الجالية الإسلامية في الدانمارك هي من أكثر الجاليات التي تزود داعش بالمقاتلين

الجهاديون وصلوا إلى الشمال
بقلم بوعز بسموت
لم يحزن الجميع هذا الاسبوع في كوبنهاغن على قتل الحارس دان اوزين (37 سنة) في الكنيس المحلي في احدى العمليات الإرهابية التي حدثت في العاصمة الدانماركية في نفس اليوم. الجالية اليهودية لم تحظ بالتضامن الكامل، وكذلك عائلة المخرج الدانماركي الذي قتل قبل ذلك في المركز الثقافي في شمال المدينة.
لكن الخوف جاء في زيارة، كان هذا واضحا من المشهد الجديد الذي غطى الشوارع ـ رجال شرطة يتجولون مع بنادقهم.
هذا لم يردع بتاتا اشخاص من الجالية الإسلامية الذين أجلّوا المخرب. في حي نورفيرو الذي تجولت فيه في اليوم التالي للعملية تعيش الجالية، التي لم يخجل عدد منهم من مباركة العملية البطولية لعمر عبد الحميد الحسين (22 سنة). فقد حزنوا على موت الشاب من الأصل الفلسطيني.
الحسين هو الاسم الجديد في قائمة الإرهاب الإسلامي من انتاج اوروبا. فقد انضم إلى محمد مراح (طولوز 2012)، مهدي منوش (بروكسل 2014) وحمدي كوليبالي (باريس 2015). أزعر عنيف آخر قضى ايامه مع المجرمين والمومسات. فقط قبل اسبوعين تم اطلاق سراحه من السجن وهناك تقرب من الدين.
في الصحيفة الدانماركية «بيرلنغسكي» تساءلوا لماذا سلطات الامن الداخلية «بي.إي.تي» لم تتابع الحسين، ذو الامكانية الكامنة الجهادية. من غفا اثناء الحراسة؟ سأل دانماركيون كثيرون، الذين لم يفاجأوا. منذ الرسوم الكاريكاتورية حول النبي محمد في 2005، فهمت الاغلبية بأن العملية القادمة في الحاصل هي مسألة وقت.
قال لي أحد الاشخاص (عبد الله، 60 سنة): «أنت لا تعرف كم عانى هذا الشاب». في مدخل محل للحم الحلال الذي يقع في مركز الشارع الذي انتهت فيه مسيرة القتل للحسين، حيث تم اطلاق النار عليه من قبل الشرطة. «لماذا كان يجب قتله؟»، واصل الشخص، «هل هذا العدد الكبير من الشرطة لم يستطع السيطرة عليه واعتقاله فقط؟».
أردت أن أعرف مصدر المعاناة الذي ذُكر. في نهاية المطاف الدانمارك هي دولة يطيب العيش فيها مع شروط اجتماعية جيدة واستقبال جيد للمهاجرين. «هو فلسطيني، عائلته اقتلعت من بيتها، الصهاينة سرقوا بيتهم»، يشرح ذلك الشخص وهو فلسطيني ترك بيروت قبل 55 عاما، ويؤكد: «في اللحظة التي تعود فيها صفد لتصبح فلسطينية، سأعود إلى الوطن».
عدنا وانشغلنا بالحسين. «لقد نما وترعرع على قصص التعذيب التي مرت بها عائلته على أيدي اليهودي، اذا ماذا تتوقع من ولد كهذا؟ هو لم يترعرع كولد دانماركي. هو اختار التضحية بحياته من اجل الانتقام باسم الشعب الفلسطيني». يشرح عبد الله، الذي هو على يقين أنه ايضا لكوليبالي والاخوة كواشي الذين نفذوا العمليات في باريس، كان لديهم سبب جيد للقيام بعملهم.
جذر المشكلة هو أن «اوروبا الحديثة لا تحترم النبي محمد. لا تحترم شيئا، لا يعنيها اذا ما كانوا لا يحترمون عيسى. عندنا، اذا طلبت مني شتم النبي أو أن تقتلني وعائلتي ـ لن أكون مستعد للقيام بذلك. ليس لدينا مشكلة لكي نموت من اجل النبي».
يبحثون عن الانتماء
صاحب محل بيع اللحوم انضم إلى المحادثة. «لا استطيع تأييد القتل»، «لكن يجب البحث عن السبب، في المكان الذي لا يتم فيه احترام النبي لا يمكن أن نتوقع أن يكون المسلمون مسرورين». استطلاع أجري مؤخرا في الدانمارك يؤيد هذا الادعاء ـ فقط 16 بالمئة من الدانماركيين يظهرون احتراما للدين.
هذا الامر يصعب على المسلمين (لليهود أقل)، يشرح لي وليد أمام مدخل محل مجوهرات في السوق المحلية. هذا الشاب الذي سيتزوج قريبا وصل مع عائلته من العراق قبل 15 سنة ويعترف «نحن قبل كل شيء مسلمون وبعد ذلك دانماركيون. وبسبب ذلك نحن لسنا جزء من المجتمع، لا نستطيع العيش مثل الدانماركيين فلدينا قيمنا الخاصة».
ادعاءات مشابهة تُسمع من الجالسين في محل الشاورما القريب،»الدانماركيون متهمون، الحسين هو ضحية»، البعض صفقوا للمخرب، صورة كهذه نشرت في وسائل الإعلام التي دهشت من ذلك. الكلمات تحولت إلى افعال وأيقظت سلطات الامن الدانماركية.
قبل العملية المزدوجة كان عدد غير قليل من المسلمين الدانماركيين قد انضموا لداعش في العراق وسوريا. العدد غير معروف بدقة لكن الحديث عن أعلى نسبة لباقي دول اوروبا. شباب الجالية لا يحبون السياسة الخارجية الدانماركية التي ارسلت قواتها إلى العراق وافغانستان وحتى إلى مالي. لقد غضبوا على دعم الدانمارك للهجوم على سوريا ضد الاسد. وبيقين كانوا سيغلون لو عرفوا أن الدانمارك هي دولة الارتباط بين إسرائيل وحلف الناتو.
إسرائيل اليوم