مصدر إسرائيلي: تهديدات البغدادي بمهاجمتنا ليست جدية

زمن برس، فلسطين: قالت مصادر سياسيّة وأمنيّة إسرائيلية، رفيعة المستوى إنّ إسرائيل لا تتأثر بتهديدات زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي بمهاجمة إسرائيل، ولكن بحسب التقارير، أكّد موقع (تايمز أوف أزرائيل) الإسرائيلي، أنّه منذ أشهر عديدة يكثّف الجيش الإسرائيلي جهوده الاستخباراتية فيما يتعلق بفرع داعش على الحدود مع إسرائيل، ولا سيما، تجاه شبه جزيرة سيناء، والذي يُطلق على نفسه (ولاية سيناء) وكان قد بايع تنظيم "داعش".
وكان أبو بكر البغدادي، دعا في تسجيل صوتي نُشر يوم السبت، إلى مهاجمة إسرائيل وقال: كلا يا يهود ما نسينا فلسطين لحظة (…) وقريبًا قريبًا بإذن الله تسمعون دبيب المجاهدين وتحاصركم طلائعهم في يوم ترونه بعيدًا ونراه قريبًا.
وأضاف: ها نحن نقترب منكم يوما بعد يوم، وإنّ حسابكم لعسير، لن تهنئوا في فلسطين أبدًا يا يهود (…) لن تكون فلسطين إلا مقبرة لكم، على حدّ تعبير البغداديّ.
ويرفض جهاز الأمن الإسرائيليّ أنْ تؤثر تلك التصريحات فيه، ولا يعتبرها تهديدًا حقيقيًّا. وفي مقابلة مع إذاعة جيش الاحتلال قال المدير العام في وزارة الشؤون الاستخباراتية إنّه ليس هناك حاجة إلى أخذ أقوال البغدادي بجدية، موضحًا أنّه في سوريّة والعراق تجري حرب قاسية بين العديد من الفصائل، ولكن إسرائيل لا تتدخل، وكل واحدة من الفصائل تعلم في حال إذا عملت ضدّ إسرائيل فسيكون وضعها سيئًا، وستضع نفسها بوضع أقل حظًا بكثير مقارنة ببقية الفصائل، على حدّ تعبيره.
وبحسب المسؤول الإسرائيليّ، فإنه مقتنع أنّ البغدادي يقصد ذلك بجدية، ويعتبر إسرائيل هدفًا شرعيًا لاحتلالها وضمّها إلى الدولة الإسلامية، ولكن هذه ليست رؤيا واقعية. ومع ذلك، فقد نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" على موقعها الالكتروني أنّ الجيش الإسرائيليّ كثّف كثيرا المتابعة الاستخباراتية وراء فروع داعش الواقعة قرب الحدود مع إسرائيل، وتحديدًا، في الحدود الجنوبية مقابل سيناء.
وقد أقسم الكثير من التنظيمات العاملة في شبه جزيرة سيناء في السنة الماضية يمين الولاء لداعش، ومنذ ذلك الحين أصبحت أحد الفروع الأكثر كفاءة والأخطر للتنظيم، حيث إنها تعمل يوميًّا ضدّ أهداف الجيش المصري، ولكنها تهدد بالعمل ضد أهداف إسرائيلية أيضًا.
ولفتت المصادر عينها إلى أنّه في شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي نشر التنظيم في سيناء عدة مقاطع فيديو موجّهة إلى إسرائيل، ظهر فيها عنصر داعش وهو مسلّح ويرتدي لباسًا عسكريًا، ويهدد بالعبرية باحتلال الأقصى من أيدي الصهاينة. ومع ذلك، يعمل عناصر التنظيم بشكلٍ سريٍّ للغاية، ويُحافظون جيدا على الأمن الميدانيّ، حيث تجد إسرائيل صعوبة في الحصول على معلومات أولية عن نشاط التنظيم، ويشتبه الجيش الإسرائيلي بأنّه إذا تمّت عملية إرهابية في الحدود مع إسرائيل، فلن تكون هناك تحذيرات استخباراتية مسبقة تقريبًا، بحسب الموقع الإسرائيليّ.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ يُولي اهتمامًا خاصًا على الحدود الشمالية، حيث يقاتل مقاتلو داعش وجبهة النصرة هناك في منطقة هضبة الجولان ضدّ قوات النظام السوري قريبًا جدًا من الحدود الإسرائيلية، ومع ذلك فإنّ الفصائل في هذه المنطقة ضعيفة ومشغولة بشكل أساسيّ في البقاء على قيد الحياة، ومن ثم فهي لا تشكل خطرا حقيقيًّا على إسرائيل.
من ناحيته، قال المُحلل يوسي ميلمان في صحيفة (معاريف) إنّ داعش في سوريّا والعراق، وكذلك في “لواء سيناء” للتنظيم، يتعرض للنقد والسخرية في العالم العربي على أنّه يقاتل ضدّ الأنظمة العربية وإخوانها الإسلامية، بما في ذلك السُنية، وأنّه نسي الكفاح الفلسطيني واليهود في فلسطين، وفق ما ذكرت صحيفة رأي اليوم.
وتابع قائلاً: يشهد نشر الشريط على أنّه رغم وحشيته، فإنّ البغدادي ومساعديه، ينصتون للانتقاد. والأقوال هي بمثابة دعاية وتبجح أكثر من أي شيء آخر. ومع ذلك، شدّدّ المحلل على أنّه لا يجوز الاستخفاف بأقوال البغداديّ، لافتًا إلى أنّ لداعش تواجد على مقربة من حدود إسرائيل في سيناء وفي الجولان، وهو يمكن أن يحاول العمل من هذين الاتجاهين من خلال إطلاق الصواريخ، زرع الألغام أوْ حتى محاولة الاقتحام للأراضي الإسرائيلية.
و ختم ميلمان لكن في داعش أيضًا يعرفون، بأنّه إذا ما جرت مثل هذه المحاولة، في سوريّة على الأقل، سترد إسرائيل من خلال سلاح الجو بقوة أكبر من القصف الموضعي لأمريكا ودول التحالف. وعليه، فلا مجال للقلق: إسرائيل لا تزال موجودة في سلم أولويات منخفض لدى "داعش".