انتفاضة عرب الرشايدة..!

بقلم: 

عندما استمعت لأحمد الرشايدة، يتحدث عن جشع الرأسمالية، التي تريد أن تأخذ أرض عرب الرشايدة لإقامة مصنع الاسمنت، تذكرت تلك الرطانة اليسارية، التي سادت، ولكن الرشايدة، حسب علمي، ليس ماركسيا ولا يساريا، وإنما رئيس اللجنة الشعبية لعرب الرشايدة، الذين حموا برية فلسطين الشرقية لقرون، وهم من أكثر البدو الذين أشاد الرحالة بشمائلهم.
وتعرضوا لتطهير عرقي من قبل الاحتلال، ونقلهم من قريتهم الأصلية، وقدموا الشهداء والفدائيين، واحتضنوا المطاردين، وهربوا الأسلحة لصالح المقاومة، وعلي أن اشعر بالفخر، لأنني قدمت في روايتي المسكوبية (رام الله/2010م) نموذجا لأحد مناضليهم.
يخوض عرب الرشايدة، الذين يملكون الثروة الحيوانية الأكبر في الضفة الغربية، نضالهم ضد مصنع الاسمنت وحيدين، في مواجهة تحالف السياسة والمال، وغياب الإعلام. في بيان أصدروه، باللغة العامية، اليوم تساءلوا: "إلى هذه الدرجة الإعلام موجه؟".
يخاف الصحافيون، والأحزاب اليسارية التي تتبع حركة فتح، والنقابات التي تحولت إلى منظمات انجي اوز، بأبشع صورها، واتحادات المثقفين، من الوقوف مع عرب الرشايدة.


يستضيف عرب الرشايدة الصحافيين، والسياسيين، والحزبيين، ليجولوا في بريتهم، ولكن هؤلاء خانوا مضيفيهم، ليس فقط لأنهم صمتوا، ولكن لأنهم تأمروا عليهم، بالصمت، وبالنشر عن المشروع من وجهة نظر شركة سند، وبشكل دعائي بغيض، مثير للغثيان.
مدرسة الرشايدة أغلقتها مديرية التربية والتعليم (أمر لا يصدق)، وتلاميذها في الشوارع، المقارنة التي تعقدها اللجنة الشعبية لعرب الرشايدة، عن ما حدث اليوم، الذي يصادف ذكرى 99 عاما على وعد بلفور، وما يقولون انه مخطط تهجيرهم وتدمير المحمية الطبيعية، صادم بكل المقاييس: "لا يعقل أن يتم اقتلاع الناس من أراضيها وتهجيرهم من بيوتهم بأيدي "فلسطينية" بدلا من تعزيز صمودهم!".
عندما استمتعت لأحمد رشايدة، كما ذكرت أعلاه، تذكرت الأحزاب اليسارية، ونوابها في المجلس التشريعي، والتي يفترض انها تقود الحملة ضد المشروع، فهذا دور اليسار أساسا، ولكنني أعلم، كم هي خائنة لدورها..!
مؤسف ما يحدث على جبهة فلسطين الشرقية..!