هل تهرب إسرائيل من جحيم الانتفاضة بضرب غزة؟‎

بقلم: 

تصاعدت مؤخرا وتيرة التهديدات "الإسرائيلية" بضرب قطاع غزة، لتترك تساؤلات حول متى وكيف يبدأ الهجوم، ومدى جاهزية المقاومة لصدها؟ ففي كل مرة تشعر بها إسرائيل وقادتها السياسيون بالمأزق، تخرج التهديدات لقطاع غزة عبر التصريحات الإعلامية والدعوات التي تدعم وتؤيد ضرب القطاع واغتيال قادة المقاومة، خصوصاً في الوقت الذي تشتعل فيه انتفاضة القدس وتنطلق نحو اللاعودة إلا بعد انتهاء احتلال فلسطين.

ولا شك أن عمليات الطعن والدهس وإطلاق النار المتتالية التي نفذها فلسطينيون في الضفة المحتلة، باتت تقض مضاجع "الجيش الذي لا يقهر"، خاصة وأن فصائل المقاومة تدعمها بالمباركة والثناء.

فعملية الخليل مساء أول أمس الجمعة  التي أسفرت عن مصرع مستوطنين اثنين وإصابة ثالث، كانت كالطلقة القاتلة في صدر الأمن الإسرائيلي، خصوصاً بعد اعتقاد قادة الاحتلال أنه تم السيطرة على عمليات الضفة الغربية، لتتحول المعادلة من جديد، وتقلب الطاولة على رؤوس الإسرائيليين، ليدعو بعدها ليبرمان وقبله العديد من السياسيين المتطرفين، إلى تصفية قادة الجهاد الإسلامي وحماس في غزة، كي لا تتهاوى المنظومة الإسرائيلية، بحسب اعتقاده.

تصدير الأزمة
"شمس نيوز" استعرضت آراء وردود قادة فصائل المقاومة في قطاع غزة ومحللين عسكريين، لم يستبعدوا احتمال تصدير قادة الاحتلال أزماتهم إلى قطاع غزة، منوهين في الوقت ذاته إلى أن المقاومة في غزة جاهزة لأي تصعيد إسرائيلي.

وبرزت خلال الأيام الماضية تقديرات إسرائيلية تتحدث عن مواجهة قريبة مع فصائل المقاومة في قطاع غزة، زاعمة أن المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام قد وصلت إلى حد الذروة في تأهبها لخوض المعركة القادمة مع الجيش الإسرائيلي، ومواصلة حفر الأنفاق وتجهيزها وصناعة الصواريخ وتطويرها.

حركتا المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي، أكدتا على أن إسرائيل تمر في مأزق كبير، جراء العمليات التي تشهدها الضفة المحتلة، موضحتين أن الاحتلال يريد تصدير أزماته في الضفة لقطاع غزة، وذلك لوأد انتفاضة القدس.

جاهزة للرد
القيادي في حماس، محمد فرج الغول، أكد خلال حديثه لـ"شمس نيوز"، أن منظومة الأمن الإسرائيلي فشلت في وأد الانتفاضة، مشددا على استمرارية هذه الانتفاضة وتوسعها في مختلف المدن الفلسطينية.

وأشار الغول إلى أن الاحتلال قد يصدر أزمته لغزة؛ للتخفيف عن جبهة الضفة المحتلة والقدس، مشدداً على جهوزية المقاومة الفلسطينية لأي تصعيد إسرائيلي على القطاع.

وبيّن أن المقاومة جاهزة للرد على أي حماقة إسرائيلية، لكنه نوّه إلى أن تهديدات الاحتلال بضرب غزة وقادتها " لن تضعف عزيمة المقاومة" حسب الغول.

وكان القيادي في الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل قال لـ"شمس نيوز" إن مقاومة غزة حاضرة اليوم،  وتستطيع أن تحدث وجعاً حقيقياً في عمق العدو الإسرائيلي، مشدداً على أن أتباع المقاومة يزدادون تصميماً على الاستمرار في قتال الاحتلال الإسرائيلي.

مواجهة غزة
تحليلات خبير أمني إسرائيلي تشير إلى أن إسرائيل قد وضعت حدا أقصى لمواجهة الانتفاضة الفلسطينية في القدس والضفة حتى شهر مارس المقبل، وفي حال فشلت في تحقيق هدفها، فإنها ستلجأ إلى مواجهة مع غزة يعتقد أنها مهرب له للخروج من أزمة زحف الانتفاضة.

ليؤكد الناطق باسم ألوية الناصر صلاح الدين، الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية، (أبو عطايا) أن المقاومة الفلسطينية تدعم وبشكل كبير انتفاضة الضفة الغربية والقدس، لافتاً إلى أن هذه الانتفاضة ستكون بمثابة الكرة المتدحرجة، التي ستكبر وتتسع عند قيام العدو بارتكاب حماقة كبيرة.

وبحسب ما قاله (أبو عطايا) لـ"شمس نيوز"، فإن المقاومة في غزة لا تستبعد أي عدوان على القطاع في المرحلة المقبلة، منوهاً إلى أن جيش الاحتلال سيندم حال أقدم على أي عدوان كما ندم في حرب الصيف الماضي".

وفي صيف 2014 شهد قطاع غزة عدواناً إسرائيلياً استمر لـ51 يوماً، أدى إلى استشهاد ما يقرب من 2200 فلسطيني وجرح 11 ألفاً آخرين، معظمهم من المدنيين، وتدمير عشرات آلاف المنازل.

إعداد وتطوير
ويضيف الناطق باسم ألوية الناصر صلاح الدين، أن المقاومة على أتم الجهوزية والاستعداد لمواجهة أي حماقة صهيونية في قطاع غزة أو حماقات كبيرة في الضفة الغربية، في كل وقت وحين "ونحن للحرب الإسرائيلية القادمة بالمرصاد" بحسب (أبو عطايا).

وكانت إسرائيل توصلت في 26 آب (أغسطس) عام 2014 إلى تهدئة مؤقتة مع فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حماس، بوساطة مصرية، وضعت حداً لعدوان دام 51 يوماً.

الانتفاضة حاضرة
الخبير العسكري، والمحلل السياسي اللبناني، إلياس فرحات يرى أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الضفة الغربية ومن الوطن الفلسطيني، مشيراً إلى أن الانتفاضة الثالثة حاضرة في جميع المدن الفلسطينية دون استثناء.

وشدد فرحات في حديثه مع "شمس نيوز"، على أن مقاومة غزة تستعد لأي حرب قادمة، منذ أن انتهى العدوان الأخير الصيف الماضي، مبيّناً في ذات السياق أن الاحتلال الإسرائيلي يدرس مخططاً لمهاجمة قطاع غزة.

وأردف الخبير العسكري بالقول: الذي صمد في الحرب لـ51 يوم، ليس من الصعب أن يكون مستعداً لأي حرب قادمة، بل إنه يزداد قوة أكثر".
وشن الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة حروب على قطاع غزة، منذ تولي حماس إدارة القطاع، كان أولها نهاية عام 2008 وحتى بداية 2009 تحت مسمى "الرصاص المصبوب"، والثانية عام 2012 والتي سمتها إسرائيل بـ"عمود السحاب"، وأخيراً "الجرف الصامد" عام 2008.