عباس أكبر الخاسرين

بقلم: 

في جو من التقديرات الأمنية الصادرة عن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية الجازمة تقريبا بأن العملية شارفت على نهايتها على الأقل بشكلها الحالي دون التوصل إلى طرف خيط يقود الأمن الإسرائيلي باتجاه معرفة مصير المستوطنين الثلاثة يكون عباس أكبر الخاسرين من العملية من طقطق لسلام عليكم.

كان كسر اكبر تابوهات العمل الوطني الفلسطيني هو تغيير بنود الميثاق الوطني الفلسطيني بعد التحقق واليقين من خطأ ذلك والذي ندم الفلسطينيون عليه بعد أن ضرب الاسرائيليين بعرض الحائط كل بنود الاتفاق الذي من أجله غير الفلسطينيون ميثاقهم.

عشية العملية الفدائية في الخليل واختطاف الاسرائيليين الثلاثة كان عباس "مختلف عليه في الساحة الفلسطينية"  بعد الجدل الكبير والاستقطاب الحاد لخطابه الشهير في المجلس الثوري وفصل قادة فتح لاختلافهم معه في الرأي مما نتج عنه تدهور خطير في أخلاقيات الوطنية الفلسطينية حيث كسر عباس  ثاني اكبر التابوهات الوطنية وهذه المرة  كسر عباس التابوه الأكبر الثاني في الوطنية الفلسطينية وهو ميثاق المحبة في فتح التنظيم الأكبر في فلسطين والتيار الوطني المركزي في م.ت.ف  .

الوضع الصعب الذي عاشه الرئيس عباس منذ غياب الرئيس مرسي بعد محاولته استغلال علاقته مع قطر في مواجهة تخبطه في بيته الداخلي فتح وفقدانه البوصلة السياسية في تغيير التحالفات فأخذ "يتكتك بالاستراتيجي" من أجل مشكلة داخلية لا تحتاج هذا التخبط الذي توّجَهُ وكشف عنه في خطابه أمام وزراء الخارجية في جدة وتصريحاته اللاحقة التي أظهرته بمظهر المعادي للثقافة الوطنية الفلسطينية لشعب بكامله والمنحاز للصهيونية والإسرائيليين على حساب شعبنا وحقوقه وآماله وطموحاته في التحرر والاستقلال وتحرير الأسرى ومعاديا للمقاومة ومعاديا للأسرى وعائلاتهم ومعاديا لحقوق شعبنا التي تركها مثل تقرير جولدستون ومحكمة جرائم الحرب واستمرار الفساد المستشري في السلطة ومؤسساتها.

عباس بدل أن يصلح وضعه الداخلي في فتح لجأ للاستعانة مرة بالإخوان المسلمين أيام مرسي وبعدها سعي لحماس وتنفيذ ما تريد وقبلها وبعدها سعى لكيري وأميركيا وانتهى به المطاف للاستعانة بالإسرائيليين للحفاظ على وضعه المتدهور حتى وصل بشعبنا لقذف مراكز شرطته وأمنه بالحجارة في الضفة الغربية.

تنتهي أو لا تنتهي العملية الاسرائيلية فعباس تحول من رئيس "مختلف عليه" إلى رئيسٍ "معادٍ لشعبه" والفصائل والمؤسسات والسياسيين والمثقفين والأسرى وعائلاتهم والمحررين والمقاومين وحتى المفاوضين لأنه سار في طريق اللا عودة في عدائه للثقافة والأماني الفلسطينية الوطنية... وبدل أن يأتي عباس بكل هؤلاء لصفه في مناوئته من أراد مناوأته في فتح .. وهو دحلان .. عباس استعدى الناس وكل قطاعات شعبنا  جميعا ضده .. وأصبح مطلبهم جميعا رحيله .. هكذا يخسر معركة حاسمة كان يمكن كسبها بسهولة لو أن فتح موحدة ولم يقسمها نصفين.