سرقة الحق والانجاز وحتى المستقبل

بقلم: 

في عالم اليوم في دول العالم الثالث بالذات ونحن منهم أي جماعة أو حزب لا يملك قوة تحمي إنجاز له أو فوز في أي انتخابات عامة فسوف يسرق منه هذا الانجاز أو  الفوز ... نحن في عصر القوة والفوضى وانهيار التبادل السلمي للسلطة.

في عالم اليوم في دول العالم الثالث بالذات ونحن منهم  أي شعب لا يملك قوة منظمة تقود ثورته ضد الطغاة  وتحافظ على الانجاز فسوف تسرق ثورته ... نحن في عصر ركوب الثورات من قوى ليست هي صاحبة الثورة وقد تكون ضد الثورة أصلا وير مناوئى للطغاة.

في عالم اليوم في دول العالم الثالث بالذات ونحن منهم  أي ثورة أو تحرك أو عمل هام ليس له جهة خارجية داعمة لتوجهه ستسحقه الجهة الأخرى الأكثر دعما من طرف خارجي أقوى ومناوئ للجهة الأولى.

في عالم اليوم في دول العالم الثالث بالذات ونحن منهم  أي مؤسسة غير حكومية ليس لها علاقة بأجهزة أمن النظام تسرق ملفاتها وحواسيبها ومعلوماتها وتعطل مشاريعها وتتهم بالعمل لأجندات خارجية والعمالة للأعداء وفي المقابل أي جهة لا تعمل حسب أجندات الممولين والاستفادة الاستخباراتية منها لا تعطى تمويل لمشاريعها ومصيرها الفشل.

في عالم اليوم في دول العالم الثالث بالذات ونحن منهم  أي مجموعة أو تجمع من الناوين على التظاهر أو الاحتجاج لابد أن تنسق مع الجهة الحاكمة وأجهزة أمنها وإلا تقمع بالقوة الغاشمة والاعتقال.

في عالم اليوم في دول العالم الثالث بالذات ونحن منهم  أي مشاريع ربحية خاصة أو عامة لا تتقاسم ارباحها مع السلطة الحاكمة تتهم بالتزوير والغش أو تصادر ممتلكاتها بحجج قانونية.

في عالم اليوم في دول العالم الثالث بالذات ونحن منهم  أي مشاريع استثمارية لا تستند على شركاء متنفذين في السلطة الحاكمة لا تمنح التراخيص والتسهيلات للاستثمار وتشغيل العاطلين عن العمل.

في عالم اليوم في دول العالم الثالث بالذات ونحن منهم  أي بسطة بندورة في زقاق من الأزقة لا تحميها عائلة أو عصابة فإنها تزال ويأخذ مكانها رجل أمن أو أحد أفراد عائلته للتكسب والربح.

في عالم اليوم في دول العالم الثالث بالذات ونحن منهم  أي طالب فقير جامعي في الشهادة الأولى أو الثانية أو الثالثة لا يسنده تنظيم أو حزب ويدفع عنه الرسوم الجامعية تجده بعد الفصل الثاني أو الثالث يترك الدراسة ولا يستطيع إكمالها.

في عالم اليوم في دول العالم الثالث بالذات ونحن منهم  أي مريض بمرض عضال لا يجد  واسطة أو قوة جهاز أمني أو مسؤول كبير بالدولة يموت كالبعير في انتظار العلاج
في عالم اليوم في دول العالم الثالث بالذات ونحن منهم  أي مواطن ينافس على وظيفة إن لم تكن له قوة عائلية أو حزبية أو قوة نسائية لن يوظف لو أطبقت السماء على الأرض.

لكم هذه الظواهر المتفرقة التي تسرق كل شيء في بلدنا حتى المستقبل :
- الشركات الاحتكارية الكبرى في بلدنا جوال والوطنية وشركة الكهرباء وشركات المواد الغذائية واللحوم والدواجن ومواد البناء ومواد التنظيف وبيع المياه والمشروبات والعصائر ومستوردي الملابس والبنوك ومؤسسات الاقراض والمستشفيات الخاصة والعيادات وكبار ملاك العقارات وتجار الاراضي ومكاتب الصرافة والتحويلات وشركات الاستيراد الكبرى هم كلهم تجار حروب مصوا دم شعبنا واستغلوا حاجته منذ الانقسام والحصار والى الآن.

- أكبر مؤسسة تجسس في بلادنا هي وكالة الغوث وملحقاتها فهي لا تدار دائما إلا بضباط من السي أي أيه أو الموساد أو أجهزة المخابرات الدولية الأخرى المعادية للشعوب وأولهم شعبنا.

- إذاعاتنا وفضائياتنا ومواقعنا الالكترونية هي مشاريع ربحية تفرض على شعبنا أسوأ أنواع التعبئة البغيضة والتحريض المدمر والتجهيل وتمارس الديكتاتورية الفظة وتقمع وتمنع حرية الرأي إلا ما يتوافق مع أجنداتها الحزبية وأكثر ضيقا للأفق ما يتوافق مع عصابات اداراتها.

- أخطر عناصر التمزق في النسيج المجتمعي الفلسطيني وما يتراكم عليه هو امتلاك الاحزاب الممولة من الخارج للجامعات والسيطرة عليها لأن ذلك يعني بأننا في الطريق إلى نهاية حقيقة أننا شعب موحد وهي حظائر لتسمين عجول لأجندات خارجية وهو بالضبط بيع الأجيال الفلسطينية القادمة لغير فلسطين ... انتبهوا .

- أسفل ظاهرة أنتجتها الرأسمالية في بلادنا هي هذه المؤسسات غير الحكومية التي قسمت ظهر الوطن وأصبحت مشاريع ربحية فاحشة لمؤسسيها وإداراتها فليس فقط هي تقوم بتنفيذ أجندات الممولين التي تخدم الرأسمالية والصهيونية بل هي مواخير للزناة والسكيرين وسراق الموازنات والأموال للثراء على حساب الهم الوطني وتنتج ظاهرة أسفل منها بأن هؤلاء الفاسدين يصبحوا بنفوذهم وأموالهم وفهلوتهم قادرين على اقتناص دور القادة والمسئولين عن الوطن والمواطن وتقرير المصير في ظل العوز والاحتياج ومعاناة شعبنا.