أحلام ٌ ضائعة في غزة

بقلم: 

لا أعلم من أين أبدء في حديثي ومقالي هذا، عن الصعوباتِ والعراقيل والمشاكل الجمة التي يعاني منها فئة الشباب المهمشة  داخل المجتمع الغزي .
فالمقولة التي تقول أن " الشباب هم عماد الغد " أصبحت في غيرِ محلها  وأي مستقبل نتحدث عنه للشباب داخل غزة المحاصرة من جميع الجهات، وهي أشبه ما تكون بالسجن الكبير ذو الأسوار العالية المغلقة أبوابها بالمفاتيح، إذ أن الشاب المغلوب على أمرهِ يحلم ويطمح  في كثير من الأهداف التي يسعى لتحقيقها ، لكن يتفاجأ بالتحديات والمطبات المحيطة به فتشكل عاقاً أمام تحقيق الحلم والطموح داخل المجتمع .

فالشباب اليوم أصبحوا يتخرجون من الجامعات  الفلسطينية داخل البلد  ويندرجوا تحت فئة العاطلين  عن العمل ، فلا يوجد أي فرصة لهم والواسطة أساس كل شيء في هذا المجتمع، أو حتى البطالة تكون بالواسطة والمحسوبية لفلان أو علان ، فالأن في ظل الوضع السيئ والمرير الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني بشكل عام والمجتمع الغزي بشكل خاص، فالحروب  الثلاثة الأخيرة على قطاع غزة أكلت الاخضر واليابس ودمرت الإقتصاد الفلسطيني والبنية التحتية لأننا نريد  أن نعيش حياه كريمة أو الموت، لنغيظ هذا الإحتلال الصهيوني ، فالإحتلال والإنقسام الفلسطيني قتل حلم الشباب وكل يوم يقتل حلم الشباب وأصبحت أحلامهم ضائعة في مهب الريح  ليس لها أي إتجاه  أو طريق أو حتى نهاية  للحل هذا الملف .

فأصبحت طموحات الشباب مستحيلة داخل مجتمع يتأمر عليه القريب والبعيد فإلى متى يا عالم سنبقى على هذا الحال ... بكفي ظلم إقرفنا ؟!

وأيضا ً العديد من الشباب وأنا منهم أفكر كل يوم بعد الانتهاء من المرحلة الجامعية بالهجرة خارج الوطن، سواء الهجرة الشرعية أو غير الشرعية (تهريب) ، وإلا فحلمي وطموحي وأحلام الشباب سيقتل وسينتهي وسنبقى نعيش على الأمل بإفراج الأزمة علينا جميعا ً ومرور السنوات ونحن واقفين دون إنجاز أي هدف من الأهداف التي نسعى لتحقيقها .

لكن البعض يقول لماذا تفكر بهجر بلدك أحسن بلد فتجدهُ  يتكلم معي بالوطنية ، نعم كلامه ُ في محلهِ لكن أعطيني حلول حتى أبقى في بلدي، فيبقى صامتاً ولا يتفوه بأي عبارة أو أي كلمة  حق، فالكثير من المشاكل العالقة كانت السبب الرئيسي في قتل أحلام الشباب داخل المجتمع الغزي ، فالشاب داخل المجتمع أصبح لا يمتلك المال لاستكمال نصف دينه ِ وهو الزواج مما ساهم ذلك في تأخر سن الزواج عند الشباب، وإن كان يمتلك  فالبحث عن الوظيفة أو العمل  يقف عائقا ً أمام ذلك.
فأحلام الشباب يا عالم  و يا مسؤولين و يا أصحاب الكرسي والمناصب التيتتنازعون عليها وتقاتلون من أجلها أنقذوا الشباب فأحلامهم تتدمر وتزول ... ولا تكونوا كالذي ينظر إلى نفسه ِ فقط  دون الاهتمام بمن حوله  ؟!

فنطالب الشباب داخل المجتمع  والخريجين في كافه  فلسطين بقطاع غزة  والضفة بتفعيل  هاشتاك # أنقذوا_ الشباب  عبر كافة وسائل التواصل الاجتماعي ، لعل أحد يسمعنا من  أصحاب الكرسي  والجهات المعنية ورجال الاعمال الفلسطينيين ويقوم بالتلبية النداء ويهتم  بهذا الأمر .