكن أن يستعمل لحماية اسرائيل من اخفاق تهددها علاماته وهو تجديد «مسيرة السلام» بناءً على الشرط الخاطيء وكأن شرط السلام هو انشاء دولة عدو في قلب البلاد. وقد رأى من عينه في رأسه هذا الخطر منذ انبثاق «السلام» في 1993. ويحسن أن ينظر من لم يصحُ بعد في معاني «الربيع العربي» الشتائي. ومن فعل ذلك أدرك أن محمود عباس، مثل اخوته في حماس، هو المشكلة لا حلها.
يمكن أن نجد في خطبة تشهيره المتطرفة في الجمعية العمومية في نهاية الاسبوع نصف كأس ملآن: فأبو مازن أحسن الى اسرائيل حينما بين حتى لتجار الأوهام عندنا وفي العالم الواسع، عن وجهه الحقيقي، وعن كونه عدوا لدود وعن حقيقة أنه لا يغاير شركاءه من حماس، فغايتهم واحدة بل إن اسلوبهم لا يختلف كثيرا.
وهؤلاء واولئك هم محور الشر ولذلك لا يجوز لاسرائيل أن تدفع قدما بخطط انتحارية تحت غطاء الاستمرار على «مسيرة السلام».
ما زال تأييد الجمهور لرئيس الوزراء نتنياهو برغم شيء من الضعف، لا يزال واسعا وتثبت استطلاعات الرأي أن الناخبين لا يلاحظون مرشحا مناسبا بديلا عنه. ويبرز تفوق نتنياهو بازاء كل الساعين الى الحلول محله حتى بعد الانخفاض في استطلاعات الرأي. وقد مكنت عملية الجرف الصامد نتنياهو من نوعين من الأفق السياسي. ومن الصحيح والمناسب في رأيي أن يُبين نتنياهو فورا أن الواجب عليه باعتباره رئيس وزراء دولة اليهود أن يهتم بأفق سياسي لليهود لا لأعدائهم.
وفي مقابل ذلك، ليس من الصحيح ولا المناسب أن يصبح الضحايا الاسرائيليون الـ 72 طبقا فضيا لأفق سياسي مرفوض هو تمليك محمود عباس مقاليد غزة وتقويته في يهودا والسامرة متكلا على حراب الجيش الاسرائيلي، فالجيش الاسرائيلي لم يُعد لذلك. ومن الواضح أنه لا يحل لنتنياهو أن يعود الى دفع رشوة دم الى العدو من رام الله، أعني اطلاق سراح المخربين الذي وُعِد به عباس وتجميد البناء اليهودي والتجند لاعمار غزة. واذا أغرته لا سمح الله نصائح اليسار المغامرة بأن يتخلى عن انجازات العملية ويسلمها الى العدو من رام الله فقد يخسر تأييده في اليمين لأن وزراء الليكود سيرفضون دعمه علنا اذا بدا بمظهر المتهم بالدفع بمسيرة الحماقة الكبيرة، واذا استمر رئيسا البيت اليهودي واسرائيل بيتنا على قذفه لأنه لم يسقط حماس. اذا تبين أن الأفق السياسي الذي تحدث عنه نتنياهو يعني كما يفسره رجال اليسار وأكثر وسائل الاعلام – فلن يعاود اليمين الخائب الأمل حبه وقد يدفع عن ذلك ثمنا سياسيا باهظا، لكن اذا كان يريد أن يحسن وضع الدولة فعليه أن يصب مضمونا في وعوده بـ «أفق سياسي» وأن يدفع قدما بمصالح اسرائيل، ويجب عليه قبل كل شيء في رأيي أن يرفض الصلة في ظاهر الامر بين السلام والدولة الفلسطينية في حين أن هذين هما الشيء ونقيضه.
يجب أن يكون التفضيل الاعلى للرؤيا الصهيونية لا للسلام، ويجب أن يكون أهم ما يشغل الحكومة هو جمع الشعب اليهودي في وطنه الذي سيزيد في احتمال السلام الحقيقي.
إسرائيل اليوم