أزمة قطاع غزة مستمرة باستمرار أطرافها!

بقلم: 

حماس تطالب الناس بالصبر إلى أن يأتي الله بالفرج، وفتح تطلب بالصبر إلى أن تنهار سلطة حماس!

كتبت أمد في زاويتها  عن القطاع مقالا بعنوان " هؤلاء من يتحملون مسئولية انهيار الاوضاع في قطاع غزة"

وملخص الحال في قطاع غزة حيث "الكهرباء 6 ساعات في اليوم والمياه 78% ملوثة والمستشفيات 25% صالحة لإستقبال المرضىالمعابر للبضائع 50% منها 82% للجهات الدولية والمؤسسات الخاصة..

المعابر لسفر الاشخاص – معبر رفح البري 2% عمل ، اما معبر بيت حانون "ايرز" 28% للتجار والتحويلات الطبية والمؤسسات الدولية .

البطالة في صفوف الطلاب الخريجين 82 % والباقي تستوعبهم مؤسسات حماس بحد أعلى للأجور 1000 شيكل فقط( 280 دولار)
إعادة الإعمار بعد ثلاثة اعتداءات اسرائيلية عسكرية قاتلة لا يمثل شيئاً مقابل التدمير الحاصل ، بل هذا المضمار فتح سوقاً سوداء قضت لمصالح معينة ويديرها متنفذون ويدفع ثمنها المدمرة بيوتهم ومؤسساتهم.

الطلاق حقق أعلى مستوياته بسبب سوء الاوضاع المعيشية غلاء الاسعار بإرتفاع متزايد لغياب خطة اقتصادية حكومية واضحة انتشار واسع لثقافة البغض والتمييز بسبب الانتماءات الفصائلية، الحريات العامة ومنها حرية الرأي والتعبير في أعلى نسب الانتهاكات وأخطرها على الاطلاق غياب الأفق للخروج من هذه الأزمات "وانتهت المقالة  بمخرج يستصرخ الضمائر المحكمة والمواقف الوطنية الملزمة : "قطاع غزة يحتاج الى ضمائر محكمة و مواقف وطنية ملزمة وليس خطابات ومرئيات مخادعة ومراوغة."

وفي السياق حمل المقال المسؤولية لحماس وفتح والفصائل الفلسطينية .

وهذا الوضع في القطاع فظيع ولكن الجهة الأولى التي تتحمل المسؤولية هي الجهة الحاكمة  المهيمنة وهي إسرائيل. فإسرائيل هي التي تفرض الحصار من كافة الجوانب على قطاع غزة وتحرسه تماما من كل اختراق، وإن كانت تحرس الحدود من جهة مصر بواسطة مصر بالإضافة إلى رقابتها الخاصة.

كما لا أن موافقة إسرائيل على إنهاء الإنقسام هي الشرط الفيصلي في النهاية .

كما أن النظام العربي الرسمي هو في خدمة إسرائيل وهو يساهم في حماية احتلالها لفلسطين . كان القول سابقا أن النظام العربي مقصر في مهمة تحرير فلسطين ولكن الحقيقة البائنة أن النظام العربي الرسمي متواطيء مع إسرائيل في كل شيء وكذلك في حصارها لقطاع غزة .

ولم نضف هذين الطرفين فقط من أجل تةسيع البيكار بل من أجل القول أن الأطراف التي حددتها زاوية أمد هي بذاتها تتفاعل في ظل هذا الواقع ولا تخرج عنه ولا تستطيع أن تخرج عنه .

فحماس موجودة في ظل المعادلة أعلاه ومحكومة من قبلها تماما وتخضع لفعلها وكذلك سلطة رام الله وفتح وبنفس الدرجة وأكثر .

فقد تعددت  دول رعايةالمصالحة في الجانب العربي وكل هذه الدول تنسق موقفها مع إسرائيل ولا تخرج عن موقفها ولا تسعى للخروج على موقفها .

إن هذه الحقيقة يجب أن لا تغيب عن البال ولا عن  أي تحليل يعبر عن واقع القطاع . كما أن مصر لا تفتح معبلر رفح ليوم واحد دون التنسيق مع جهة الإتصال الإسرائيلية .

إن حماس والسلطة محكومتين للغير . وهذه هي المعادلة .

والسكان في القطاع يدفعون الثمن ومطالبين من حماس بالصبر والتضحية من أجل استمرار حكم الإسلام والإمارة الإسلامية في القطاع  والتي جاء قادتها بالإنتخابات ثم بالإنقسام  والتي سيحميها الله من كل شرّ. ولا يهم أن يكون كل الشر على الناس كما هو الحال الواضح في التوصيف أعلاه.

أما فتح وسلطة رام الله فيريان أن تنخفض شعبية حماس وتنتهي سلطتها ويلهج الناس مطالبين بعودة تهم لحكم القطاع  ويطالبون بالصبر حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا .

إن الطرفين لا يمتلكان حرية المصالحة وكل منهما مشغول بحصته من القسمة . والشعب الفلسطيني يدفع الثمن .

إن هذه القسمة هي من حقائق الإحتلال وهي تنتهي بنهايته ونهاية أطرافها.