معركة فياض "الفيسبوكية"
محمد مرار – زمن برس
رام الله: أظهر رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض اهتماماً خاصاً بمتابعة صفحته على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" وذلك في خضم الاحتجاجات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية ضد الغلاء، مما يظهر إدراك فياض لأهمية الإعلام الإجتماعي في الوصول إلى الناس وخصوصاً فئة الشباب التي تشكل غالبية المشاركين في الاحتجاجات.
فياض شارك في العديد من المقابلات والبرامج الحوارية عبر التلفزيون الفلسطيني والإذاعات المحلية، وذلك في إطار محاولته للتقليل من غضب الشارع، وفي نفس الوقت كان للفيسبوك حصةً كبيرة من وقت فياض، وعلى سبيل المثال في صباح هذا اليوم اليوم فقط دون فياض خمس مرات على صفحة الفيسبوك وتناول مواضيع متنوعة تظهر موقفه من الاحتجاجات والحلول المقترحة.
ويرى المتتبع لصفحة فياض أن بعض ما يكتبه يحمل رسائل موجهة، وعلى سبيل المثال عندما كتب صباح اليوم أنه لا يفكر ولو لدقيقة فيما إذا كانت الإحتجاجات عفوية أم لا، هنا لربما أراد فياض إرسال رسالة غير مباشرة إلى حركة فتح، خصوصاً في ظل ما يتردد عن أن أطرافاً منها تريد الإطاحة بفياض، وبعد تصريحات النائب عن حركة فتح نجاة أبو بكر "لزمن برس" يوم أمس والتي قالت فيها إن الحل يتمثل برحيل فياض. وفيما يلي بعضٌ مما كتبه فياض على صفحته الشخصية اليوم:
1- انا لست بصدد مراجعة كل ما قيل من شعارات مما لا استطيع ذكره لقسوته، او الممارسات التي تخرج عن نطاق الحق في حرية التعبير إلى نطاق التسبب بالأذى للآخرين. هذا لا يعني أنني غير مكترث بما يقال من شعارات واتهامات، فلا يوجد انسان عاقل لا يكترث وهو يتهم بكل ما هو مشين، والتي تخرج عن إطار الوصف بانه لا ينفع وغير قادر الى حد الاتهام بانه مكلف بالتخريب وانه عميل وخائن، فهذا كلام مسيء بصراحة، ومع ذلك لن أتدخل لمنعه، أما ممارسات أخرى كحرق اطارات والقاء حجارة واغلاق طرق فهذه مسالة بحاجة الى إعادة نظر، وأنا أهيب بالجميع، من موقع المسؤولية، وخصوصا أننا نتحدث عن مفاهيم تؤسس لدولة ترقى لتطلعاتنا وتضحيات شعبنا، بأن لا نخطىء ونؤسس دولة بوليسية، وإنما دولة تحترم الحقوق والحريات، وخاصة حرية التعبير، وهذا يتطلب جهد من أجل ايجاد صيغة مقبولة.
2- اعزائي ، انا لا أصرف ولا دقيقة واحدة للتفكير فيما إذا كانت هذه الاحتجاجات عفوية او موجهة او هناك من يقف ورائها . في المحصلة النهائية نحن نتعامل مع الواقع كما هو وما الفرق إن كانت هذه الاحتجاجات عفوية أم مفتعلة . هناك واقع لا بد من التعامل معه، والبند الأول في ذلك الصراحة والمكاشفة مع الناس، والخضوع في النهاية لتقييمهم، أن نكون على قدر المسؤولية وأن نقبل بذلك، بما يشمل المناداة بالرحيل"
3- أنا إنسان عادي، ولست مجنونا، فأنا اتألم للتشكيك بالنوايا، والاتهامات بالخيانة وبأني مفروض على هذا الشعب، لكنني لا أبني سياسة على هذا الكلام، ولا أقابله باجراءات، وإنما أستوعبها وأتجاهل الموضوع .
لن أصرف عمري بالتفكير بأن هذا الكلام صحيح وهذا غلط وهذا قصير وهذا طويل . من يقول لي إرحل اقول له تكرم، وإن كان الرحيل يحل مشكلة بكل تاكيد لن اتردد في ذلك، وحتى لو أنه لا يحل مشكلة، ففي اطار أزمة مستمرة واحتجاج مستمر، من الممكن، في حال الوصول الى استنتاج إلى ان بقائي هو العنوان الاساسي للاحتقان والشكوى والرحيل ينفس الأزمة، فسأرحل .
رئيس الحكومة بكل تأكيد مسؤول، ورئاسة الحكومة تكليف ومهمة لها نهاية، وليس امتيازا وتشريفا،واذا وصلت إلى شعور بأنني عنوان الأزمة، والتنحي جانبا ينفسها ويعود الناس الى مناقشة الامور بموضوعية وهدوء وصولا إلى حلول وقناعات تسير البلاد، فلن أتردد في ذلك.
ولكن هل سينجح فياض بإقناع المحتجين من خلال رسائله "الفيسبوكية" اليومية؟ أم أن المسألة خرجت عن إطار الشرح والإقناع، والحل لا يمكن أن يكون إلا عملياً على الأرض بتلبية مطالب المحتجين ؟.