الفلسطينيون أمام خيارت صعبة...ولربما مستحيلة

بقلم: 

ربما يختلف ترامب، قليلا، في الرئاسة عنه في الحملة الانتخابية، لكن المؤكد ان الفلسطينيين ليسوا في قائمة اولوياته التي تمتد من الوضع الاقتصادي الداخلي الى التنافس التجاري مع الصين الى منطقة الباسفيك وصولا الى ايران والخليج العربي الى جانب التهد بمواصلة دعم اسرائيل عسكريا وسياسيا.
اكثر التقديرات تفاؤلا تشير الى ان ترامب سيترك نتانياهو يسوي اموره مع الفلسطينيين بلا تدخل، بما يعني الانتقال من الاستيطان الى الضم الفعلي لأجزاء واسعة من الضفة الغربية وربطها باسرائيل كليا، واكثرها تشاؤما تشير الى ان ادارة ترامب ستضغط على الفلسطينيين لقبول ما يقدمه نتانياهو، مستخدمة الادوات السياسية والمالية، ومنها، لربما، وقف الدعم المالي الامريكي "المجزي" للسلطة..
وفي حال مقاومة السلطة الفلسطينية للضغط الترمبي، لا يستبعد العديد من المراقبين، ومنهم الدكتور علي الجرباوي، اقدام ادارته على تغيير النظام السياسي الفلسطيني، او محاصرته حتى ينهار..
الفلسطينيون ليسوا في وضع يؤهلهم لمواجهة المرحلة الجديدة، فالعالم اجمع لم يعد يأخدهم على محمل الجد لانهم منقسمون جدا، ف"حماس" تسيطر على غزة، و"فتح" تسيطر على الضفة، و"فتح" ايضا ليست في حال جيدة، وقادتها منشغلون في "الخلافة" اكثر من انشغالهم في مستقبل الوطن و القضية.
اما "حماس" التي تقدم نفسها بديلا للسلطة و"فتح"، فهي منشغلة بالحفاظ على سلطتها على هذا الشريط الساحلي الضيق جدا (36 كيلومتر مربع)، المحاصر جدا، والذي يضم مليوني نسمة يعتمد غالبيتهم العظمى على المساعدات الغذائية، وفي غضون اربعة اعوام لن يكون لديهم مياه صالحة للشرب...