رئيس وزرائنا اصبح شخصية مكروهة من زعماء أوروبا

عار في باريس
بقلم شمعون شيفر
تعالوا نتفق على أن رئيس الوزراء نتنياهو كان ملزما بالمشاركة في مسيرة الملايين لذكرى المقتولين في العمليات في باريس. اسرائيل، وعن حق، عضو في نادي الدول التي تبنت مبادىء الحرية، المساواة والأخوة. اضافة إلى ذلك، اخذت اسرائيل على نفسها ايضا التزاما اخلاقيا بمصير اليهود في أرجاء العالم، مثلما يمكن الافتراض بان يهود الشتات يهمهم ما يجري عندنا وعند الضائقة سيهرعون لمساعدتنا. ويدور الحديث عن صلة لا تنفصم عراها. وعليه، فعندما قتل نذل ما أربعة من ضحاياه فقط لانهم يهود، ملقى على رئيس الوزراء واجب السير كتفا بكتف مع زعماء العالم، والاشارة بذلك إلى شراكة المصير بين اسرائيل وفرنسا.
حتى هنا كلنا نتفق
من هنا، كنا نتوقع من رئيس الوزراء أن يمثلنا بشرف لا أن يوقع عليها الخجل. لا يوجد كلمة اخرى. خجلت لرؤية الزعيم الاسرائيلي يتدافع نحو الباص أول الزعماء، وبعد ذلك يشق بمرفقه لنفسه مكان في الصف الاول من رؤساء الدول الذين ساروا بصمت بينما كان يلوح بيديه نحو الواقفين على الشرفات على طول الطريق.
ماذا كان سيحصل لو انه قرر السير في الصف الثاني أو الثالث؟ فبعض التواضع، بعض الاعتراف بمشاعر الدولة المضيفة. نتنياهو يعرف بان قصر الاليزيه لم يرغب في أن يأتي خشية ان يستغل، وهذا تبين كأمر مبرر، مكانة الحداد الوطني لفرنسا للدفع إلى الامام بفرصه للبقاء في الحكم في اسرائيل.
لشدة المفارقة، كلما ضغط نتنياهو على حكومة فرنسا – هكذا شدد لديهم الرغبة في الانتقام منه. فقط سارع الفرنسيون لان يجلبوا إلى الحدث ابو مازن، الذي حظي باستقبال موازٍ للاستقبال الذي حظي به نتنياهو. وهكذا، فان الزعيم الفلسطيني، الذي وقف على رأس القيادة المشتركة مع حماس، سار متشابك الاذرع مع رؤساء الدول الهامة في الصف الاول، إلى جانب رئيس وزراء اسرائيل.
ولكن نتنياهو لم يكتفِ باستغلال تهكمي للمصيبة لاغراضه الشخصية. بل استغلها ايضا كي يلقن الاوروبيين بشكل عام والفرنسيين بشكل خاص درسا في ما هو مطلوب منهم الان – مكافحة الإسلام المتطرف. خسارة ان شهادة علاماته في هذه المسائل تقترب من الراسب. يكفي ان نتذكر بانه هو الذي حرر زعيم حماس الشيخ احمد ياسين، حرر أكثر من الف مخرب مقابل جلعاد شاليط، وفي الصيف الماضي حجز دولة باكملها ممن تعلم اطفال الروضات فيها كيف ينحون في اماكن الاختباء عندما يستلقي الراشدون على قارعات الطرق ومن فوقهم تتفجر الصواريخ التي اطلقتها حماس من غزة. في ورديته اختطف وقتل ثلاثة فتيان من مؤسسة تعليمية في غوش عصيون، و»السيد امن» عندنا لم ينجح في منع الفظاعة.
ان سلوك نتنياهو الفظ في المسيرة في باريس يشير إلى ظاهرتين ترتبطان الواحدة بالاخرى. الاولى، رئيس وزرائنا اصبح شخصية مكروهة من زعماء اوروبا. وعلى هذه الخلفية لم يرغب الفرنسيون في أن يكون حاضرا في الحدث؛ والثانية، سلوكه لم يأتِ لتعزيز الشرف الاسرائيلي بل لتسويق نفسه بكل ثمن. على حسابنا ايضا.
ستقولون، ما الذي لديك ضد بيبي. متى ستجد مكانا للثناء عليه ومدحه؟ واليكم الجواب: نتنياهو يقف الان عند اختبار الناخب. ومن حقنا أن نشير إلى مصادر قراراته. على وسائل الاعلام واجب وضع مرآة امام القارىء في الدولة التي تريد ان تكون عضوا في نادي الدول التي تتمتع بالحرية، الاخوة والمساواة.
يديعوت