ليبرمان بين الفئوي والإسرائيلي

باروخ ليشم

في انتخابات 1999 تنافس افيغدور ليبرمان لاول مرة في الانتخابات للكنيست. منذ هاجر إلى البلاد في عمر عشرين اراد ان يعرف نفسه كاسرائيلي منذ بداية طريقه السياسي. اما نتان شيرانسكي فتعاطى مع حزبه «اسرائيل بعليا» كممثل عن مهاجري الاتحاد السوفييتي فقط. ليبرمان هاجمه في البث الدعائي وقال: «شيرانسكي يخلق نزاعا بين المهاجرين سليلي رابطة الشعوب وبين الاسرائيليين سليلي الطوائف الشرقية. «اسرائيل بيتنا» هي حركة وطنية تتبنى وحدة الشعب».
ومنذئذ حاول ليبرمان ان يموضع نفسه كزعيم وطني، يدفع إلى الامام مواضيع تتعلق بعموم سكان اسرائيل. وقد فهم بان للاحزاب الفئوية يوجد تاريخ استنفاد. والدليل هو أن «اسرائيل بعليا» اختفى بعد 10 سنوات من النشاط واندمج في الليكود. امكانية اخرى هي ان يكون ليبرمان خطط منذئذ طريقه لرئاسة الوزراء. ولهذا الغرض كان ملزما بان يثبت بانه سيساهم لكل الاسرائيليين الذين سينتخبونه.
مهما يكن من أمر، ففي قضية التحقيقات الاخيرة لكبار المسؤولين في اسرائيل بيتنا عاد ليكون حزبا فئويا. فقد وصف ليبرمان التحقيق كسياسي وقال: «حلمت ان كل اولئك المحققين الذين حققوا في «قضية السفير» التقوا وتحدثوا بهذه الكلمات: «نحن ملزمون بان نوقف هذا الروسي، الذي لا سمح الله سيكون رئيس وزراء. سنفعل كل شيء كي نوقفه». احلامي هي بشكل عام دقيقة جدا».
هذا رد فعل الاحزاب الجديدة المقصاة والمنبوذة من النخب القانونية والاعلامية. هكذا أيضا تصرف شاس في انتخابات 1999، في الحملة التي هاجم فيها الشرطة والمحكمة في أعقاب ادانة آريه درعي («هو بريء»). من يتخذ هذه الطريقة لا يرى نفسه كمن ينتمي للتيار المركزي في المجتمع الاسرائيلي، بل للهوامش المضطهدة.
وسرعان ما فهم ليبرمان خطأه. فكمن أعلن عن نفسه كمرشح على رأسه «حركة وطنية» يجدر به أن يطلق نصوصا رسمية. وقد عدل نفسه قال: «يوجد قضاة في القدس، ومن حق وواجب الشرطة أن تحقق في كل اشتباه دون اعتبارات غريبة. اذا كان احد ما قد كبا فيتعين عليه أن يدفع كامل الثمن». ورغم ذلك واصل مهاجمة المستشار القانوني للحكومة والشرطة، والمح ان توقيت التحقيق سياسي وموجه ضد حزبه.
«اسرائيل بيتنا» يهبط في الاستطلاعات في أعقاب تحقيق الشرطة، ولكن من السابق لاوانه تأبين ليبرمان. فهو يمثل مجموعة هامة في المجتمع الاسرائيلي، انخرطت جيدا في الاقتصاد وفي الاكاديمية وابناؤها يخدمون في الجيش الاسرائيلي. صحيح أنه يوجد نواب من اصل الاتحاد السوفييتي ممن جاءوا اليه من احزب اخرى، ولكن حقيقة أن اسرائيل بيتنا حقق حتى اليوم عددا من منزلتين من المقاعد تدل على ضرورته في نظر جمهور المستهدف.
ليبرمان نفسه هو ايضا شخصية مشوقة في الساحة السياسية. له مزايا زعامة تبث قوة، بل وتبعث على الروع. ومع أنه يتماثل مع اليمين الا انه لا تدفعه ايديولوجيا بل براغماتية. وهذا هو الفرق بينه وبين نتنياهو. حتى لو توصل رئيس الوزراء إلى الاستنتاج بان عليه أن يتخذ خطوات لحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، فانه لن يكون قادرا على تنفيذها. ليس لديه القوة الشخصية كي يواجه القوى القومية المتطرفة في اليمين.
ثمة من يدعي بان التغيير في الموقف السياسي لليبرمان نبع من معرفة مسبقة بتحقيق الشرطة. وفي هذه الاثناء لم تعلق به شائبة شخصية في هذه القضية، وحق البراءة يكون ايضا لافكاره. يحتمل ان يكون تبنى فكر ارئيل شارون في أن الزعامة الوطنية تمر عبر الوسط السياسي. هكذا ايضا سيحقق، ربما الشرعية لاسرائيليته.

يديعوت أحرونوت

حرره: 
م . ع
كلمات دلالية: