هل هذه حقيقة ربيع ليبيا؟

بقلم: 

وثائق أمريكية رُفعت عنها السرية ... تكشف السبب الحقيقي لتخلص الناتو من القذافي

تعاني ليبيا حاليا من حالة تقسيم واقعي لأراضيها من قبل تكوينات سياسية متصارعة نشأت وصيغت في ظل تدخل الناتو عسكريا بالحرب على ليبيا. فما أن انطلق الحراك الشعبي المتذمر حتى سارعت القوى الإستعمارية لتنظيم الثورة المضادة وتسليحها متماهية في البداية مع الجماهير .

ولكن دول التدخل شكلت للحراك قيادة على المقاس باسم المجلس الوطني الليبي لتستولي الثورة المضادة على الحراك وتسير به مسارا آخر .وبالتالي تم القضاء على امكانيات حراك يستهدف تحسين وضع ليبيا.وهذا خشية من تقدم الثورة أولا ومن أجل تحقيق الأهداف الإستعمارية ثانيا .

فدول التدخل ومن خلال قطر وتركيا نظمت وسلحت جيش الثورة المضادة الذي انطلق من بني غازي ليسيطر على الأرض بعد قيام قوات الناتو بقصف ليبيا قصفا تدميريا زعزع الجيش ونسف وخرب البنية التحتية الليبية كما فتت الحالة المجتمعية وأشاع الخراب .

إن الخسائر البشرية في حينه فاقت خمسة وخمسون الف إنسان . كما تقتضي حماية المدنيين وفق السياسة الإستعمارية التي نفذها الناتو  من الجو وعملاؤه على الأرض .

وكانت كل من قطر وتركيا فرحتان بالنتيجة حيث قتل القذافي وانحل الجيش الليبي وتمزقت الدولة الليبية وتبعثرت الثروة النفطية هنا وهناك وتشكلت الإمارات الإسلامية التي تستهدف نشر الإسلام في ليبيا .

كان التعبير الإسلام السياسي الأبرز على لسان شيخ النفط القرضاوي الذي يحمل هوية رئيس العلماء المسلمين  وناطقا مؤيدا لجماعة الإخوان المسلمين حيث أعلن مرارا وتكرارا تأييده لتدخل الناتو في ليبيا وشكر أمريكا لتدخلها في سوريا وطالبها بالمزيد  .