عشرات المصابين والمعتقلين خلال اعتداء الاحتلال على مشيّعي الشهيد وليد الشريف في القدس

عشرات المصابين والمعتقلين خلال اعتداء الاحتلال على مشيّعي الشهيد وليد الشريف في القدس

زمن برس، فلسطين:  أُصيب 71 شخصا على الأقل، أحدهم مسعف، بجراح متفاوتة، ونُقِل بعضهم للمشافي، فيما اعتُقِل العشرات، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيليّ في القدس المحتلّة التي اقتحمت المقبرة التي دُفِن فيها جثمان الشهيد وليد الشريف (23 عاما)، الذي سلّمت سلطات الاحتلال، جثمانه مساء الإثنين، واعتدت وقمعت مشاركين في تشييع جثمانه. في المقابل، أكدت الرئاسة الفلسطينية أن الاعتداء "عمل وحشي وهمجي"، فيما قالت حركة "حماس"، إن "اعتداء الاحتلال على مشيعي جنازة الشهيد الشريف، إرهاب صهيوني سيقابَل بمزيد من الصمود والمواجهة المفتوحة".

يأتي ذلك بعد أن أُصيب العشرات خلال اعتداء شرطة الاحتلال بطريقة مماثلة، يوم الجمعة الماضي، على المشاركين في مسيرة تشييع جثمان الشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة، والذي ووري الثرى في مدينة القدس كذلك، ما أسفر عن إصابة 33 شخصا بجراح، من بينهم 6 حالات نُقلت إلى المشفى.

 

واقتحمت قوات الاحتلال المشفى "الفرنسي" الذي كان جثمان الشهيدة يتواجد فيه، والذي أكدت إدارته في وقت سابق الإثنين، أن "اعتداء الشرطة الإسرائيلية على موكب تشييع شيرين انتهاك للقوانين الإنسانية".

وقالت جمعية "الهلال الأحمر" في القدس في بيان مقتضب: "طواقمنا استلمت جثمان الشهيد وليد الشريف وفي طريقها إلى مستشفى المقاصد" في المدينة. وبعيد ذلك، ذكرت الجمعية في بيان آخر: "طواقمنا تصل لمستشفى المقاصد بجثمان الشهـيد".

 

ومن هناك، نُقِل الجثمان إلى المسجد الأقصى للصلاة عليه، ومن ثم انطلق موكب تشييع الشهيد، لمواراة جثمانه الثرى في مقبرة "المجاهدين"، بعد صلاة العشاء مباشرة.

واعتدت قوات الاحتلال على المشاركين في التشييع، واستهدفتهم بالضرب، وبقنابل الغاز التي ألقاها الاحتلال حتّى صوب المتواجدين داخل المقبرة الذين أُصيب كثير منهم بحالات اختناق عقب اقتحام قوات الاحتلال لها. واندلعت كذلك مواجهات في باب حطة، في محيط المسجد الأقصى.

 

وأفادت "الهلال الأحمر" بوقوع "16 إصابة خلال مواجهات مع قوات الاحتلال منذ بداية تسليم الشهيد وليد الشريف"، مشيرة إلى أنه "تمّ نقل 3 إصابات للمستشفى لتلقي العلاج".

 

وبعد ذلك، أكدت "ارتفاع عدد المصابين إلى 37 خلال المواجهات المتواصلة مع قوات الاحتلال"، لافتة إلى أن الإصابات تنوّعت بين "الرصاص المطاطي، وقنابل الصوت والضرب". وأوضحت أن طواقمها "نقلت 10 مصابين إلى المستشفى، اثنان منهم إصابتهما في العين"، ليرتفع عدد المصابين لاحقا إلى 52، وبعيد ذلك بوقت وجيز ارتفع عدد المصابين مجددا إلى 71، في حين نُقِل 13 شخصا من بينهم إلى المشافي.

واقتحمت قوات الاحتلال مشفى "هداسا" في العيساوية بالقدس، بحثا عن مصابين شاركوا في التشييع.

وزعمت شرطة الاحتلال أن 6 من عناصرها، أُصيبوا بجراح، جرّاء الاعتداء عليهم في القدس.


وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص المطاطي على سيارة الإسعاف التي نقلت الشهيد من مستشفى المقاصد بالقدس نحو المسجد الأقصى، ما أدّى لتعرضها "لأضرار"، إذ انكسر زجاجها فيما كانت تنقل الشهيد.

وشهد محيط المشفى مشاركة حاشدة في استقبال جثمان الشهيد بعد استلامه، حيث حُمِل الجثمان على الأكتاف، في حين هتف المشاركون بشعارات منددة باستشهاد الشريف.

 

واستشهد الشاب وليد الشريف أوّل من أمس، السبت، متأثرا بجروح أصيب بها في الثاني والعشرين من شهر نيسان/ أبريل الماضي، في الجمعة الثالثة من شهر رمضان في المسجد الأقصى.

 

وأعلن عبد الرحمن الشريف عن استشهاد شقيقه، في مستشفى "هداسا - عين كارم"، بعد 21 يوما من إصابته في المسجد الأقصى.

 

ومنذ إصابة الشريف وهو من سكان بيت حنينا، وصفت حالته بالحرجة، حيث كان يعاني من نزيف حاد بالدماغ، ومن كسور بالجمجمة، وفي بداية الاعتقال لم يصل الأكسجين للدماغ لمدة 20 دقيقة مما أثر على خلايا المخ، وعلى مدار الأيام الأخيرة له في المشفى، لم يطرأ أي تحسن على صحة الشريف، ليُعلَن عن استشهاده.

 

وتعرض الشريف للاعتداء لحظة الاعتقال من قبل عناصر شرطة الاحتلال الإسرائيلي، ولم يقدم له العلاج الأولي.

وفي الجمعة الثالثة من شهر رمضان، أُصيب 152 شخصا على الأقل، واعتقل أكثر من 500 فلسطينيا خلال مواجهات اندلعت بين المصلين في المسجد الأقصى وبين قوات الاحتلال، التي اقتحمت المسجد، بعد صلاة الفجر، في اقتحام استمر لساعات. وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز على الشبان والنساء والمسنين، ورد فلسطينيون بإلقاء الحجارة والمفرقعات تجاه قوات الاحتلال.