السلطات السودانية تقمع المتظاهرين في "جمعة الكنداكة"
الخرطوم: قال شهود إن الشرطة السودانية أطلقت الغاز المسيل للدموع واستخدمت الهروات لتفريق نحو 300 متظاهر بعد صلاة الجمعة، في أحدث مظاهرة مناهضة للرئيس السوداني عمر حسن البشير.
وقال شهود إن الشرطة السودانية في تكرار لأحداث الجمعة الماضية طوقت مسجد الإمام عبد الرحمن في أم درمان، المدينة التوام للخرطوم على الضفة الاخرى من النيل، وأطلقت الغاز المسيل للدموع حين حاول المصلون بدء مظاهرتهم.
وقالت مريم المهدي، عضو المكتب السياسي لحزب الأمة وابنة رئيس الحزب رئيس الوزراء الاسبق الصادق المهدي، إن الشرطة استخدمت الهروات لإعادة المصلين إلى داخل المسجد حيث واصلوا احتجاجهم لأكثر من ساعة.
وأضافت أن الشرطة احتجزت قرابة 30 محتجًا. وأفادت المهدي لوكالة الأنباء الفرنسية بأن رد فعل قوى الأمن على المظاهرات يزداد عنفًا، واتهمتها باستخدام رصاص مطاطي وغاز مسيل للدموع ثم الرصاص الحي.
وقال أحد الشهود إن المحتجين رددوا هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام" ورفعوا لافتات تندد بالنظام، خلال تظاهرة الجمعة التي حملت اسم "جمعة الكنداكة"، تكريمًا للمتظاهرات السودانيات، فالكنداكة لقب اطلق على الملكات السودانيات في الممالك النوبية القديمة في شمال السودان ما قبل الميلاد.
ومسجد الإمام عبد الرحمن من أكبر المساجد في السودان وأشهرها، وهو بؤرة للاحتجاجات المتكررة، وله صلة بحزب الأمة المعارض والذي أيد الى جانب أحزاب معارضة أخرى مظاهرات في وقت سابق من الأسبوع، لكنه يحجم حتى الآن عن الدفع بأعداد كبيرة من أتباعه.
من جهته نفى متحدث باسم الشرطة، السر أحمد عمر، وقوع أي مواجهات بين الشرطة ومصلين في أم درمان، قائلًا: "لم يحدث شيء اليوم.. لم تحدث اشتباكات.. لم يحدث شي".
وبدأت الاحتجاجات التي أطلقها في طلاب من جامعة الخرطوم في 16 حزيران/يونيو الماضي عندما أعلن البشير الذي يتولى السلطة منذ عام 1989 إجراءات تقشف صارمة تشتمل على إلغاء تدريجي لدعم الوقود.
وقالت منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش لمراقبة حقوق الإنسان في تقرير مشترك هذا الأسبوع إن نشطاء سودانيين يقدرون أن السلطات تحتجز نحو 2000 شخص منذ اندلاع الاحتجاجات.
وقلل الرئيس السوداني عمر البشير من أهمية هذه الحركة، مؤكدًا انها لا تشبه في شيء تحركات الربيع العربي التي أطاحت بعدد من الرؤساء التاريخيين في المنطقة.
رويترز وأ ف ب
________
د ع